الخطــــــــوة غـــــــير الاعتيـــــــــادية فــــــــي الشــــــــرق الأوســـــــــط

آراء وقضايا 06 أكتوبر 2017 0
الخطــــــــوة غـــــــير الاعتيـــــــــادية فــــــــي الشــــــــرق الأوســـــــــط
+ = -

حينما عقد المؤتمر التأسيسي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في أيلول عام 2003م بحضور أكثر من 100 شخصية ممثلين عن مختلف مناطق روج آفا وسوريا، تم فيها مناقشة تأسيس حزب سياسي يحمل أفكار وأساليب مغايرة في النضال يختلف تماماً عن ما هو كلاسيكي وغير مجدي.

 

فالحركة الكردية في روج آفا ومنذ تأسيس أول حزب كردي عام 1957م لم تستطع أن تحقق أي تغيير ملموس على الأرض وتاريخها تحول من تاريخ نضال ثوري إلى تاريخ التشرذم والانقسامات والضعف وعدم التأثير والابتعاد عن القاعدة الشعبية.

 

المؤتمر التأسيسي لـ PYD لم يكن مجرد نقاشات سياسية عادية، بل هو قد أنتج تنظيماً كان له الدور الأبرز في التغيير. PYD رفض الأساليب الكلاسيكية في النضال، وبالاعتماد على الميراث الثوري لحركة النضال الكردستانية خاض النضال السياسي بين الجماهير وتحدى الدكتاتورية وقدم الشهداء واعتقل المئات من أعضائه وزجَّ بهم النظام البعثي في سجونه ومعتقلاته فتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب. ويمكن القول: إن أول اختبار تعرض له حزب الاتحاد الديمقراطي هو قيادته لانتفاضة الكرد في روج آفا التي بدأت من مدينة قامشلو في آذار عام 2004م فقد كان مناضلو PYD في مقدمة كل المظاهرات التي اندلعت في قامشلو وامتدت إلى مختلف مناطق بدأ من ديريك وعامودا حتى كوباني وعفرين كما ووصلت إلى حلب والعاصمة دمشق.

 

حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب غير قوموي رغم أن المكون الكردي هو من أسسه. حاول البعض أن يقنع أعضاء المؤتمر التأسيسي بضرورة وضع كلمة الكرد أو الكردستاني ضمن الاسم، لكن أعضاء المؤتمر رفضوا ذلك ليس لأنهم غير وطنيين أو لا يحبون كلمة كردستان، بل العكس هم كانوا وطنيين والأغلبية منهم كانوا مناضلين ولهم خبرات في الحياة السياسية، ولكن المؤتمر قرر وبالأغلبية تشكيل حزب سياسي لا يمثل الكرد فقط بل يمثل كل المكونات السورية، وعلى هذا الأساس كان الاسم هو حزب الاتحاد الديمقراطي.
هذا في المؤتمر التأسيسي الأول أما في المؤتمر السابع الذي انعقد في بلدة رميلان بإقليم الجزيرة وبحضور 450 مندوباً ما بين 27 و28 من شهر أيلول فقد أثبت حزب الاتحاد الديمقراطي إنه حزب مستعد للتغيير والتجديد في كل الأوقات رغم ما تحقق من إنجازات على الأرض. وبانتخاب قيادة جديدة وتغيير الرئاسة المشتركة أثبت أنه حزب ديمقراطي يرفض الدكتاتورية ويؤمن بالتغيير ويثق بالإنسان.

.

نورالدين عمر

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك