“بشرى علي” عضوة منظمة REPAK النسائية لشبكة كوردستريت”: واقع المرأة في اقليم كردستان مازال متخلفاً مقارنة بشمال كردستان ورج آفا

تقارير خاصة 05 أبريل 2017 0
“بشرى علي” عضوة منظمة REPAK النسائية لشبكة كوردستريت”: واقع المرأة في اقليم كردستان مازال متخلفاً مقارنة بشمال كردستان ورج آفا
+ = -

كوردستريت ـ سليمان قامشلو

.
تأسست جمعيات نسائية عديدة في الأجزاء الكوردستانية وجميعها تشترك في نيل المرأة من دورها الفعال اجتماعيا وثقافيا وسياسيا ولكن قلما يتواجد منظمة نسائية تعني بالمرأة الكردستانية في الأجزاء الأربعة من كوردستان مثل “منظمة المرأة الكردية للعلاقات”

.
التقت شبكة كوردستريت بـ “بشرى علي” عضوة في الهيئة الإدارية ومسؤولة عن قسم العلاقات مع البلدان العربية في “منظمة المرأة الكردية للعلاقات” منظمة REPAK التي افادت في الحديث عن منظمتها بالقول: “منظمة المرأة الكردية للعلاقات” والمعروفة باسمها المختصر حسب اللهجة السورانية من اللغة الكردية باسم “ريباك REPAK”. وقد تأسست هذه المنظمة في بدايات عام 2014. وهي منظمة نسائية معنية بشؤون المرأة الكردية في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي بلاد المهجر بصورة خاصة، وبشؤون المرأة الشرق أوسطية وفي شمال أفريقيا بصورة عامة.

.

واضافت “بشرى” بأن مركز منظمتها كان في مدينة هولير حتى الخامس من شهر حزيران 2016، ولكنها وبحسب قولها  بأن قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK داهمت مقرهم، وأخرجتهم منه بقوة السلاح وطردتهم إلى خارج حدود ما وصفته بـ “الدولة هولير الصفراء”. وتابعت بأنهن اضطررن إلى فتح مقر المنظمة في مدينة السليمانية.

.
وحول موقع منظمتها عالميا واقليمياً منظمتنا هي عضو في “منسقية الشرق الأوسط للمؤتمر النسائي العالمي”، وعضو أيضاً في “منسقية الشرق الأوسط للمسيرة النسائية العالمية”، حيث لعبت دور المنسق الفعال في انعقاد هذين النشاطين العالميين المهمين. وكان لهم شرف التحضير للعديد من المؤتمرات النسائية سابقاً، سواء على الصعيد الوطني، أو على الصعيد الشرق أوسطي.

.
هدف منظمة REPAK التواصل بين المنظمات النسائية

.
وحول أهداف المنظمة أفادت “بشرى علي” بأن منظمتهم تهدف إلى مد جسور التواصل والتعاون النسائي فيما بين المنظمات والشخصيات النسائية المؤمنة بعدالة قضية حرية المرأة، والمناضلة على درب المرأة في سبيل نيل حريتها وحقوقها، والمكافحة بلا هوادة ضد النظام الذكوري السلطوي المهيمن، سواء على الصعيد الذهني أو الفكري والاجتماعي والسياسي، أو على الصعيد الثقافي وغيره من مجالات الحياة.

.
وتابعت بأنه كانت لمنظمتهم السبق في توحيد صوت المرأة الكردية في (باشوري كردستان) تمثيلاً عن المنظمات والشخصيات النسائية من أجزاء كردستان الأربعة للتنديد بمجزرة شنكال عام 2014 في العديد من المحافل. حيث بادروا في هذا الصعيد إلى العديد من النشاطات النسائية المؤثرة، والتي كان آخرها المساهمة الفعالة في عقد المؤتمر النسائي الأول للمرأة الإيزيدية المنعقد مؤخراً في أوروبا.

.
تطور المرأة في شمال كردستان وروج آفا أفضل من واقعها في جنوب كردستان

.
وحول واقع المرأة في أقليم كردستان العراق أفادت “بشرى علي” بإن هناك حراك نسوي جاد في مدينة السليمانية، يفوق عما هي الحال في عموم مناطق ومدن باشوري كردستان. والمرأة في باشور تحاول نفض الغبار عنها ولعب دورها الفاعل في الميدان السياسي، مثلما في الميادين الأخرى. وتابعت بأنه نتيجة الذهنية الذكورية الحاكمة في هذا الجزء من كردستان، بالإضافة إلى السياسة السائدة في حكومة إقليم باشوري كردستان بكل أحزابها وأطرافها؛ فإن المرأة هنا، وللأسف الشديد، متخلفة عما هي عليه في روجافا أو باكوري كردستان بمسافة ليست بالقليلة حسب وصفها. وأارت بأنه لا يوجد سقف جامع للمنظمات النسائية، السياسية منها والمدنية، وهي كثيرة جداً. وهذا ما يؤدي إلى حدوث شرخ واسع وفرق شاسع بين مدى الجهود النسائية المبذولة ومستوى النتائج المتمخضة عنها. وبالتالي، فإن الكثير من حقوق المرأة ما تزال مغيّبة فعلياً؛ وخاصة على صعيد المشاركة الفعالة والحقيقية في صنع القرار ورسم المسار السياسي للبلاد، والبتّ المستقل والمنفصل بشؤونها هي.

.
وأشارت بإن هذا الواقع المتخلف ليس كما يراه البعض بأنه يعزو هذا الواقع إلى حقيقة المجتمع الكردي الإقطاعية وعاداته وما إلى ذلك. وترى بأن هذا التشخيص ليس صائباً تماماً. حيث إن ما قطعته المرأة في باكور وروجافاي كردستان خلال العقود الأخيرة، تدل على أنه، وفي حال أرادت المرأة ونظمت صفوفها، وتسلحت بالوعي الأنثوي الأصيل الحر، وتمتعت بالإرادة الحرة؛ فما من شيء يمكنه أن يقف عائقاً أمام نضالها وتطورها.

.
وتابعت بأن منظمتها ناقشت هذا الوضع مع أغلب المنظمات والشخصيات النسائية في باشوري كردستان. وهنّ يوافقنها الرأي، ويفتخرن بما حققته المرأة في روجافا على وجه التخصيص من مكاسب وإنجازات فريدة وعظيمة. لكن التشتت الذي تعانيه المرأة في باشور لا يمكّنها من خطو خطواتها بالوتيرة اللازمة لمواكبة شقيقاتها في روجافا وباكور، رغم وجود كم جيد من النساء الناشطات والواعيات.

.
شنكال ستقرر مصيرها

.
وطرقت “بشرى علي” بالحديث إلى أوضاع “شنكال” فوصفت بأنه ما تزال شنكال جرحاً وطنياً لم يندمل بعد. دون تحديد إذا كانت تقصد بالجرح الوطني العراقي أم بجرح أقليم كردستان و تابعت على الرغم من “المقاومة الباسلة “التي يبديها الشعب الإيزيدي في شنكال حسب تعبيرها، رغم صدمة الفرمان الأخير الشنيع “الذي حلّ به؛ إلا إنه، وعلى ما يبدو، فإن الطريق إلى الحرية والتحرر ما تزال في بدايتها للأسف الشديد. خاصة وأنه هناك الكثيرون من “المتربصين” بما وصفته بشنكال المباركة، والذين يخططون ليل نهار لسلبها إرادتها الحرة، وفرض الاستسلام عليها بشتى الوسائل.

.
وتابعت إن ما حصل في الثالث والرابع عشر من شهر آذار الماضي، ليس سوى جزء من المخطط الشامل الذي يستهدف شنكال بأرضها وشعبها ومقدساتها، من قبل الدولة التركية ، وبعض الأطراف الكردية (PDK) التي ما تزال، وللأسف الشديد، تدور في فلكها وتذعن لأوامرها، بل وتراها مصدر الخلاص من أزماتها، وتعوّل عليها، وتستقوي بها على أبناء جلدتها حسب تعبيرها ونوهت أن ما تتعرض له شنكال اليوم، ليس سوى جزءاً من المخطط الشامل الذي يستهدف روجافا أولاً، وباشور بالذات ثانياً، ويستهدف عموم كردستان ثالثاً.

.
وتابعت إن ما يواسيهم، هو أن شعبهم الإيزيدي في شنكال لم يعد كما كان عليه قبل فرمان 2014. حيث نظّم صفوفه، وبنى مجالسه، وأنشأ قواته الدفاعية، سواء على الصعيد العام أو على صعيد المرأة. وذاق طعم المقاومة بعد مرارة الفرمان. وأارت بأن التاريخ لن يتكرر ثانية من حيث النتيجة. وقالت بإن شنكال ستكتب مصيرها بيدها هذه المرة، وستنتقم لنفسها بما وصفته من كل الفرمانات التي عانتها في تاريخها العريق دون أن تفصح إذا كانت تقصد مصير إدارة ذاتية مرتبطة بالعراق أم بإقليم كردستان أم مصير مستقل عن كليهما.

.
المرأة الكردستانية في تعيش مرحلة عصيبة لكن إذا وحدت صفوفها ستتجاوز ذلك

.
وتفاءلت “بشرى علي” حول مستقبل المرأة الكردستانية بإنه يمر بمراحل عصيبة. فالإعصارات السياسية والعسكرية والفكرية والأيديولوجية تعصف بالمنطقة عموماً وبقلبها النابض في كردستان خصوصاً. وباعتبار أن قمة الذهنية الذكورية السلطوية تتمثل في “داعش” الظلامي الإرهابي، فهي على قناعة تامة بأن مستقبل البلاد والمنطقة متوقف استراتيجياً على المرأة عموماً، وعلى المرأة الكردية خصوصاً.

.
وأضافت بإنها على ثقة بأن هذا لم يعد مجرد شعارات طنانة، بقدر ما تحول في روجافاي كردستان إلى حقيقة قائمة. بالتالي، فإن السلم المستدام والاستقرار المستتب والحياة المشرفة لن يتحول إلى واقع قائم إلى عندما تحتل المرأة مكانتها الريادية وبنظرة أنثوية أصيلة حرة. وثورة المرأة المُنجَزة اليوم في روجافا مليئة جداً بالدروس والعبر التي ينبغي الاستفادة منها ودراستها وتحليلها مطوّلاً ومعمّقاً، لمعرفة كيفية لعب الدور النسائي الطليعي النافذ.

.
وتابعت بإن أية ثورة نقص فيها الحضور النسائي الفعال والحقيقي، فإنها ستبقى ثورة ناقصة وغير ناضجة. بالتالي، فإنه محكوم عليها بالفشل أو الشلل أو التعثر والسقوط، عاجلاً أم آجلاً، وخاصة في واقع معقد وشائك كواقع كردستان. بالتالي، ونوهت بأن عليهن كنساء أن توحّدن صفوفهن، وخاصة على الصعيد الوطني والقومي، كخيار لا بديل عنه للتمكن من أداء دورنا الطليعي بصورة شاملة ومؤثرة، كي تتمكن حينها من القيام بمسؤولياتهم تجاه وطنهن وشعوبهن، ووقف نزيف الدم، والقضاء على “داعش الظلامي” ومَن لفّ لفّه في الفكر والممارسة.

.
وتابعت بإنها على أمل بالمستقبل، رغم ما وصفته بمرارة آلام الحاضر. والتجارب النسائية البارزة اليوم، وخاصة تجربة المرأة، تمدهم بالثقة والقوة والعزيمة، وتسلحهم بالأمل النابض في تكريس حياة كريمة وبناء مستقبل مشرف واعد.

.
وفي ختام حديثها شكرت شبكة كوردستريت على إتاحة الفرصة لها للتواصل مع متابعي الشبكة، للتعريف عن نفسها، وعن المنظمة التي هي تنشط فيها.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك