تطورات الأزمة السورية في 2016

آراء وقضايا 27 ديسمبر 2015 0
تطورات الأزمة السورية في 2016
+ = -

ما سنذكره و اكتبه هو مجرد تحليل سياسي و ليس تنجيم او توقعات على طريقة المنجمين .فالمراحل و التطورات التي مرت على الصراع السوري لم يكن أحدا يتوقعها قبل 2011 و حتى بعد 2011 .فمن بضع مظاهرات شبابية اندلعت شرارة مظاهرات عمت سوريا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب تطالب بالتغير ،و لكنها تحولت من مظاهرات سلمية إلى صراع مسلح بعد تعنت النظام و إصراره على عدم إجراء اي تغير حقيقي ،مما فتح المجال للعشرات من المجموعات متطرفة لاستغلال هذه الازمة و تحويل الساحة السورية إلى ميدان لإجراء تصفيات و حسابات طائفية ومذهبية بغيضة ،و دخلت سوريا في حرب أهلية داخلية خطيرة تحصد أرواح ابناءها من اجل افكار و ايديولوجيات متطرفة تشجع على الذبح و القتل باسم الدين و الاسلام ، و انقسمت إلى دويلات و أمارات تتصارع دون اي امل في إيجاد أي حل سياسي يحافظ على ما تبقى من هذه الأرض و على ما تبقى من هذا الشعب الذي تهجر بأغلبيته من جراء الاشتباكات و القتل والنهب و التدمير .

.
و بعد مرور خمسة أعوام تقريبا على هذا الصراع نستطيع أن نقول أن عام 2016 لن تكون الأفضل بالنسبة لسكان سوريا ،بل ربما تكون الاسوء على الإطلاق من ناحية التدمير و القتل و التشريد و لكنها أيضا ستجلب معها التغيرات و التطورات السياسية و الميدانية التي ستؤثر على الخريطة العسكرية في ساحات سوريا التي تحترق في هذا الصراع الدموي .و ما نلاحظه بالنسبة لعام 2016 فيما يخص سوريا بشكل عام هو :

.
– الصراع السوري و الحرب المندلعة حاليا في عشرات المحاور و الجبهات لن يتم حسمه في عام 2016 ، و سيستمر و يتطور و سنشاهد مزيدا من القتل و التدمير .و مزيدا من الكر و الفر في معظم الجبهات القتالية .

.
– جميع المبادرات الدولية ستكون مصيرها الفشل ،و لن يكتب لها النجاح ،و ليس هناك أي أمال يمكن أن يؤدي إلى حلحلت الأمور و وقف الاشتباكات و سيصر أغلب القوى على كسب مزيدا من النجاحات على الأرض .

.
– قوات النظام ستحاول تحقيق نجاحات بفعل الدعم الروسي القوي، و لكنها عمليا لن تستطيع ذلك و ستحاول في النهاية محاولة الاحتفاظ بمناطقها التي تعتبرها مهمة و إستراتيجية .

.
– أعتقد أن الروس و الأمريكان لا يبحثان عن انتصارات إستراتيجية تحسم الصراع السوري الحالي ،و هما متفقتان ضمنيا على استمرار الصراع لعدة سنوات أخرى ان لم يكن لعدة عقود أخرى ،فمن مصلحتهما استمرار الصراع على الأقل حاليا .

.
– مع وجود هذا الكم الهائل من المجموعات العسكرية المسلحة فإن سوريا فعليا ستظل منقسمة وتعمل قوى إقليمية و دولية على فرض عدة كيانات قومية و مذهبية على المكونات السورية وهي 1-علوية شيعية 2-كوردية 3-دورزية 4-عدة كيانات سنية . و سيستمر الدعم لبعض المجموعات المتطرفة من قبل دول أقليمية غايتها ليس انهاء الصراع بل تأجيجها .و سنشاهد مزيدا من التدخلات الخارجية في اغلب المناطق دون اي رادع .

.
أما فيما يخص الكورد باعتباره أحد أطراف هذا الصراع او الطرف المعتدل الوحيد في هذا الصراع و الذي يحاول الابتعاد عن الصراعات المذهبية و الطائفية و يبحث عن شراكة مع كافة المكونات السورية لبناء سوريا ديمقراطية في عام 2016 ستكون مهمة بالنسبة له :

.

– فتحرير منطقة الشهباء التي تربط كوباني مع عفرين هو إحدى التطورات التي قد نراها في عام 2016 و خاصة مع الأوضاع المستجدة بين روسيا و تركيا من ناحية ، و من الدعم الذي تقدمه التحالف الدولي لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري .و هكذا قد نرى المقاطعات الثلاثة الجزيرة و كوباني و عفرين مرتبطة جغرافيا و كأنها أقليم واحد و تكون مركزا مهما يتشارك في إدارتها كافة المكونات .

.
– ستصبح Rojava مركزا مهما و قاعدة للقوى الديمقراطية السورية و خاصة بعد تشكيل قوات سوريا الديمقراطية و مجلس سوريا الديمقراطية ،و ستصبح قاعدة لانطلاق القوى السياسية و المبادرات و الحلول التي تخص الشأن السوري ،و خاصة مع سيطرة القوى المتطرفة على المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة النظام .

.
– قد نشاهد تقارب كوردي أكثر في ساحة Rojava مع ما يحققه وحدات حماية الشعب من انتصارات على تنظيم الدولة، يؤدي الى إقامة نوع من التنسيق السياسي و العسكري بشكل اقوى ،و كذلك انضمام قوى سياسية اخرى الى الادارة الذاتية.

.
-الحصار الاقتصادي و العسكري الذي يتعرض له الكورد قد يتقلص له سيظل أحد التحديات التي تواجه ساحة Rojava ،مع استمرار التهجير ،و الأعمال التخريبية و الإرهابية التي ستحاول القوى المتطرفة زعزعة الاستقرار في Rojava عبرها.
– القضية الكوردي في غرب كوردستان و سوريا ستشاهد مزيدا من الزخم و التأييد الداخلي و العالمي و سنرى نقاشات جدية حول سوريا الفيدرالية و الإدارات الذاتية للمناطق الكوردية .

.
و أخيرا مهما يكن التطورات و الأحداث فإن أمال السوريين سيظل هو الوصول إلى بناء وطن ديمقراطي يحقق الحرية و العدالة ، لكل مكوناتها و قومياتها دون اعتقالات و ذبح و قتل و اعدامات و حروب مذهبية .وطن تسودها السلام و تحترم حقوق الإنسان ،و حتى ذلك اليوم لن يتوقف نضال أبناءها مهما كانت التضحيات .و نتمنى رغم كل ما نتوقعه أن يتم حل المسألة السورية بطرق سلمية و سياسية في أقرب وقت ممكن حتى يتوقف الالات القتل الدموية عن إزهاق أرواح مزيدا من الأبرياء .

.

نورالدين عمر
https://m.facebook.com/nour1972.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك