جولة جديدة من المفاوضات بين النظام والمعارضة في “استانا” برعاية تركية روسية وواشنطن خارج المعادلة

صحافة عالمية 17 ديسمبر 2016 0
جولة جديدة من المفاوضات بين النظام والمعارضة في “استانا” برعاية تركية روسية وواشنطن خارج المعادلة
+ = -

رسم الاتفاق الروسي التركي بشأن تسوية الوضع في مدينة حلب السورية، ملامح واقع جديد متعلق بتسوية الأزمة السورية، إذ لم يكن لواشنطن أي دور على الإطلاق في صياغة أو تنفيذ الاتفاق.

بوتين يؤكد أن تحرير حلب يسمح بإيجاد هدنة جديدة في سوريا
الدفاع الروسية: انتهاء عملية الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين في حلب

.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها عمليات الإجلاء في يومها الثاني، تواصل موسكو وأنقرة مشاوراتهما حول تسوية الوضع في المدينة. كما أكدت أنقرة على لسان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أن الاتفاق الروسي التركي يشمل أيضا عقد لقاء بين المعارضة السورية وممثلين عن الحكومة السورية في كازاخستان.

.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول، أن اتفاقه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لم يقتصر على حلب وحدها، بل يشمل توافقا حول إيجاد منصة جديدة للحوار السوري السوري. وأضاف أن الطرفين الروسي والتركي سيعرضان على أطراف النزاع السوري مواصلة الحوار السلمي في منصة جديدة قد تكون في مدينة أستانا عاصمة كازاخستان.

.

وذكر بوتين في تصريحات أثناء زيارته إلى اليابان، أن “المرحلة الثانية (بعد حلب) هي التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كامل أراضي سوريا. إننا نجري مفاوضات مكثفة جدا مع ممثلي المعارضة السورية، وذلك أيضا بوساطة تركية”.

وأوضح أنه في حال موافقة الأطراف السورية على استئناف الحوار في أستانا، ستتوجه موسكو وأنقرة بطلب بشأن استضافة مثل هذا الحوار، إلى الرئيس الكازاخستاني نورسلطان نزاربايف. وأكد أن المفاوضات في أستانا يجب أن تأتي استكمالا لعملية جنيف التفاوضية.

.

ومن اللافت أن بوتين لم يذكر في تصريحاته هذه إمكانية إشراك أي أطراف خارجية أخرى في تنظيم المفاوضات. وجاء ذلك بعد يوم على تأكيد الكرملين أن الولايات المتحدة لا تشارك بأي شكل من الأشكال في عملية تسوية الوضع بمدينة حلب. وأوضح الكرملين أن إحلال وقف إطلاق النار في شرق حلب وبدء عملية الإجلاء، يعودان لنتائج المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والتركي، التي جرت مساء الأربعاء.

.

بدوره، أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي تعليق المشاورات بين الخبراء الروس والأمريكيين في جنيف، والتي كانت تبحث الوضع في حلب.

ويعتقد الكثيرون أن أستانا هي خيار جيد لإجراء الحوار السوري، معيدين إلى الأذهان الدور الحاسم الذي لعبته كازاخستان في تحقيق المصالحة بين موسكو وأنقرة بعد حادثة إسقاط قاذفة “سو-24” في سماء سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015.

.

وقال دميتري نوفيكوف، عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب (الدوما) الروسي: “يجب أن تكون هناك منصة جديدة للمفاوضات. الوضع معقد، ويجب البحث عن مخرج، ومن الأفضل أن نبحث عنه بالوسائل الدبلوماسية. ولم تسمح لنا صيغة جنيف بحل المشكلة حتى الآن، ولذلك يجب اتخاذ إجراءات جديدة في هذا الاتجاه”.

ومن اللافت أن فكرة إجراء حوار سوري-سوري في كازاخستان ليست جديدة، وطرحتها لأول مرة رندا قسيس، وهي من الأعضاء البارزين فيما يطلق عليه “منصة موسكو” في إطار المفاوضات السورية. وسبق لقسيس أن توجهت إلى الرئيس الكازاخستاني بطلب استضافة مثل هذا الحوار، لكن مبادرتها لم تنجح آنذاك.

.

كما شاركت قسيس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في لقاء مع دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب (الذي كان آنذاك مرشحا للرئاسة)، لبحث سبل تسوية الأزمة السورية. لكن المبادرة الروسية التركية حول إجراء المفاوضات في كازاخستان، لم تتضمن حتى الآن إشارة إلى اي دور للإدارة الأمريكية الحالية، أو الإدارة الجديدة التي ستتسلم مقاليد السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل.

.

بدوره قال قدري جميل، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، الذي يعد من زعماء “منصة موسكو” للمعارضة، أنه لم يسمع شيئا عن اقتراح إجراء الحوار في كازاخستان، مشددا على أن المنصة التي ستجري فيها المفاوضات غير مهمة، بل من المهم ان تعتمد العملية التفاوضية على أحكام القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول عملية السلام بسوريا.

.

المصدر: وكالات

أوكسانا شفانديوك

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك