ديريك : العمل و الهجرة يفتحان مجدداً ظاهرة التسرب والهروب المستمر من المدرسة

تقارير خاصة 20 ديسمبر 2015 0
ديريك : العمل و الهجرة يفتحان مجدداً ظاهرة التسرب والهروب المستمر من المدرسة
+ = -

كوردستريت- سامية لاوند /
.
مؤخراً وبسبب الإهمال في الكثير من المدارس , وعدم وجود كوادر تدريسية , تشتت الطلاب وازدادت عملية الهروب والتسرب من المدرسة ، والسبب الأبرز للتسرب من المدرسة هو العامل السيكولوجي “النفسي” ، إضافةً إلى أسباب أخرى متعلقة بالوضع المعيشي ، وهذا ما رجحه العديد من المعلمين .
.
فيما رجح أهالي الطلاب ذلك إلى تراجع مستوى التعليم في المدارس بسبب حالة الثورة التي طالت مقارنة بسنوات التدريس التي سبقت الثورة , و أن نسبة التسرب من المدارس لم تكن تزيد عن 1 % قبل الثورة ” على حدّ قولهم ” .
.
أما الطلاب فكانت إجاباتهم تكاد تختلف وتتقارب من إجابات الطرفين المذكورين السبب ” هي الفكرة التي سيطرت على أدمغتهم الصغيرة بأن ذويهم قد يهاجرون فماذا سيفعلون , وما الفائدة حنها من هذا المنهاج السوري …!!! “.
.
ولتسليط مزيد من الضوء على هذه المشكلة الخطيرة , والمخاطر المترتبة عليها ,كانت لمراسلة كوردستريت عدة لقاءات مع مُدرسين ومُدراء , وكذلك مع ذوي بعض الطلاب أنفسهم، ومع بعض الطلاب الذين تكررت معهم مثل هذه الحالات .
.
وفي هذا الإطار اختلفت الإجابات بين الأهالي مقارنة مع الكادر التدريسي ومع الطلاب , ففي حين اعتبر مدير إحدى مدارس ريف ديرك أسعد محمد لموقعنا , بل كاد يجزم بالقول , وحسب خبرته ” بأن معظم الأسباب تكمن في الوضع المعيشي , نتيجة قيامهم بعمل ما , لمساعدة ذويهم , مضيفاً بأن السبب الآخر يكمن في عدم الثقة بالتعليم الحالي ، وقلة مستلزمات التعليم كالنظافة والكادر التعليمي ذو الخبرة الجامعية “.
.
بينما أفادت والدة إحدى طلاب الصف الثامن ” ه – ب ” بأن ابنها لم يكن يهرب من المدرسة في المرحلة الابتدائية ، ولكنه يجد المنهاج في المرحلة الإعدادية صعباً والمواد مختلفة وكثيرة واختلاف اللغة في الآونة الأخيرة .
.
في حين أن إحدى الطلاب يفكر في أمر آخر بعيد جداً عن ما يرجحه الكادر التدريسي والأهل أنفسهم , حيث يرى بأن أسباباً نفسية بحتة تقفف وراء هذه الظاهرة وتناميها , فقد هاجر ابن عمه , الذي كان معه في المدرسة , وهو الآن يدرس الألمانية , ولغتي العربية والكوردية ليست جزءاً من منهاجهم ، وذاك صديقه هو الآخر هاجر , والأمر ذاته يتكرر معه .
.
أما الطالب ” محمد – أ ” فقد أكد لكوردستريت بأن أهله يفكرون بالهجرة , وأنه غير مضطر إلى أن يدرس كل هذا المنهاج , ليتم تغييره فور هجرتهم . ثم أضاف مبتسماً :” أنه لم يعد حب البقاء في الحصص الدراسية إلا مادتي الفنون والرياضة ، وأنه يكره كثيراً مادتي الاجتماعيات واللغة العربية فهما ترهقان دماغه , فمهما حاول لا يستطيع استيعابهما ” حسب قوله ” , ومشيراً بأنه سيهاجر قريباً .
.
وأضاف طالب آخر :” بأنه تعود الذهاب مع والده إلى العمل , ففي العام الماضي كان يعمل في التهريب , الذي شغل الجميع , وحتى الآن يساعده في البحث عن الحيوانات في القرى لبيعها في الطرف الحدودي بأسعار عالية ، معتبراً أن ذلك أفضل من التعليم “.
.
تجدر الإشارة أن الهروب والتسرب من مثل هذه المدارس الريفية التابعة لمدينة ديرك جزء بسيط أمام عدد المتسربين من المدارس ، وأمام المدارس التي دمرت في عموم المحافظات السورية , والتي وصلت وحسب الإحصائيات إلى ما يقارب 52325 مدرسة , كما أن أكثر من 600 مدرسة أصبحت سكناً للاجئين .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك