رسالة (عريضة) ذوي ضحايا الشَّاحنة النمساوية، التي أرسلت إلى الأمم المتحدة…

كوردستريت – أحمد يوسف /

.

بعد أن أحرق القتلة وسماسرة البشر على امتداد تواجدهم في هذا العالم , قلوب وأكباد ذوي ضحايا الشاحنة النمساوية , حيث أقدم مجموعة من سماسرة الهجرة إلى أوربا بارتكاب مجزرة بحق العشرات من الأبرياء , بأبشع أنواع القتل .

.

ولكن كان ظلماً كبيراً , وإجحافاً بحق هؤلاء الأبرياء ترك دمائهم تذهب هكذا سدىً …لذلك قام الخيّرون , وفي مقدمتهم ذوي الضحايا بتحويل هذه القضية المأساوية إلى الأمم المتحدة , للتضامن معهم وتبني هذه القضية للنيل من المجرمين , كي لا تتكرر هذه المآسي مجدداً …وقد قدموا رسالة أو عريضة باسم ذوي الضحايا إلى الأمم المتحدة , هذا نصها :

.
السيد فرانسوا كريبو مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق المهاجرين الموقر بعد التحية:
.
لا يخفى على سيادتكم والمنظمة الدولية، ما آل إليه وضع الشعب السوري في ظل الحرب المستعرة هناك منذ قرابة الخمس سنوات، واستمرارها دون أن يظهر في الأفق ملامح أي حل ينهي مأساتهم المستمرة.
.
مما أدى إلى إستمرار هجرة السوريين من مناطقهم طلباً للأمن والاستقرار وتأمين مستقبلهم ومستقبل أطفالهم في دول الجوار أو دول أوربا الغربية، متجاوزين الحدود الدولية لأكثر من دولة بطرق غير مشروعة لتصطادهم شبكات التهريب المنظمة والمتوزعة في دول المرور للوصول إلى دول المقصد، مقابل مبالغ مالية طائلة ويقعون فريسة جشعهم وإجرامهم المنظم لتنتهي ببعض من طالبي اللجوء بالموت في الطرقات أو الغرق في البحار.
.
وكانت من أبرز حوادث الموت هي تلك التي وقعت على متن الشاحنة النمساوية أو كما يسمونها (شاحنة الموت) والتي راح ضحيتها /71/ مهاجراً. من بينهم مهاجرين سوريين. فقد عثرت الشرطة النمساوية بتاريخ 27/8/2015 على شاحنة تبريد صغيرة محكمة الاغلاق، راكنة على حافة الطريق الدولي/ / A4 الخط / 41/ 380/ في منطقة (parndorf) في دولة النمسا وعلى متنها 71 مهاجرا فارقوا الحياة من بينهم أطفال وشيوخ ونساء وشباب سوريين.
.
( لطفا نرفق قائمة بأسمائهم ) وحيث أن مثل هذه الجريمة المنظمة وقعت على أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة وموقعة على كافة الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ومنها الاتفاقية الخاصة بمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية والبروتوكول الملحق الخاص بمكافحة تهريب المهاجرين وغيرهما فيما يتعلق بحقوق اللاجئين. وحيث أن الجرم ذا طابع دولي عبر وطني وامتدت وقائعه في أكثر من دولة، وضالع فيها جماعة إجرامية معروف بعض أفرادها وكذلك عائدية ملكية الشاحنة وكل ذلك معروف لدى الجهات المختصة المعنية بالتحقيق في دولة النمسا.
.
ومع تعذر ذوي الضحايا عن متابعة ملف دعواهم أمام الجهات القضائية المختصة نتيجة الأوضاع الصعبة التي يمرون فيها لجهة التنقل والسفر وتوكيل محامين وتكاليف ونفقات متابعة قضيتهم زاد من ألم معاناتهم على مالحق بهم من ضرر مادي ومعنويا كبير. وحيث أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومنها منظمتكم الموقرة قد عقدت العزم على مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، ومنها جريمة تهريب المهاجرين من خلال ملاحقة الضالعين فيها قضائيا وبالتعاون على الصعيد الدولي. وبنفس الوقت السعي الجاد لمساعدة ضحايا هذه الجرائم وحماية حقوقهم وجبر أضرار ضحاياها.
.
وإذ نتطلع نحن كمنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان وذوي الضحايا أن يتبنى سيادتكم ومن خلالكم المفوضية التي تمثلنا، بتبني هذه القضية الإنسانية وإحالتها إلى الجهات الدولية المختصة لتحريك دعواهم الشخصية ومعاقبة المجرمين الضالعين في هذه الجريمة، لينالوا عقابهم العادل، وليصار إلى تعويض المتضررين وجبر ضررهم مادياً ومعنوياً، في مسعى إنساني خير لمكافحة مثل هكذا جرائم في المستقبل، مع استعدادنا لتقديم كل الوثائق والدعم اللازم للسير بها نحو تحقيق العدالة

…ودمتم.

.

وتجدر الإشارة هنا , أنه تم تشكيل محموعة تحت اسم. تضامناً مع ذوي ضحايا الشاحنة النمساوية: لن تُخنق أصوات المظلومين.