روحاني وبوتين يشددان على حق دمشق في استعادة إدلب واردوغان يحذر من “حمام دم”

حول العالم 07 سبتمبر 2018 0
روحاني وبوتين يشددان على حق دمشق في استعادة إدلب واردوغان يحذر من “حمام دم”
+ = -

( ا ف ب ) شدّد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في طهران على ضرورة استعادة حليفتهما دمشق السيطرة على محافظة إدلب، آخر معقل للجهاديين ومقاتلي المعارضة في سوريا، بينما حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الداعم للمعارضة من “حمام دم” ودعا إلى إعلان “وقف لإطلاق النار” في المحافظة الواقعة على حدوده.

.

وجاء ذلك خلال لقاء قمة جمع الرؤساء الثلاثة في طهران تركز على النزاع السوري المستمر منذ العام 2011 والذي تسبب بمقتل أكثر من 350 الف شخص، لا سيما مصير محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا.

.

وتنعقد القمة في وقت تتعرض إدلب منذ ايام لقصف سوري وروسي، ووسط تحضيرات من قوات النظام لمهاجمتها. وقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من “كارثة إنسانية” في حال حصول الهجوم.

.

وقال روحاني إن “محاربة الإرهاب في إدلب جزء لا بدّ منه من المهمة المتمثلة بإعادة السلام والاستقرار الى سوريا”، مضيفا “إلا أن هذا يجب ألا يكون مؤلما للمدنيين وألا يؤدي الى سياسة الأرض المحروقة”.

واعتبر بوتين من جهته أن “الحكومة السورية الشرعية لها الحقّ في استعادة السيطرة على كل أراضيها الوطنية، وعليها أن تقوم بذلك”.

في المقابل، حذر اردوغان من أن هجوما على إدلب سيؤدي الى “كارثة، الى مجزرة ومأساة إنسانية”، مضيفا “لا نريد على الإطلاق أن تتحوّل إدلب الى حمام دم”.

.

ودعا الرئيس التركي الى إعلان وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب، وقال “إذا توصلنا الى إعلان وقف لاطلاق النار هنا، فسيشكل ذلك إحدى النتائج الأكثر أهمية لهذه القمة وسيهدىء إلى حد كبير السكان المدنيين”.

والتقى الرؤساء الثلاثة في مركز للمؤتمرات شمال العاصمة الإيرانية، قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا دعت إليه الولايات المتحدة.

.

وأصبحت الدول الثلاث لاعبة أساسية في النزاع السوري وقادت عملية أستانا التي أرست مناطق خفض توتر في سوريا، بينها إدلب. وبدأت محادثات استانا بعد التدخل الروسي في سوريا في 2015 الذي شكل نقطة تحوّل في النزاع لصالح النظام برئاسة بشار الأسد. وطغت محادثات أستانا على مفاوضات جنيف التي كانت تقودها الأمم المتحدة ولم تؤد الى نتيجة رغم عدّة جولات عقدت بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

.

وتؤوي محافظة إدلب نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين، بمن فيهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد كانت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن يستعيدها النظام. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على إدلب في العام 2015.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد هيئة تحرير الشام والفصائل في مناطق محاذية تحديداً في ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب).

.

واتهم بوتين خلال القمة “عناصر إرهابية” في إدلب ب”مواصلة الاستفزازات والغارات بواسطة طائرات مسيرة والقصف”.

وقال اردوغان من جهته “يجب ان نتوصل الى نتيجة عقلانية تأخذ بالاعتبار قلقنا المشترك”.

وأشار الى إمكانية نقل فصائل المعارضة “الى أماكن لا يتمكنون فيها بعد ذلك” من مهاجمة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في غرب سوريا والتي تستهدف بانتظام بهجمات من طائرات مسيرة، بحسب موسكو.

.

وسيصدر عن القمة بيان مشترك.

.

والتقى اردوغان وروحاني في لقاء ثنائي قبل انعقاد القمة الثلاثية، ثم اجتمع الرئيس التركي مع بوتين.

– قصف ونزوح –

ا 
.

ميدانيا، نفذت طائرات روسية الجمعة غارات على مقار تابعة لفصائل معارضة وجهادية في محافظة إدلب، موقعة قتيلين على الاقل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن شن طائرات روسية غارات على مقرات لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وأخرى لحركة أحرار الشام الاسلامية في محيط بلدة الهبيط الواقعة في ريف ادلب الجنوبي الغربي.

.

وتسببت الغارات، وفق المرصد، “بمقتل عنصر من حركة أحرار الشام وإصابة 14 مقاتلا آخرين على الأقل بجروح، إضافة الى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين”، لم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين.

ومنذ شهر، تقوم قوات النظام باستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى إدلب ومحيطها.

وبدأ مئات المدنيين الخميس الفرار من مناطق في إدلب خوفا من هجوم وشيك. وتتركز عمليات النزوح خصوصا من الريف الجنوبي الشرقي الذي يستهدف منذ أيام بقصف جوي سوري وروسي والذي يتوقع أن يشهد المعارك الأولى في حال بدأ الهجوم.

.

وحذرت الامم المتحدة والمجتمع الدولي من أن هجوما واسع النطاق على المحافظة سيؤدي الى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع.

وتسعى أنقرة التي تنشر قوات في نقاط عدة في إدلب لمنع الهجوم، وتتخوف من تدفق موجة جديدة من اللاجئين الى حدودها.

.

وتخوفت الأمم المتحدة من أن تدفع أعمال العنف بنحو 800 ألف شخص للنزوح.

ودعت ثماني منظمات غير حكومية ناشطة في سوريا الجمعة، بينها منظمة “سايف ذي تشيلدرن”، القادة الثلاثة المجتمعين في طهران الى “العمل معا لتجنب” أسوأ كارثة إنسانية في سبع سنوات من الحرب في سوريا”.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك