محرك البحث
سياسيون كورد لكوردستريت : مايجري في ريفي ادلب وحماة من تصعيد يأتي ضمن التوافقات التركية الروسية في أستانا.
ملفات ساخنة 11 مايو 2019 0

كوردستريت |, استطلاع

.

اثر فشل جولة مباحثات أستانة الأخيرة، وبمجرد الحديث عن حصول تقدم في المباحثات التركية الأمريكية حول إقامة منطقة آمنة شرقي نهر الفرات ، جن جنون روسيا التي بدأت على الفور بتحريك كافة حلفائها في سوريا عسكرياً على الأرض، وظهر ذلك جلياً في إدلب ومحيطها وتل رفعت وعفرين.
وبحسب مجريات الأحداث ، فإن روسيا فشلت في إقناع تركيا بالتحرك عسكرياً ضد هيئة تحرير الشام في إدلب في الوقت الحالي، كما فشلت في الحصول على موافقة تركيا والمعارضة السورية على لجنة إعادة كتابة الدستور بصيغتها الحالية، وهو ما أغضب موسكو التي كانت تسعى لتحقيق أي انجاز عسكري أو سياسي في الملف السوري.

وعقب هذه التطورات، وبشكل متسارع، كثفت روسيا قصفها الجوي على إدلب، ضاربة عرض الحائط كافة الاتفاقيات الموقعة مع تركيا، بالتزامن مع ضربات النظام الجوية والمدفعية على المحافظة ومحيطها وتعمد استهداف محيط نقاط المراقبة التركية، كما هاجم النظام مناطق تخضع للسيطرة التركية في محيط عفرين، بالتزامن مع تكثيف الوحدات الكردية لهجماتها ضد تركيا وحلفائها انطلاقاً مع منطقة تل رفعت.

بدأت روسيا والنظام بشن هجوم يعتبر الأعنف على الإطلاق ضد إدلب ومحيطها منذ توقيع اتفاق المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بموجب تفاهمات أستانة، حيث قتل وأصيب مئات المدنيين ،ما أعاد شبح حدوث هجوم بري واسع على المحافظة، وأعاد لتركيا شبح وهاجس حصول عملية نزوح ضخمة جديدة باتجاه حدودها.

.
حول هذا الموضوع وتداعياته ، أجرت كوردستريت استطلاعاً لآراء عدد من السياسيين الكورد.

.
“نصر الدين ابراهيم”  سكرتير “البارتي”  قال في حديث خاص لكوردستريت  :
إن ما يجري الآن في إدلب وريف حماة ، هي حلقة من مسلسل التفاهمات الروسية التركية الإيرانية المنبثقة عن مؤتمرات أستانا ،والتي تعقبها في غالب الأحيان صفقات على حساب السوريين أنفسهم وسط تصفيق من قبل عملاء تركيا الذين باتوا مجرد مرتزقة لاحول لهم و لا قوة في هذه اللعبة .

وأضاف ابراهيم ، سابقاً كان هناك اتفاق بين هذه الدول على مقايضات مشابهة بين حلب والباب والغوطة وعفرين وغيرها …والآن أيضاً تركيا ليست بعيدة عن هذه المقايضات.

وأشار إلى أن ما يطفو حالياً على السطح في وسائل الاعلام من رفض تركي للعملية الروسية على إدلب وحماه، لا تغدو كونها ذر للرماد في عيون الائتلاف و الفصائل العسكرية المرتزقة المأمورة تركياً .

.
وقال : هذا ما يصرح به المسؤولون الروس حول هذه العملية، والتي تتم بعلم وتنسيق مسبق بينها وبين تركيا ،كما أنهم أبلغوا الأمريكان أيضاً بأنها ستكون محدودة.
نعم على العكس الخلافات الأمريكية والتركية في أوجها ، كما هو التقارب الروسي التركي في أوجه ، وأحد أوجهه هو هذه العملية  .

.
وأكد السياسي الكوردي ، أن تركيا لا يهمها هنا سوى وأد أي أمل كردي يلوح في الأفق ، فتدعم الإرهاب ،وتحتل عفرين ، وتغير من ديمغرافيتها ، وتخلق الفتن بين الأطر السياسية الكردية ، وتتحالف مع إيران وروسيا وحتى النظام في الحديقة الخلفية …كل ذلك في سبيل هدفها الأهم ” ضرب أي تقدم للقضية الكردية ” .

.
ونوه إلى أن تركيا بطبيعة الحال، تمر بأزمة حقيقية سواء سياسية، بعد الهزيمة التي مني بها أردوغان وحزبه في الانتخابات البلدية، وخاصةً في أنقرة واستانبول ، أو اقتصادية وسط تهاوي قيمة الليرة التركية لمستويات قياسية ، أو دولية حيث تعاني تركيا من عزلة خانقة من قبل الاتحاد الأوربي وأمريكا بسبب مواقفها الداعمة للإرهاب وتبنيه للإسلام السياسي الراديكالي كوسيلة للسيطرة والتحكم ونشر الفوضى في العديد من دول المنطقة ،وقمعه للحريات في تركيا، وتدخله السافر في سوريا ،ومحاولاتها اتباع سياسة لي الأذرع مع قوة عظمى كأمريكا مستخدماً الورقة الروسية ومنظومة الدفاع الجوي s400  .

.

ولفت إلى أن تركيا أمام ربيع حقيقي مرتقب إن لم يسارع أردوغان إلى تغيير سلوكه كلياً ، ولا سيما البدء بحل عادل للقضية الكردية في تركيا وكفه عن التدخل في سوريا ، وسحب قوات بلاده من جميع الأراضي التي احتلتها وفي مقدمتها عفرين الكردية .

 

.

بدوره أكد “كاوا آزيزي” عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، أن الروس تحركو بالتوافق مع تركيا مشيراً إلى أن تحركهم ليس ناتجاً عن التقارب الأمريكي التركي .
وأضاف أزيزي ، هناك مصلحة مشتركة روسية تركية بتبادل الأراضي، تل رفعت مقابل ريف شمال حماة وجنوب إدلب لابعاد جبهة النصرة عن حدود قاعدة حميميم التى  تعرضت للقصف عدة مرات من قبل جبهة النصرة .

.
وقال : من جهة أخرى تحريك ملف إدلب ، أتى بعد فشل محادثات استانة، وتحويل كامل الملف إلى جنيف تحت اشراف الأمم المتحدة ،وليس خافياً هناك اتفاق روسي تركي بتنظيف إدلب من جبهة النصرة من قبل تركيا ، لكن تركيا حتى الآن لم تحرك ساكناً ،وقد أعلن الروس  مراراً بعدم قبولهم  وجود جبهة النصرة على الأراضي السورية .
ونوه ،أن هذا التحريك يأتي أيضاً لوجود تناقضات  كبيرة بين أطراف استانة  :
1-بين الروس وإيران
2-بين الروس وتركيا
3-بين إيران وتركيا
4-بين النظام وتركيا .
وأشار السياسي الكوردي، إلى أنه في النهاية يجب أن تعود إدلب إلى حاضنة النظام، لكن تركيا ترفض والروس والايرانيون والنظام مصروون على ذلك .

.

وتابع بالقول :لهذا التحريك هناك مصالح لدول أخرى , إسرائيل  ، روسيا وأمريكا ترغبان باضعاف نفوذ تركيا وإخراج إيران وميليشياتها من سورية .

.

من جهته رأى الحقوقي الكوردي المستقل “مصطفى مستو” أن مايجري في ريف ادلب وحماة من تصعيد يأتي ضمن سياق التوافقات التركية الروسية  في استانا 2  والذي بموجبه تم الاتفاق بفتح الطرق  الدولية ،وهي طريق حلب اللاذقية ،وطريق حلب دمشق، وطريق عينتاب حلب .

وقال مستو :بإعتقادي أن مايجري في ريفي ادلب وحماة لاعلاقة له بموضوع شرق الفرات، وحسب ماتم الاتفاق حينذاك بأن يخضع طريق حلب اللاذقية وحلب دمشق لسيطرة النظام ،ويخضع طريق  عينتاب حلب  لسيطرة الحكومة التركية ،وصولاً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري  في شمال حلب وتحديداً بمناطق الشهبا.



فيسبوك