سُبحان الذي وهب العقول للبشر ، وحرّمها على الدواب والبقر ..

حول العالم 14 سبتمبر 2018 0
سُبحان الذي وهب العقول للبشر ، وحرّمها على الدواب والبقر ..
+ = -

سُبحان الذي وهب العقول للبشر ، وحرّمها على الدواب والبقر ..

كوردستريت نيوز || مقالات

بقلم : جمال حمي

تركيا تمتلك ثاني أقوى جيش في حلف الناتو بعد أمريكا ، وتمتلك ثامن أقوى جيش على مستوى العالم بعد أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والهند واليابان وكوريا الشمالية ، وبحسب الخبراء العسكريين فإن الجيش التركي أقوى من الجيش الإسرائيلي بكثير ، وباتت تركيا اليوم تُصنّع معظم أسلحة الدمار الشامل من الطائرات والدبابات والمدافع ومنظومات الصواريخ بالإضافة الى السفن الحربية والغواصات وحاملات الطائرات ، وقادرة على نسف جبال قنديل كلها وتدميرها تدميراً شاملاً والقضاء على أوكار قنديل وبكل سهولة اذا ما أرادت قطع رأس الأفعى .

لكن ليس من مصلحتها القضاء على الرؤوس الكبيرة التي تدير هذا التنظيم المافيوي والمرتبط بالمخابرات التركية ، لأن التنظيم هو بمثابة الذراع الطويلة لتركيا والممتدة في عمق كوردستان تسلطها على بذور أي حراك ثوري كوردي محتمل للقضاء عليه وعلى الفكر القومي الكوردي ، ولن تجد أفضل من عصابة قنديل لتنفيذ هذه المهمة القذرة .

فوجود التنظيم في عفرين كان مجرد حجة وذريعة لتركيا حتى تغزوها وتحتلها وتشرد أهلها كما فعلت في معظم المدن والقرى الكوردية في شمال كوردستان والتي سوتها بالإرض قبل سنتين أو أكثر بحجة مطاردة عناصر حزب العمال بينما قاداتهم موجودون في جبال قنديل ، حيث تعرف طائرات التجسس التركية في أي جحرٍ يقبعون فيه .؟فالمصلحة التركية تقتضي بإستمرار وجود هذا التنظيم وليس بالقضاء عليه كما تزعم وتدعي على الإعلام .

أنظروا الى جنوب لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله منذ سنوات عديدة واحتكر مقاومة اسرائيل في نفسه ، حتى يمنع أي حركة ثورية لبنانية أو فلسطينية من الإقتراب من الحدود اللبنانية مع اسرائيل ، ولهذا فإن حزب الله يحمي حدود اسرائيل الشمالية بكل اخلاص وتفاني ، واسرائيل مستفيدة من هذا الحزب وليست متضررة منه كم تدعي وتكذب على الإعلام ، فالعداوة مابين حزب الله واسرائيل هي مجرد فقاعات اعلامية تخدم الطرفين .

فمصلحة حزب الله من خلال العداء العلني مع اسرائيل هي لكسب الجمهور العربي الساذج والظهور أمامه كمقاوم ومدافع عن قضايا العرب ، وكذلك فإن المصلحة الإسرائيلية أيضاً تقتضي وجود بعبع وعدو خارجي يهدد الداخل ، حتى يلتف الشعب خلف القيادات الإسرائيلية كونهم المدافعون عنهم من هذا العدو الخارجي الذي يهدد أمنهم وسلمهم .

مع أن اسرائيل قادرة أيضاً على تدمير لبنان كلها وبكل سهولة وستكون بالنسبة لها مجرد نزهة عسكرية ، لكن ليس من مصلحتها أن تقضي على هذا التنظيم ، فهي تكسب الرأي العام الداخلي الى جانبها وكذلك تكسب تعاطف ودعم المجتمع الغربي والأمريكي وتظهر أمامهم بأنهم مسالمون وديموقراطيون يتعرضون الى التهديد من ارهاب حزب الله ، وبذلك تحصل أيضاً على المساعدات المالية والعسكرية .

النظام التركي أيضاً كأي نظامٍ آخر ، يحتاج الى عدو وهمي وبعبع وهمي يهدد أمن المواطنين لتكسب تعاطفهم ودعمهم أيضاً كي يرتموا في أحضان النظام كونه هو حامي الشعب والوطن من ارهاب PKK ومن ارهاب مراد قرايلان ( سعيد صحاف الكورد ) الذي يخرج كل فترة يحتاج فيها أردوغان الى التفاف شعبي والى دعم من المواطنين الأتراك ليطلق تصريحات وفقاعات اعلامية ويهدد فيها كذباً بحرق أنقرة واسطنبول !!

انّ معظم الأنظمة حول العالم تخلق لها حركات وميليشيات وتدعمها بالسر وتجعلها كبعبع تخوف بها شعوبها كي تسوقهم الي حيث تريد هي ، واذا ما طالب المواطنون بالإصلاحات في البلد ، فيتحججون بأنهم الآن في حالة مواجهة مع الإرهاب ، وحزب العمال الكوردستاني هو مجرد أداة تركية تسلطها على من تريد ووقتما تريد خدمةً لمصالحها في الداخل والخارج ، وحتى أمريكا التي تتحاشاها كبريات الدول في العالم ، نراها تخلق حركات وتنظيمات بالسر وتدعمها وتجعلها بعبعاً يهدد أمنها وأمن العالم ، وتسلطها حيثما تريد ، ثم تأتي بمظهر البطل السوبرمان والمخلص ، والمدافع عن الخير في وجه الشر !

فهذه الأنظمة التي تدعي بأنها تعاني من ارهاب هذه التنظيمات هي كاذبة ، وهي لا تستطيع الإستغناء عنها ، وتركيا لا تستطيع الإستغناء عن تنظيم العمال الكوردستاني لأنه المسيطر على مفاصل الحركة الكوردية في كوردستان الشمالية ولا يستطيع أي تنظيم كوردي آخر جديد أن يقدم أي شيء للكورد الا عن طريق هذا التنظيم ، ولذلك نرى بأن الحركة الكوردية الثورية في كوردستان الشمالية خامدة تماماً ، وهذه هي مهمة حزب العمال الأساسية ، وهي القضاء على أي نفس قومي تحرري في كوردستان الشمالية وفي أي مكانٍ آخر .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك