شبح سؤال يطارد الفتيات: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟

المراة و المجتمع 09 ديسمبر 2015 0
شبح سؤال يطارد الفتيات: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
+ = -

صراعات نفسية واجتماعية تعيشها الفتيات ما بين البقاء عوانس أو الارتباط بعريس لايطاق , بسبب اعتقادات واعراف أجتماعية خاطئة أضاعت حقهن في الزواج والأمومة مما يعرض المتأخرات عن الارتباط الى سماع أكره العبارات إلى قلوبهن ومسامعهن.

.
إن من أسوأ الأسئلة التي تواجهها المتأخرات عن الزواج هو ذلك السؤال الذي لا نجد لهُ معنى على الإطلاق، وهذا السؤال هو.. لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟ لكونه سؤالاً مزعجاً لهن ويزيد من العبء النفسي عليهن، ولا داعي أبدآ لطرحه تجنبا لإحراجهن وتذكيرهن بواقع ليس لهن يد فيه، بل فرضته عليهن ظروف عديدة سواء كانت مجتمعية أو شخصية.

.
ظل رجل

.
فهل يكتفي من يطرح هذا السؤال برد الفتاة أم أنه سيستمر في طرح العديد والعديد من الأسئلة عليها؟
للأسف الشديد فإن السائلة لا تكتفي بطرح السؤال فقط، بل تبدأ بإ ستجواب الفتاة، والتحقيق معها بشأن هذا الأمر، وليس ذلك فحسب، وإنما تقوم بطرح نصائح، وسرد حكايات تحمل معاني ثقيلة نوعاً ما مفادها إن على الفتاة الزواج وقبول من يتقدم لها أيا كانت ظروفه ومؤهلاته، بدلًا من أن يفوتها قطار الزواج، وترديد المثل الشعبي «ظل رجل ولا ظل حائط».. إلخ ذلك من الأقوال التي قد لا تلائم عقول الفتيات المتعلمات العاملات المستقلات الحالمات.

.
نعم حالمات، فلكل فتاة مطلق الحرية والحق في أن تحلم بشخص ما وبمواصفات معينة، لذلك نجدها تحزن كثيراً عندما يطالبها الآخرون بقتل أحلامها وطرحها جانباً والموافقة على أي عريس يتقدم لها، وهو الأمر الذي لا تقبله الكثير من الفتيات الواعيات لعلمهن أن النتيجة ستكون أسوأ بكثير من لو بقيت «عانس» كما يقولون، فحتى وإن لم تجد الفتاة ما تحلم به من مواصفات فإنها قد تتنازل بعض الشيء لتحظى بالإستقرار ولتنجب الأطفال ولكن بشرط هو قبول الشخص وتوافقه معها في أغلب الصفات والإرتياح له، والإحساس به، ولمسها لصفات طيبة أخرى يتحلى بها كالحنان والخلق الحسن.

.
لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟

.
هو إستجواب لفتيات تسعى على توفير لقمة العيش ولتتكفل بأسرتها، وتنسى نفسها، ولفيتات أخريات ضاع حقهن في الزواج بسبب إعتقادات خاطئة من أمهات غير رحيمات لا يقبلن بزواج أبنائهن بفتيات قربت من عمر الثلاثين، ولفتاة أخرى تعاني لوعة الحب والإشتياق لأن فارس أحلامها لم يدق بابها حتى الآن بسبب ظروفه القاسية وعدم قدرته على التقدم لفتاته بسبب عسر الحال وضيق الحالة المادية، إذن فالسؤال لابد وأن يوجه للدول والمجتمعات والظروف وليس للفتيات.

.
فيما بينت الباحثة الاجتماعية حنين الجابري وجهة نظرها بالموضوع ، إذ قالت « في الحقيقة الفتاة العانس تعاني هذه الإشكالية، فنظرة المجتمع قاسية في حقها، زيادة على سوء الظن في الفتاة، التي فاتها قطار الزواج، كما لها تأثير كبير ليس على الفتاة العانس فقط، وإنما على أسرتها، وأيضاً المحيط الأسري الذي تعيش فيه، وتصبح أسيرة الأقاويل والتساؤلات.

.
أسباب تأخر الزواج

.
وعن اسباب تأخر الزواج بينت الجبوري هناك بعض الشباب يفضلون تأخير الزواج ليتمتعوا بحياة العزوبيةأطول فترة ممكنه خاصة في ظل توفر ظروف اجتماعية تساعده على تلبية مبتغاه. والبعض يكون غير مسؤول ومتردد من اتخاذ القرار لما لهذه الخطوة من المسؤوليات يجب ان يتحملها لكونه تعود على حياة سهلة يعيشها بكل حرية، ويستمتع بها من دون محاسبة أحد، أو يطالبه بالتزامات ومسؤوليات، فالشباب ينظرون إلى الزواج على أنه قيد وعبء يحرمهم من حياتهم.

.
واضافت الجابري أعتقد أن الشاب إذا توفرت له الإمكانيات سوف لن يتأخر بالزواج، لأنه استقرار وسنة الحياة، لكن بحكم الظروف الاقتصادية وبحكم الصعوبات، التي يصادفها في الحياة، فإنه لا يقدم على هذه الخطوة، خوفا أولا من اصطدامه بالرفض من قبل أسرة الفتاة، وثانياً، من عدم قدرته على تحمل المسؤولية، والوفاء بالتزاماته.

.
و تابعت الجابري وهناك أيضاً بعض من الشباب يمتنعون عن الزواج برغبتهم، برغم وجود الإمكانيات كونهم يفضلون السفر خارج البلد بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية والامنية مما يسهم في تزايد العنوسة .
وأيضاً البحث عن عمل بعد التخرج فهناك عدد كبير جداً من الشباب عاطلون عن العمل بسبب قلة فرص التعيين مما يتسبب في تأخير الزواج للطرفين .

.
وزادت الجبوري قولها هناك جانب آخر للموضوع يتعلق بالفتاة نفسها اذ نلاحظ التصورات والفرضيات، التي ترسمها الفتيات لفارس أحلامهن المنتظر، والمتكامل الأوصاف، وبالتالي، يرفضن كل من لا تتوفر فيها المعايير المرسومة في خيالهن، ما يؤدي إلى ضياع الفرص منهن.

.
نصيحة لكل فتاة

.
ونصحت الجابري الفتيات بقولها عليك ألا تقيمي وزناً لكل ما يقال وعليك أن تلجئي فقط لله سبحانه وتعالى فهو أرأف بحالك ومطلع عليك، فاحسني الظن به تسعدين بما يجلبه لك حسن الظن، وكوني مثل فتيات كثيرات يملكن من القوة والعزيمة ما يعلي قدرهن ويحقق أحلامهن بمزيد من الرضا والقبول، ولا يعوقهن تأخير الزواج عن إثبات الذات والبحث عن مستقبل باهر يفتخرن به، فبدلا من الألم والحسرة ، تحلي بالصبر، والأمل وحولي أي شعور سلبي بداخلك إلى طاقة إيجابية تسعدك.

.

” وكالة أخبار المرأة “

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك