صحيفة “ناتشينال إنتريست”: إيران تسعى الآن لتغيير موازين القوى في المشهد السوري لممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل

صحافة عالمية 03 نوفمبر 2017 0
صحيفة “ناتشينال إنتريست”: إيران تسعى الآن لتغيير موازين القوى في المشهد السوري لممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل
+ = -

نشرت صحيفة “ناتشينال إنتريست” مقالاً للكاتب جيمس فيليبس، سلط فيه الضوء على الساحة السورية والقوى المتنافسة عليها بعد تراجع سيطرة تنظيم “داعش”، مبيناً أنها ستكون الساحة الرئيسية للمعترك السياسي القادم.

 

وأشار الكاتب إلى أن العديد من الدول المتنافسة والجماعات تسعى لملء فراغ السلطة، في الوقت الذي أعلن فيه نظام الأسد، المدعوم من إيران وروسيا، عزمه على استعادة السيطرة على كل سوريا.

 

وتهتم موسكو بشكل متزايد بتأمين سوريا الغربية حيث قواعدها البحرية وقواعدها الجوية، لكنها في نفس الوقت قدمت دعماً جوياً للنهوض بعدد من المليشيات السورية والإيرانية.

 

وأوضح الكاتب أن إيران تسعى الآن لتغيير موازين القوى في المشهد السوري لممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل، وذلك من خلال دعمها لمليشيات شيعية عراقية يسيطر عليها الإيرانيون في سوريا، إضافة إلى دعمها لحزب الله في لبنان وسوريا الذي بدوره أعلن علناً ​​استعداده لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، الأمر الذي قد يقود إلى حرب بين إيران وإسرائيل في لبنان وسوريا.

 

من جهة أخرى يبدو أن تركيا، التي تدخلت في البداية في سوريا لدعم المتمردين الذين يقاتلون ضد نظام الأسد، تركز أكثر الآن على تأمين حدودها، وهزيمة التمرد الكردي في شرق تركيا، ومنع الأكراد السوريين من إقامة دولة مستقلة يمكن أن تصبح مصدراً لدعم الانفصاليين الأكراد داخل تركيا.

 

وفيما يخص التحول في مسار السياسة الأمريكية يرى الكاتب أن سياسة واشنطن ستبقى علامة استفهام كبيرة في سوريا، ورغم ما قاله الرئيس دونالد ترامب، فإنه بعد سقوط الرقة، “ستنتقل الولايات المتحدة قريباً إلى مرحلة جديدة” في سوريا، وتقدم الدعم لقوات الأمن المحلية، إلا أن نطاق هذا الدعم الأمريكي وحجمه ومدته لا يزال غير واضح.

 

ويفيد الكاتب بأن مسؤولي البنتاغون يستعدون للمرحلة التالية من الحملة ضد “داعش”، وأنهم سيدعمون هجوم قوات الحماية الكردية ضد قوات التنظيم، من خلال التقدم باتجاه نهر الفرات باتجاه الحدود العراقية، حيث من المتوقع أن يربطوا بالقوات العراقية التي تتقدم على الجانب الآخر من الحدود.

 

لكن هذه الخطط ربما تعطلت بسبب التقدم السريع للقوات السورية وحزب الله بقيادة إيران، وبدعم من الضربات الجوية الروسية، التي قطعت الطريق على تلك القوات ومنعتهم من التقدم أكثر باتجاه البوكمال، معقل التنظيم الرئيسي بالقرب من الحدود.

 

وكان أحد التطورات المهمة بشكل خاص بناء جسر عائم روسي، مما مكن القوات المدعومة من إيران من عبور نهر الفرات ومنع مقاتلي قوات الدفاع الذاتي من التقدم على الطريق على الضفة الشرقية للنهر، وهو ما يشي بمدى دعم روسيا لجهود إيران الرامية إلى إقامة جسر أرضي آمن من طهران إلى دمشق.

 

وتعتبر قوات الحماية الكردية التي يسيطر عليها الأكراد إحدى أقوى القوات العسكرية في شرقي سوريا، ولكنها تمثل أيضاً مشاكل سياسية لواشنطن، حيث إن الغالبية العظمى من السكان العرب في الرقة لا يثقون بالأكراد، ويخشون أن تفرض القوات الكردية احتلالاً جديداً، وليس تحرراً من تنظيم “داعش”.

 

وخلص الكاتب إلى أنه مع قوات الحماية الكردية أو من دونها، يجب على واشنطن أن تظل منخرطة فى سوريا والعراق بعد هزيمة تنظيم “داعش”، وهذه هي الطريقة الوحيدة لمنع عودة ظهور التنظيم من جديد والتعويض عن جهود إيران الرامية إلى تحويل المشهد الإقليمي إلى نمط أكثر ملاءمة لمصالحها الخاصة، على حد قوله. (الخليج اونلاين)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك