كوردستان قصة نجاح…..بقلم رائد كنعان عمر

آراء وقضايا 07 أكتوبر 2017 0
كوردستان قصة نجاح…..بقلم رائد كنعان عمر
+ = -

كوردستريت | مقالات |

منذ بداية التكوين البشري وعبر العصور المتوالية وصولا الى القرن الواحد والعشرين وفي وقفة متأنية على هذا العالم المتغير والمتسارع في النموحينا والمتخبط حينا اخرستجد ان هناك العديد من دول العالم تقدمت وتطورت وانتجت للبشرية ماكُنا لا نتوقعوه وكانت لها بصمة نجاح وازدهاروإن تسألنا وبحثناعن السبب هذا النمو والنجاح المبهرفسيكون الجواب لأنهم يملكون قادة واداريين ناجحين .

 

لذلك القيادة المخلصة لشعبها ولوطنها استطاعت ان تبلغ مراتب التطور الحضاري في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والصناعية والاجتماعية فالقائد الناجح هو الشخص الذي لديه القدرة على تحريك الشعب الى الهدف المنشود, فالنجاح والتطورلا يأتي عبثاً فهناك تخطيط وعمل دؤوب وإدارة فاعلة وقيادة ناجحة ستتوج أخيرا بنهضة حضارية وبالدولة غنية اقتصادياً ومتطوراً تكنولوجياً وسياسات ديمقراطية وسنجد إن السبب الكامن وراء تخلف كثير من الدول وانحطاطها هو افتقادها الى قائد ناجح كدول المنطقة العربية المتخلفة والقابعة في اتون الصراعات الطائفية والحزبية والمفتقرة الى ابسط مستلزمات العيش الكريم فعلى سبيل المثال لا الحصر فالتجربة السورية واليمنية والليبية والعراقية خيردليل عما اسلفت.

 

فالقيادة الفاشلة والديكتاتورية المتجذرة في سوريا أوصلت سوريا الى العصور الحجرية أجبر الشعب على الفرار الى العراء والغابات والكهوف الجبلية والصحاري حولت سوريا الى حرب طائفية واهلية وفرت الأجواء لدخول ابشع واخطر التنظيمات الإرهابية والظلامية فكانت النتيجة حسب مرصد السوري لحقوق الانسان مقتل اكثر نصف مليون سوري واكثرمن 12مليون بين نازح ولاجئ في داخل وخارج سوريا وكما نشر البنك الدولي خسائر الاقتصاد بلغت 226مليار دولار والنصف البنية التحتية مهدمة مؤكدا يوجد من بين كل 10 سوريين 6 منهم يعيشون في فقر مدقع ويحتاج الاقتصاد الى عشرين عاما ليتعافى والمزيد ومازال مسلسل القائد الفاشل مستمرا في قمع شعبه ليتفرد بالسلطة تاركا شعبه مشردافي براري الدول المجاورة وتائها في الغابات وغارقا في البحار .

 

وبالنظرفي العالم المقابل سنجد قادة قادت بلدانها الى مرابع دول العالم المتقدم والامثلة كثيرة في هذا السياق كالدول الغرب ودول أخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر فالتجربة الماليزية والكورية الجنوبية وسنغافورة والامارات العربية وكوردستان خير شاهد على القيادة الحكيمة في تلك البلدان .

 

واسأسرد لكم بعض تجارب هذه الدول في عجالة لنتفهم الموضوع شيئا عن القيادة الناجحة والقادة الفاعلين الذين انقذوا بلدانهم من الفقر والظلم والتبعية والجهل الى دول متقدمة صناعياً وتعليمياً واقتصادياً وفي كافة المجالات وخيرها التجربة الماليزية فتعد حقبة رئاسة مهاتير محمد من العام 1981-2003، المتمسك بالمبدأ القائل ((إذا أردت أن أصلى فسأذهب إلى مكة وإذا أردت المعرفة فسأذهب اليابان)).

 

هي الحقبة التي شهدت انطلاقة النموذج الماليزي للتنمية فقد تضاعف متوسط دخل الفرد وارتفع رقم الصادرات وحدث نمو ملحوظ في الاستثمار الاجنبي، فالتجربة الماليزية من التجارب التنموية الجديرة بالاهتمام والدراسة لما حققته من إنجازات كبيرة يمكن ان تستفاد منها الدول النامية كي تنهض من التخلف والجمود وكل ذالك بفضل مهاتير محمد. أيضا نجد النهضة التى شهدتها سنغافورة يلخصها لى كوان يو رئيس وزراء سنغافورة فى كتابه «قصة سنغافورة من العالم الثالث إلى العالم الأول»، والذى تناول فيه قصة التحول الذى جعل من هذه الدولة الصغيرة المساحة، قليلة الموارد والتى تحاصرها التحديات البيئية والسياسية نموذجـًا تنمويـاً متفردًا إذا فالقائد الناجح يصنع المعجزات من لاشيء.

 

ولا ننسى الشيخ زايد ال نهيان-رحمه الله -مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها حيث جعل من الامارات في مقدمة الدول الكبرى ومن بلد ذات طبيعة صحراوية الى جنة من جنان الأرض حتى غدت لؤلؤة الخليج حيث التطور في كل امارة من الامارات العربية المتحدة. اما فكوردستان فلديها رجل يدعى كاكا مسعود البرزاني هو البيشمركة, ابن الجبال الشاهقة ,رجل دولة ,باني كوردستان الحديثة وصاحب الكلمة والموقف .

 

إن الحديث عنه يطول ويطول لتاريخه النضالي الكبير في تحقيق مشروع شعبه الكوردي في إنشاء دولة كوردية وانهاء عقوداً من الديكتاتورية والظلم والاضطهاد على الشعب الكردي المسلوب من أبسط حقوقه ولكن لابد ان نقف في بعض محطات من تاريخ نضاله المشرف ك قائد كوردي استطاع ان يوحد شعبه في صفاً واحد تحت راية واحدة وان يقود السفينة الكردية الى بر الأمان والاستقرار حيث قدم عائلة البرزاني اكثرمن 8000 شخص خلال عملية الانفال في الثمانينات ناهيك عن التهجير والنفي وكل اشكال القمع والإرهاب وقد نال الشعب الكوردي بأجمعه من البطش الشوفيني الدكتاتوري انذاك ولكنه قادة شعبه في كفاح مسلح لعقود عديدة وأبى ان يرضخ او يتنازل عن حقوق شعبه متمسكا بالمبدا القائل (يان كوردستان يان نمان) حتى حصل على اللامركزية الادارية ثم الإدارة الذاتية لكوردستان ثم الفيدرالية والان يقود كوردستان الى الاستقلال والاعلان عن الدولة الكردية وسيفعلها لانه يؤمن بقضية شعبه وانه سيقدم الغالي والنفيس في سبيل تحقيق طموحات الشعب الكوردي في الأجزاء الأربعة .

 

ولا يسعني الا ان أستذكر كلام امام جامع الزيتونية الشيخ حسين العبيدي في تونس حين قال (على الكرد أن يفتخروا بـ مسعود بارزاني كونهم لهم قائدا مثله في هذا الزمان- متاسفا على قادة العرب- لعلمكم العرب بعد 1000 سنة لا يحظون بقائد مثله حريص على ابنائه )مشيدا بدور البرزاني في دعم كوباني وكسر الحصار وارسال البيشمركة لمحاربة داعش وهذه التضحيات والمواقف الرجولية لا ينبع إلامن قائد عظيم مخلص وفيّ لشعبه وامته اما على الصعيد الإقليم حيث حول الإقليم بميزانية 17% الى تحفة فنية فقد أصبحت هناك ثورة عمرانية وصناعية وتجارية وتنموية وخدمية ووضع أسس للتعايش بين كل مكونات كوردستان للعيش بأمان واطمئنان حتى بات الإقليم الوجه العالمية لاستثمار والعمالة الاجنبية في حين تحولت العراق بميزانية 83%الى دمار وخراب وفوضى عارمة وبلد محتل حتى غدا كوردستان نموذج يحتذى به في المنطقة ويتهافت عليه القاصي والداني كل ذالك بفضل القيادة الحكيمة لمسعود البرزاني لذالك فالامة الناجحة هي التي تملك قائداً ناجحاً وفاعلًا وفي الختام أقول( البرزاني قائد محب غيورعلى شعبه ويبادله الشعب بالمثل).

 

وفي نهاية المطاف أضع تجارب هذه الدول في رسم المتابع لاحداث وتطورات المنطقة والعالم لنستخلص سوياً إن الشعوب قاطبة لديها إمكانات كبيرة وقدرات هائلة ان استغل واستثمر هذه الشعوب وتم توظيفها لاهداف إنسانية نبيلة بقيادة واعية وان الدول العالم المتحضرلاتملك عصا سحرية او خلقوا عباقرة أو جهابذة بل هم كبقية البشر في الإمكانات والملكات العقلية والجسدية ولكن تم توجيههم وإدارتهم الى الطريق الصحيح من قبل قادة ناجحين ومخلصين لشعوبهم حتى وصلوا الى القمة.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك