نظرة على مؤتمر الشيعة وآفاقهم المستقبلية

آراء وقضايا 25 أبريل 2024 0
نظرة على مؤتمر الشيعة وآفاقهم المستقبلية
+ = -

كوردستريت|| آراء وقضايا 

بقلم عباس البخاتي 
 
عقد قبل أيام في العاصمة العراقية بغداد، مؤتمر لمناقشة أوضاع الشيعة في مختلف دول العالم، برعاية عمار الحكيم، الذي صار يعد أحد الأقطاب المهمة في الواقع السياسي العراقي.
 
 
يمكن القول ان فكرة تحمل مثل هذا العنوان، ربما تعد التفاتة غاية في الأهمية، تحسب لمن حاز قصب السبق في تشخيصها واستشعر أهمية تسليط الضوء عليها.
تبعا لذلك ولنكون موضوعيين، فلابد من الحديث عن هذا المؤتمر من حيث التوقيت والزمان، والأفكار والرسائل التي نجح المؤتمرون في تمريرها، وإيصالها للمراكز التي يعتقد بتأثرها عند تبني الأفكار التي ركز عليها هذا المؤتمر.
من حيث التوقيت يمكن القول، ان العراق يمر بحالة من الاستقرار السياسي، والنجاح الحكومي في عدة ملفات، أضف إلى ذلك الأثر الإيجابي، الناتج عن ترسيخ ثقافة التداول السلمي للسلطة، خصوصا بعد المشاركة في الانتخابات الأخيرة، وحالة الترقب لما ستسفر عنه التحالفات بين الكتل الفائزة، لتشكيل الحكومات المحلية في المحافظات.
بما يخص مكان إقامة المؤتمر، فلا يختلف إثنان عن محورية العراق جغرافيا، وعمار الحكيم مكانة، وتأثيره في الواقع السياسي والفكري والثقافي لشيعة العراق، لأسباب تتعلق بتبنيه للرؤية الأصولية المعتمدة في النجف الأشرف، والتي كان لها بالغ الأثر في بناءاته النفسية والشخصية.
حسب القراءة الواقعية للرسائل والأفكار التي ناقشها المؤتمر, يمكن وصفها أنها تدفع باتجاه تبني البعد الوسطي للفرد الشيعي، وضرورة موازنته بين التزامه العقائدي، الجامع له مع عموم الشيعة في العالم من جهة، وبين التزاماته الوطنية تجاه البلد الذي ينتمي له، وعلاقاته مع المواطنين الذين يشترك معهم في الانتماء من جهة أخرى.
يبقى السؤال حول الانطباع العام، الذي تبديه بقية المؤسسات والفعاليات، التي تمثل الشيعة حول هذا المؤتمر، كالحوزات العلمية والجامعات والمنتديات الثقافية المختلفة؟
هل سيمتلك القدرة على طرح أفكاره، كأحد الشواخص المؤثرة في تحديد مسار المواطن الشيعي، خصوصا مع وجود تأثير لا يمكن إغفاله، يتمثل بالرؤية الداعمة لذوبان الشخصية الشيعية، مع الحالة العامة لاتباع المذهب في كل مكان، ولا تقف عند حدود الخصوصيات لكل بلد على حدة، ولا تعترف بالأطر السياسية التي رسمتها اتفاقية سايكس_بيكو؟
تلك التساؤلات أجاب عنها المؤتمر نفسه.. من خلال بعض الأفكار الواردة في خطاب الحكيم الراعي لهذا التجمع، حيث أكد ان هذا الحراك لا يعد بديلا عن المسميات الواقعية، التي أشرنا اليها سابقا، ولا يمكن اعتباره فعالية سياسية ذات أهداف عامة، يمكن ترسيخها في ذهن المواطن الشيعي، للعمل على اعتمادهما في بلده..                                                                                                             هي أيضا رسالة طمأنة تزيل حالة اللبس والغموض، الذي يعتقد بإثارتها للهواجس والحساسيات، لدى بعض المراقبين الذين غاب عنهم تقييم الثقل الاجتماعي، ومدى تأثير الشخصيات التي دعيت لحضور هذا المؤتمر، وتقدير حجم الصفة الاعتبارية للضيوف، وقدرتهم على اشاعة ثقافة الهوية الوطنية للشيعة، وقدرتهم على إيصال رسالة المؤتمر لصناع القرار السياسي، في بلدانهم والذين لا يتبنون رؤية الفقه الجعفري في الاروقة السياسية والثقافية لبدانهم.
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك