الاعلام ماله و ما عليه ( اعتقال الاعلاميين )

آراء وقضايا 27 ديسمبر 2015 0
الاعلام ماله و ما عليه ( اعتقال الاعلاميين )
+ = -

للإعلاميين الدور الرئيس في حمل رسالة الديمقراطية و حقوق الإنسان لمجتمعاتهم لأنهم الوسيلة الوحيدة التي تكون على احتكاك مباشر و متواصل مع عامة الشعب و يقول الصحفي الشهير جابرييل مارينو ( يشترط لقيام الاعلامي بدور مؤثر ألا يكون خاضعا” لأي صيغة سلطوية سواء أكانت سياسية – اقتصادية – اجتماعية .

.
و يجب أن يكون مستقلا” نزيها” لا يحابي أحدا” على حساب الآخر ) و لا يتم توجيهه خارجيا” .
إن التزام الصحفي بتلك القيم و المعايير تجعل منه قدوة يتعلم منها الآخرون الصراحة و الحديث بجرأة عن حقوقهم و حرياتهم و مختلف شؤون حياتهم .

.
متى مارس الاعلامي حرياته و بلور أفكاره الديمقراطية حينذاك يكون قد ساهم بشكل عملي في غرس مفاهيم الديمقراطية و الحريات الإنسانية فالتغيير يبدأ من الذات ثم ينتقل إلى الآخرين .

.
و مما تقدم نستخلص أنه إذا لم يأخذ الإعلاميين فرصتهم و يمارسوا عملهم بكل أريحية و مسؤولية فلن تكون هناك لا ديمقراطية و لا حقوق إنسان .
هذه المقدمة عن أهمية الإعلام و دوره قد تكون التمهيد العملي المناسب للتطرق لموضوع اعتقال الاعلاميين كولال لياني – عامر مراد – فريدون قجو .

.
فلو كنت مسؤولا” للإعلام كنت و بعيدا” عن الشحن الاعلامي و البروبغندا أو الاستغلال المسيء لعملية اعتقال أي اعلامي و التحريض على المؤسسات أو على الأشخاص أو على الاعلاميين ، بغض النظر عن دوافع الاعتقال تعاملت مع الاعتقال بمسؤولية ،

.
و كوني مسؤولا” للإعلام فهذا يعني أن كل اعلامي متواجد في منطقتي بغض النظر عن موقفه و انتمائه أنا مسؤول عنه و بالتالي عندما يتم اعتقال أو استدعاء أي اعلامي : بداية علي التواصل مع عائلته و زيارتهم و اطلاعهم على الإجراءات التي سأقوم بها و هذا العمل حتما” سينعكس ايجابا” على نفسية العائلة و يحصنهم من أي ردة فعل مبالغ فيها تجاه المؤسسات بشكل عام و يدخل الطمأنينة إلى قلبهم .

.
و أبرز الإجراءات التي يتوجب علي القيام بها : إجراء الاتصالات اللازمة لمعرفة حقيقة الأمر مع المعنيين و إن طالت مدة الاعتقال أقوم بتوكيل محام له و التكفل بدفع أتعاب المحامي و من ثم متابعة الموضوع عبر المحامي و انتظار نتائج التحقيق و حكم القضاء . و بذلك أكون قد قمت بواجبي تجاه زملائي الاعلاميين و بنفس الوقت حيدت مؤسسة الأسايش عن التجاذب الاعلامي و المهاترات و قمت بخطوة نحو إعطاء أفضل صورة و انطباع عن المؤسسة أو المشروع الذي أمثله و هذا هو صلب عملي أو من المفترض أن يكون كذلك

.
و من ثم عقد طاولة عمل كما يقال مع مؤسسة الأسايش و هيئة الداخلية للتنسيق بخصوص الطريقة المثلى لتنفيذ القانون مع مراعاة الحصانة المعنوية أو الأدبية للعاملين في الحقل الاعلامي .

.
هذا كان مفهومي و مشروعي للعمل المؤسساتي الاعلامي عندما كنت مسؤولا” للاعلام و ناطقا” رسميا” باسم الادارة الذاتية في عفرين .

.
و لكن و بكل آسف لم أستمر في عملي إلا شهر واحدا” فقط و من ثم استقلت .

.
ريزان حدو / كاتب كوردي

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك