الدرباسية : بسطات الخضرة المتنقلة … حكايات ممزوجة بالمعاناة

تقارير خاصة 16 ديسمبر 2015 0
الدرباسية : بسطات الخضرة المتنقلة … حكايات ممزوجة بالمعاناة
+ = -

كوردستريت – زيوا محو /
.
لقلة فرص العمل , ولسوء الأوضاع المعيشية للعديد من أبناء المنطقة , بات كل منهم في بحثٍ جاد عن مصدر رزق يعيله وأولاده … الكثير من هؤلاء لم يجد حلاً سوى ما بات يعرف محلياً ببسطات الخضرة … التي تسرد حكايا رزقٍ ممزوج بالهم والألم .
.
مراسلة شبكة كوردستريت الإخبارية ” زيوا محو ” أجرت هذه اللقاءات العابرة مع عدد من أولئك الباعة لتسلط الضوء على واقعهم ومعاناتهم .
.البداية كانت مع عبدالله إبراهيم (تل حجر)بركفر , الذي بدأ مهموماً وهو يسرد قصته مع هذه المهنة , حيث أشار أنه لا توجد إمكانيات مادية لديهم لفتح محلات أو حتى استئجارها , لذلك اضطروا للعمل على بسطات بسيطة , يضعون عليها كميات محدودة من الخضرة , لتكون مصدر رزقٍ لهم , حيث أنهم يجلبون الخضرة من سوق الهال بالدرباسية , ويضعونها على الأرصفة في الشوارع ذات الحركة الكثيفة .. مضيفاً أنهم أيضاً يستأجرون سيارات لنقلها من البيت إلى مكان العمل , وفي حال هطول الأمطار لا عمل حينها , بمعنى أنه لا قوت لهم ذاك اليوم .
وقد أرجع ” عبدالله ” ارتفاع أسعار الخضرة في الأسواق إلى قطع الطرق المؤدية إلى المحافظة , وفرض أتاواتٍ على الشاحنات المحملة بها من قبل الحواجز المنتشرة قبل أن تصل إلى المحافظة .
.
أما ” إبراهيم ” (درباسية ) , فقد وصف أيضاً هذه المهنة ولكن بطريقته , فهو لديه محل أيضاً , ولكن ولتصور الناس أن أسعار الخضرة على البسطات أقل من أسعارها فيا لمحلات أثرت على مبيعات المحلات , لذلك ألتجئ إلى البيع على البسطات أيضاً , وأصبحت أفضلها أيضاً , حيث أنني أبيع أكثر من المحل .
إبراهيم أيضاً كغيره يشتري الخضرة من سوق الهال في المدينة , وقد أرجع ارتفاع الأسعار الى ارتفاع اسعارها من المكان الأساسي أي أن البرادات التي تحمل الخضرة إلى سوق الهال تحملها باسعار باهظة , والتجار يقومون بإضافة الفائدة عليها .
.
كذلك ” حسن ” وهو من حلب يرى أن البيع على البسطات أفضل بكثير من البيع في المحلات ,للأسباب السابقة نفسها , متابعاً بأنهم لا يخرجون أيام المطر , وإذا ما خرجوا فإنهم يقومون بالبيع في السيارات …أما ارتفاع أسعارها فقد أكد أيضاً أنها تعود إلى تكاليف استيرادها من الساحل إلى المحافظة .
.
والأمر نفسه بالنسبة للبائع ” رياض ” (درباسية) الذي ليس لديه إمكانية لفتح محل لذلك لجأ إلى البسطات لتامين قوته اليومي , ولكنه يقوم بنقل الخضرة التي يشتريها عن طريق ” الموتور … كا يسميه أبناء المنطقة ” , ومثله مثل البقية يبقى في منزله الأيام الماطرة , ليخسر قوت يومه ذاك … والسبب هو ذاته بالنسبة لارتفاع الأسعار .
.
.إذاً إنها حكايا تلخص معاناة شريحة واسعة من أبناء المنطقة , في ظل هذه الظروف المعيشية الراهنة والتي بات م نالصعب تحملها من قبل الكثيرين … الأيام الماطرة , والتي من المفترض أن تكون باباً للتفاؤل باتت أياماً نحسات عليهم , فهي الأيام التي يبقون فيها بدون قوت يومهم الممزوج بالألم والمعاناة .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك