كوردستريت_تستطلع: كيف قرأت النخبة السياسية الكوردية قرار ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمةً أبديةً لإسرائل ؟

ملفات ساخنة 07 ديسمبر 2017 0
كوردستريت_تستطلع: كيف قرأت النخبة السياسية الكوردية قرار ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمةً أبديةً لإسرائل ؟
+ = -

كوردستريت – بيرين يوسف

.

نشرت السفارة الأمريكية على حسابها الرسمي على تويتر أنّ الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب ” أعلن القدس عاصمةً لإسرائيل ،، إلا إنّ واشنطن توقعت ردود فعلٍ غاضبة حيال هذا الإعلان “عرب 48” ،وعلى خلفية الإعلان عن عاصمة إسرائيل “القدس ” أعرب نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شكره ل ترامب ،، معتبراً أنّ إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل يومٌ تاريخي مشرق لليهود.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية ليلة أمس الأربعاء 6 ديسمبر وثيقةً تطالب فيها إسرائيل بالتخفيف من ردّة فعلها حيال اعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لها .

 

هذا الإعلان من قبل الإدارة الأمريكية لاقى صدىً واسعاً في الأوساط العربية والدولية ،حيث أعلنت المعارضة المصرية أنّ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل جاء لهدم الأقصى وإعلان دولة إسرائيل الكبرى ،،،

 

مشيرةً أنّ تحرير القدس لا يكون إلا بتحرير مكة وبقية الشعوب العربية من الحكام والملوك المتمسكين بكرسي السلطة ،داعيةً الشعب العربي إلى عدم الثقة بالجامعة العربية ولاحتى بوزراء خارجية العرب .

 

أما وزير خارجية العراق فقد استدعى سفير أمريكا وسلمته مذكرة احتجاجٍ على قرار ترامب بشأن القدس .

وأردفت منظمة التحرير الفلسطينية بالقول : قرار ترامب حول إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل يدمّر أي فرصة لحل الدولتين .

 

فيما علقت الخارجية الإيرانية على قرار ترامب بالقول : قرار الإدارة الأمريكية سيثير مشاعر المسلمين وسيشعب انتفاضة جديدة .

 

وتأتي تركيا التي لم تكن غائبةً عن هذا المشهد  لتقول على لسان وزير خارجيتها جاويش أوغلو “إنّنا ندين إعلان الإدارة الأمريكية الاعتزاز بالقدس عاصمةً لإسرائيل “

 

كما وأعلن الرئيس الفرنسي “ماكرون عن موقف بلاده ال رافض لقرار ترامب ،واصفاً إياه بالقرار الأحادي “

 

فيما ذهبت روسيا إلى أبعد من ذلك حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية على لسان وزير خارجيتها قوله إنّ موسكو ستنتقد اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمةً لإسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .

 

كما وردّ الأمين العام للأمم المتحدة على قرار ترامب قائلاً “القدس عاصمة فلسطين وإسرائيل “

اما كورديا فقد استطلعت شبكتنا آراء   النخبة السياسية الكوردية التي كانت لها آراء متفاوتة حول قرار ترامب حيث قال “عبدالرحمن كلو عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكوردي “: إنّ قضية القدس قضية تاريخية قديمة ،إذ هي مهد الديانات السماوية الثلاث وقدسيتها تعود لكونها احتضنت الديانات السماوية الثلاث وبُني هذا المسجد على يد إبراهيم الخليل وقام النبي سليمان بن داوود بتوسعيه ، وه من بنى الكنيسة اليهودية ،ومن ثم تحولت إلى كنيسة للنصارى في العهد الإسلامي إلى مسجد للمسلمين ،

وتابع كلو ” حديثه لشبكة كوردستريت ان ” الصراع الديني على المدينة بدأ مع الحروب الصليبية،، والصراع السياسي الحالي ليس سوى امتداد لتاريخية الصراع الايديولوجي والعقائدي بين الديانات الثلاث،

 

.

معتبراً أنّ الشريعة الإسلامية لا يمكنها إلغاء الشريعة المسيحية في المدينة ،ولا الشريعة المسيحية بإمكانها الغاء الشريعة اليهودية إلا أنّ ما يجري اليوم هو استثمار سياسي للجانب الروحي والديني ولا علاقة لها بالشرعيات التاريخية وهذه هي لعبة السياسة على أساس المصالح ، إذ تخضع لمنطق قوة المصالح

 

.

مضيفاً ” استطاعت الأنظمة العربية أن تستثمر جيداً هذا الموضوع من خلال استغلالها الجانب الروحي للشارع العربي لصرف الأنظار عن القضايا الوطنية والديمقراطية باعتبار أنّ القدس هي ( قضية العرب الأولى ) ونجحت هذه الأنظمة في هذا الاتجاه على مدى أكثر من نصف قرنٍ من ” الصراع العربي الإسرائيلي “

 

.

منوّهاً أنّ السيطرة الإسرائيلية على القدس جاءت بعد حرب ١٩٦٧ أي أنّ الجانب العربي كان بمقدوره إنشاء دولة فلسطينية على الأرض في قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس، إلا أنه لم يفعل

.

وبحسب “كلو ” ان الموضوع  ليس بجديد على الصعيد السياسي وردود الأفعال التي نسمعها ما هي إلا فقاعات سياسية كاذبة من جانب المتاجرين بالمقدسات الدينية، وهنا يتبادر إلى الأذهان ما هي إلا مهمة فيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني الذي هو في اليمن وسوريا والعراق،

 

.

متسائلاً أ هو قتل وتدمير الشعوب في العراق واليمن وسوريا ولبنان أم هو لتحرير القدس؟ أين هو جيش القدس لصدام حسين ؟ أين هي سرايا القدس ؟ أين هي طلائع جيش التحرير الوطني الفلسطيني الذي تشكل في دمشق لتحرير القدس؟ أو ليس القدس أقرب إلى حزب الله من حلب أو أية منطقة سورية ؟

ًإذاً كل هذه التسميات ليست سوى أكاذيب كشف التاريخ عن غطائها وهي ذاتها التي أساءت للقضية الفلسطينية عموماً على الصعيد الدولي.

وأوضح كلو أنه في موضوع السياسة ليست للشرعية أية قيمة بقدر ما تكون لقوة المصالح السياسية حضورها وأهميتها ،

 

.

مرجّحاً أنّ الضجيج المفتعل من جانب أردوغان أو غيره من تجار الخطابات لن يغير من مسار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بشيء. وعليه تأتي صوابية القرارات والمواقف وفق معايير مصالح أصحابها..

.
كاظم خليفة القيادي في حركة الإصلاح الكوردي علق على الموضوع ذاته  ” أنّ قرار الرئيس الأمريكي حول الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل سيزيد من حالة التوتر والفوضى في المنطقة وسيكون في خدمة الأفكار والتنظيمات المتطرفة والأنظمة الاستبدادية كذلك.

 

.

مضيفاً” هذا القرار يعبّر عن مدى ضعف المجتمع الدولي في عدم قدرته على تنفيذ القرارات الأممية في حل قضايا الشعوب

 

.

واصفاً إياه بالقرار الارتجالي غير المدروس نابع من عقلية تاجر يبحث عن الربح بأية وسيلة.

.

وذهب عبدالحكيم أحمد محمد عضو الهيئة الاستشارية في الديمقراطي الكردستاني سوريا إلى أبعد من ذلك حيث   اعتبر  أنّ القرار لم يكن مفاجئاً أبداً،، وكل ما يحدث في الشرق الأوسط يتبلور حول إسرائيل أو فيما تسمى بدولة إسرائيل لعلو شأنها وبسط سيطرتها على المناطق التي تريدها ،

وتابع ” محمد “ان اليهود لم يأتوا إلى فلسطين لإقامة مستوطنة هنا ومستوطنة هناك أو أن يأخذوا الجزء الذي تحت سيطرتهم الآن،

.
مضيفاً” هم منذ مجيئهم يطمحون إلى “القدس أو أوشليم” كما ذُكر في التوراة ،،معتبرين أنها إحدى الأماكن المقدسة ذات الأهمية بالنسبة لهم،، وهذا ما يذكره التوراة لهم حسب ما يقولون وبحسب التوراة الذي هم يتبنونه الآن ..

.
منوّهاً أنّ جولة ترامب مؤخراً في المنطقة العربية لم يكن سوى تمهيداً لهذا الحدث الذي زعزع الشعوب العربية التي لا حول لها ولا قوة ،،فكل ما يحدث بعلم الطغاة والسلاطين العرب حسب وصفه ،،

لافتاً بانه يمكن  ربط هذا الحدث بالوضع الكوردي مباشرةً وما حدث في كردستان من اجتياح للحشد الشيعي باتجاه كردستان إنّما هو تأخيرٌ لإعلان دولة كوردية قبل إعلان دولة إسرائيل ذات السيادة والخارطة البينة والمعترفة من قبل الكثير من الدول الأوروبية..

.
“محمد”  أشار إلى أنّ القرار فيه مجازفةٌ كبيرة وسيجعل الأمر يتأزم في المنطقة حيث سنرى خلافات عربية عربية وفلسطينية عربية وفلسطينية فلسطينية.

 

.

وهذا كله  على حد قوله يأتي سلباً علينا كوننا من سكان المنطقة.. أما سياسياً فهذا سيكون لصالح القضية الكورية مستقبلاً بعيداً عن التوجه الديني ..

 

.

وفي إشارةٍ منه إلى مواقف الدول العربية أكد  أنّه ليس بالإمكان وجود تحركاً جديّاً من قبل الدول العربية في هذه المناسبة التي تعتبر نكبةً عربيةً أخرى ،،وإنما ستوجد بياناتٍ أو تصريحات تنديدٍ وتشجيب لا فائدة منها ..

 

.

مضيفاً ان  الفلسطيني سيدفع الثمن غالياً نتيجة التسلط وجشع الحكومات العربية التي باعت فلسطين منذ بدايات القرن الماضي ..حسب وصفه

 

.

موضحاً أنّ الاحتكام إلى العقلانية واللجوء إلى وحدة وطنية فلسطينية ستكون أفضل للفلسطينيين ..

مؤكداّّ أنّ إيران هي الحجة التي ألهت أمريكا بها الدول العربية

 

.

معتقداً أنه حان الوقت ليكون هناك تغيير جغرافي للمنطقة ، حيث سنجد دولة فلسطين ودولة إسرائيل… متيقناً بأنه ستكون هنالك دولة كوردستان أيضاً ..

.

واختتم فادي مرعي المسؤول الإعلامي في تيار المستقبل الكوردي  معلقاً على نفس الموضوع بالقول :إنّ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ماهي إلا تأكيدٌ لتحكم أمريكا والدول العظمى بمصير جميع الدول الضعيفة وخاصة من خلال انسداد اتفاق اوسلو عام ١٩٩٣ والذي يتضمن البتّ في قضية القدس والمستوطنات

 

.

مضيفاً إلى ذلك ما يحصل الآن في سوريا والذي أصبح ملعباً للتنافس بين الدول حول المصالح وكذلك إقليم كردستان،،حيث الأحداث الاخيرة ودخول قوة خارجية إيرانية بالاتفاق مع العبادي بالرغم من كردستانية مدينة كركوك ومحورهما وعدم احترام سيادتها “حينها صرّح السفير الفلسطيني في العراق أحمد عقل أنّ الاستفتاء هو مؤامرة إسرائيلية لتقسيم العراق ولم يلفت إلى حق الشعب الكردستاني في تقرير مصيره كباقي شعوب العالم ،،

 

.

وتابع مرعي ” ومؤخراً اليمن ولبنان شهدوا ذات اللهجة ،بالإضافة لعدم احترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية وكذلك اتخاذ هذا القرار لدفع اللوبي الصهيوني والذي يلعب دوراً أساسياً في الكونغرس الأمريكي لكي يستعيد ترامب توازنه وقوته،،

 

.

مشيرا بانه  منذ تولي ترامب رئاسة أمريكا -والخروج عن سير خط سياسة أمريكا و المتفلت من كل عقال – قامت القوى المتحكمة في أمريكا بالعمل على ضبط قراراته بما يلائم خطة أمريكا الذي سار عليه جميع رؤساء أمريكا السابقون،

 

.

واصفاً التدخل الروسي الأخير في انتخابه بالموت البطيئ الذي استخدمته روسيا لهذا الهدف، فأصابت به أقرب الشخصيات القريبة من ترامب حتى وصلت الهدف لصهره ولأقرب مستشاريه.

.
وعندما استشعر ترامب بالخطر المحدّق أمامه لم يبق أمامه سوى اللوبي اليهودي المؤثر في الكونغرس الأمريكي، فقام بخطوة كبرى ومفاجئة لتتوازن مع قوة تهمته، وأصدر قراره المتعلق بالقدس كدفعة أولى من ثمن إنقاذه من السيف المسلط على ولايته.

.
وتابع “هكذا كان شأن جميع الرؤساء السابقين الذين كادوا أن يخرجوا عن ذلك الخط، والكل يذكر التهم التي قيدت قبله كلينتون ونيكسون وغيرهما، ومن خلالها من لايلتزم بخط أمريكا ويخرج عن سكّتها وسيكون مصيره مصير كندي .

.

 

بدوره  قال  مصطفى جمعة القيادي في الديمقراطي الكردستاني سوريا أنّ الجميع يعلم بالموقف الأمريكي منذ عقود ، وهو مؤيد لنقل السفارة إلى القدس ، ولكن هذا الموقف كان يتم تأجيله مراعاةً للوضع السياسي في المنطقة ، واحتراماً لشعور الدول العربية والإسلامية .

.

وتابع جمعة “هذه الوضعية تغيرت في المرحلة الراهنة ، بسبب الأزمات الداخلية والبينية التي تعاني منها تلك الدول ، من جهةٍ ، وبسبب إسرائيل التي لم تعد جسماً غريباً وطارئاً ، من جهةٍ أخرى .

 

فهناك عدد من العربية والإسلامية لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، بل وعلاقات أمنية وعسكرية وتجارية أيضاً . كما أنّ الدول العربية والإسلامية لم تعد لها ثقل وتأثير يُذكر في السياسة الدولية ، بسبب الكمّ الهائل من المشاكل والحروب الداخلية ، والخراب والدمار ، التي لحقت بها في السنين الأخيرة ،

.
موضحاً أنّ هذه البيئة المضطربة أفرزت تطرفاً وإرهاباً انسحبت آثارهما على مستوى الشرق الأوسط ، أي أنّ المرحلة الراهنة غدت مرحلة التغييرات الكبرى ،

مشيراً أنّه لن يتوقف الأمر عند الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل ؛ بل سيمتد إلى حالاتٍ أخرى أكثر تعقيداً ، باتجاه شرق أوسط جديد بعناوين جديدة وعنيفة .

.
ويرى جمعة ” أنّ ردّة الفعل العربي والإسلامي تجاه قرار الإدارة الأمريكية ، سيبقى باهتاً وغير مؤثرٍ ، وبالتالي فإنّ الوضع سيأخذ مجراه الطبيعي خلال وقت قصير .

منوّهاً أنّ المصالح الحيوية للدول الكبرى ، هي التي تحدد وتتحكم في طبيعة علاقات هذه الدول مع الجهات الأخرى ، في ظل استراتيجياتها وتوجهاتها المستقبلية ،

 

ومنطقة الشرق الأوسط هي البيئة الأكثر تطرفاً واستبداداً كما نراها ، وحاملاً للإرهاب وحاضنةً جاهزةً له إذا توفرت ظروف نموه ، وهذا ما يؤثر في منحى سياسات الدول الكبرى تجاه أزمات المنطقة وتجاه مستقبلها ،

وعليه فإنّ الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل في هذا الوقت يرتبط بالمغزى المستقبلي لترتيبات المنطقة .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك