كوردستريت : مشاريع البنية التحتية العملاقة في المنطقة الكوردية (رؤية مستقبلية)

ملفات ساخنة 30 يونيو 2014 0
+ = -

 جوان فداء الدين حمو – ماجستير في العلاقات الدولية- عضو جمعية الاقتصادين الكُرد في سوريا

خاص – ل كوردستريت / يعرّف البنية التحتية بأنَّها عبارة عن الهياكل المنظمية اللازمة لتشغيل المجتمع أو الخدمات والمرافق اللازمة لكي يعمل الاقتصاد. ويمكن تعريفها بصفة عامة على أنَّها مجموعة من العناصر الهيكلية المترابطة التي توفر إطار عمل يدعم الهيكل الكلي للتطوير. وهي تمثل مصطلحاً هاماً للحكم على تنمية الدولة أو المنطقة. ويعرّف مشاريع البنية التحتية على أنَّها “المكونات المادية للأنظمة المترابطة التي توفر السلع والخدمات الضرورية اللازمة لتمكين أو استدامة أو تحسين ظروف الحياة المجتمعية.

أي المشاريع الضخمة ذات التكلفة العالية التي يتوجب أن تقوم به الجهة المعنية في المجتمع من أجل تسيير العمليات الاقتصادية المهمة في المنطقة. وكُردستان سوريا اليوم أحوج ما تكون إلى مثل هذه المشاريع التنموية التي ستشكل الارضية الصلبة للاقتصاد من خلال استناد جميع عملياته الاقتصادية على هذه المشاريع. إنَّ من أهم هذه المشاريع التي يجب أن يباشر بها في كُردستان سوريا فور الاستقرار السياسي في سوريا ما يلي:

1- مشروع بناء مصفاة للنفط ومحطة تجميع الغاز في ديريك: إنَّ أهم حقول النفط في كُردستان سوريا تتوضع في (قرتشوك، والرميلان، وليلان، والمالكية) إذ قدر الإنتاج اليومي للنفط في كُردستان سوريا بحدود 235547 ألف برميل يومياً في عام 2011، إما بالنسبة لإنتاج الغاز الحر والمرافق سنوياً يقدر بحدود 859.2 مليون م3، ويتوقع أن يكون احتياطي النفط في كردستان سوريا بعد أن نستبعد المناطق النفطية خارج الإقليم بحدود 10 مليار برميل، ويتوقع أن يكون احتياطي الغاز في كُردستان سوريا بحدود 135 مليار م3. وبالتالي فأنَّه من الضروري جداً بناء مصفاة نفطية في منطقة ديريك بطاقة لا تقل عن 150 ألف برميل يومياً من أجل تصفيته وتحويله إلى مشتقات، بالإضافة إلى توسيع محطة تجميع الغاز في السويدية لسد حاجات الاستهلاك المحلي.

2- مشروع محطة توليد الكهرباء في ديريك: إنَّ بناء محطة توليد الكهرباء في ديريك لسد احتياجات الكهرباء لسكان المنطقة ضروري جداً من خلال الاعتماد على الغاز المرفق.

3- مشروع سد كهرومائي على نهر دجلة في سيمالكا: إن أنشاء مثل هذا السد على نهر دجلة في منطقة فيشخابور سيكون له دور ثلاثي، فمن الجانب الأول سيكون السد عبارة عن محطة كهرومائية تغذي المنطقة الشرقية من كُردستان سوريا، ومن الجانب الثاني سيشكل منطقة سطح السد معبراً بين كُردستان سوريا وكُردستان العراق، ومن الجانب الثالث سيتم الاستفادة من مياه دجلة في ارواء مساحات واسعة من أراضي كُردستان سوريا، حيثُ تجدر الإشارة هنا إلى أنَّه هناك محضر مشترك لاقتسام مياه دجلة بين سوريا والعراق عام 1989 ينص على ما يأتي: (تكون حصة العراق الممررة له على الحدود العراقية السورية بنسبة إجمالية سنوية ثابتة (سنة مائية) قدرها 58% ثمانية وخمسون بالمائة من مياه النهر الممررة لسوريا على الحدود السورية التركية وتكون حصة سوريا من مياه النهر الكمية الباقية ومقدارها 42% اثنان وأربعون بالمائة من المياه الممررة عند الحدود التركية السورية).

كما أنَّه كان هناك اتفاق نصب محطة ضخ سورية على نهر دجلة عام 2002 يتضمن: (إنشاء محطة ضخ على الضفة اليمنى لنهر دجلة في الأراضي السورية وبسعة تصريفية لإرواء (150) ألف هكتار صافي كمرحلة أولى. وتكون المضخات والمعدات المنصوبة في المحطة بقدرات تتناسب مع كمية المياه المتفق على سحبها. وهي بمقدار (1,250) مليار م3 سنوياً للجانب السوري.

كما يقوم الجانب السوري بنصب محطة قياس تصاريف على نهر دجلة قرب محطة الضخ الرئيسة لرصد تصاريف النهر بشكل مشترك. بالإضافة إلى نصب منشآت مراقبة وفحص عينات مائية عند موقع مأخذ محطة الضخ. ويلتزم الجانب السوري بعدم تصريف مياه الصرف الزراعي وأية مياه أخرى كمياه الصرف الصحي إلى نهر دجلة أو أي مجار مائية ترد إلى الأراضي العراقية من داخل الأراضي السورية من المشروع باعتبار أن ذلك يمثل عاملاً مؤثراً في زيادة تلوث مياه النهر الواردة إلى الأراضي العراقية.

4- مشروع سد كهرومائي على نهر الفرات في جرابلس: إن بناء مثل هذا النوع من السدود الكهرومائية في جرابلس سوف يساهم في تغطية احتياجات منطقة كوباني من الكهرباء والماء.

5- مشروع استخراج السِّجـِّيل الزيتي واستخدامه في محطة لتوليد الكهرباء في عفرين: السِّجـِّيل الزيتي (الصخور النفطية أو صخور القار أو الطفلة الزيتية أو السِّجـِّيل النفطي) وهو مادة صلبة تحتوي بذاتها على مواد عضوية نباتية وحيوانية تسمى الكيروجين، ويتحول بالتسخين إلى نفط غير تقليدي. يدخل في تركيبه معظم مكونات النفط بدءاً من الغاز وانتهاءاً بالبيتومين، وهو من أهم البدائل المستقبلية لإنتاج الطاقة وقيام الصناعات البتروكيماوية.

لم يتحول بفعل الطبيعة إلى نفط تقليدي سائل بسبب عدم تعرضها للحرارة خلال فترة كافية. وعلى هذا الأساس تحتوي هذه الصخور على مواد طاقة غير متكاملة التكوين يمكن تسخينها فينفصل الكيروجين عنها ليصبح مادة طاقية سائلة أو غازية. يقع مكمن السِّجـِّيل الزيتي في فركول في منطقة عفرين، إذ يقدر الاحتياطي منه بحدود خمسة عشر مليار برميل. ويمكن استغلاله باقتلاعها وتكسيرها وإحراقها مباشرة كما هو حال الفحم الحجري لتوليد الطاقة الكهربائية. وتستوجب هذه الطريقة محطات كهربائية ملائمة تختلف عن تلك التي تعمل بالوقود الأحفوري.

ويمكن إنشاء مشروع استخراج السِّجـِّيل الزيتي واستخدامه في محطة لتوليد الكهرباء في عفرين من أجل سد الحاجة من الكهرباء في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أنَّه تتبع هذه الطريقة في البرازيل والصين وألمانيا وبخاصة في إستونيا التي تعتمد عليها اعتماداً كلياً. ويقدر تكلفة مثل هذا المشروع 1,5 مليار دولار تتراوح طاقتها بين ستمائة وتسعمائة ميغاوات. وبذلك نرى أنَّ مشاريع البنية التحتية ضرورية جداً للبناء الاقتصادي في كُردستان سوريا وذلك طبعاً بعد تحقق الاستقرار السياسي. إنَّ أول أوليات إعادة الإعمار لسوريا عموماً وكُردستان سوريا خصوصاً يجب أن يبدأ بالمباشرة بتنفيذ تلك المشاريع الضخمة. البريد الالكتروني: [email protected] رابط الجمعية على الفيس بوك https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك