اتجاه متسارع نحو ضربة عسكرية لسوريا وأميركا تؤكد جاهزية جيشها.. والجامعة العربية تحمل دمشق مسؤولية الكيمياوي

ملفات ساخنة 28 أغسطس 2013 0
+ = -

 

كورد ستريت/أكدت واشنطن جاهزيتها لتوجيه ضربة لسوريا عقب اتهام نظام الأسد بقصف منطقة الغوطة بالأسلحة الكيمياوية، وسط إجراءات غربية للضربة ومعارضة من جانب حلفاء دمشق، التي أكد وزير خارجيتها أن لا دليل على اتهامات الغرب لنظامه. وفي الأثناء أبلغت قوى غربية المعارضة السورية أن الضربة ستكون خلال أيام.

وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أكد أن الجيش الأميركي جاهز لتوجيه ضربة لسوريا فور تلقيه أمرا بذلك من الرئيس باراك أوباما.

وجاءت تصريحات هيغل بعد أن كان البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكدا أن أسلحة كيمياوية استخدمت بالفعل ووجها اتهامات مباشرة لنظام دمشق بالوقوف وراءها.

وفي هذا السياق أعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون أن القوات المسلحة تضع خططا لعمل عسكري محتمل ردا على هجوم كيمياوي مفترض في سوريا.

وقال المتحدث نقلا على لسان كاميرون للصحفيين إن شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا “شيء مقيت تماما”، ويتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي، مؤكدا أن بريطانيا تدرس اتخاذ “رد مناسب”.

وطبقا للمصدر نفسه فإن كاميرون شدد على أن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم، وكان كاميرون قد قطع عطلته أمس ليعود إلى لندن، لمتابعة الموضوع السوري، كما دعا البرلمان إلى قطع عطلته الصيفية لبحث الرد في سوريا.

كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود عقب اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أوباما يدرس “مجموعة كاملة” من الخيارات ضد سوريا.

وفي أنقرة وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي بأنه يمثل “جريمة ضد الإنسانية” واختبارا للمجتمع الدولي.

وشدد أوغلو على أن “هذه الجريمة ينبغي عدم السكوت عنها، وما ينبغي فعله يجب فعله، بات واضحا اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا”.

وفي خضم التصعيد باتجاه التدخل المسلح، كشفت وكالة رويترز عن أن الدول الغربية أبلغت المعارضة السورية في اجتماع عقد في إسطنبول بأن الضربة العسكرية ستكون خلال أيام.

كما قررت الولايات المتحدة اليوم إلغاء اجتماع كان مقررا مع مسؤولين روس في لاهاي غدا الأربعاء للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيمياوي.

وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور. وقال البيت الأبيض إن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من مشاورات ثنائية على مستوى عالٍ، وتناول الأوضاع في إيران ومصر وسوريا وقضايا أمنية أخرى في المنطقة.

وكان محللون عسكريون قالوا إن الضربة المتوقعة ستكون لمعاقبة نظام دمشق وليس لإسقاطه، مرجحة التركيز على استخدام الطائرات والصواريخ، لضرب أهداف عسكرية سورية انطلاقا من حاملات طائرات في البحر المتوسط.

وفي خطوة تؤكد الاتجاه نحو خيارعسكري، أعلنت روسيا أنها ستسحب أسطولها من ميناء طرطوس السوري فور حدوث تصعيد بالمنطقة. كما بدأت روسيا بإجلاء رعاياها ورعايا منظمة الدول المستقلة من سوريا.

دمشق وحلفاؤها
لكن روسيا إلى جانب حليفي نظام دمشق الصين وإيران واصلوا التحذير من أي تصعيد عسكري، وقالت موسكو إن له “عواقب كارثية” داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.

وحذرت إيران الغرب من أن أي هجوم عسكري على سوريا، ستكون له بالقطع عواقب خطيرة على المنطقة، وأن التعقيدات والعواقب المترتبة على الهجوم المحتمل لن تقتصر على سوريا بل ستشمل المنطقة كلها.

وقالت الصين إن أي هجوم على سوريا سيكون خطيراً وغير مسؤول، وإنه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بادعاءات أميركية “زائفة” حول وجود أسلحة دمار شامل فيه.

ومن جانبه أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده لديها أدوات دفاع ستفاجئ بها الآخرين في حال تعرضها لهجوم غربي، وتحدى الذين يتهمون سوريا باستخدام السلاح الكيمياوي في ريف دمشق أن يقدموا أدلتهم للرأي العام. وأضاف أن “أي عدوان على دمشق سيخدم إسرائيل وجبهة النصرة”.

وقال المعلم في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء إنه لا يجزم بحدوث ضربة عسكرية لبلاده، “لكن في حال قيامهم بضربة عسكرية أمامنا خياران إما الاستسلام أو الدفاع عن أنفسنا، وسندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة”.

وبيّن أن ما يجري في سوريا والعراق هو تنفيذ لسياسية مرسومة من عام 2009 للوصول إلى طهران، وأضاف “لذلك فإننا والإيرانيين في خندق واحد”.

في الأثناء قالت الأمم المتحدة اليوم إنها أرجأت زيارة كان من المزمع أن يقوم بها خبراء الأسلحة الكيمياوية إلى موقع قريب من دمشق لأسباب أمنية.

وأوضح المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق أنه وبعد هجوم قناصة على الخبراء يوم الاثنين “فقد انتهى تقييم شامل (للموقف) إلى أن الزيارة يجب أن تؤجل ليوم واحد حتى يتحسن استعداد الفريق ودواعي سلامته”.

روسيا وأميركا
وفي تطور لافت، قررت الولايات المتحدة اليوم إلغاء اجتماع كان مقررا مع مسؤولين روس في لاهاي غدا الأربعاء للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيمياوي.

بدورها أبدت روسيا أسفها للقرار الأميركي، وحذرت من “عواقب كارثية” إذا أقدمت الولايات المتحدة على عمل عسكري في سوريا، داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.

وقال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي “إنه مما يدعو للأسف أن شركاءنا قرروا إلغاء الاجتماع الثنائي”، الذي كان مقرراً أن يحضره كبار الدبلوماسيين من البلدين في لاهاي.

وأوضح غاتيلوف في حسابه على موقع “تويتر” أن مثل هذه المحادثات مفيدة لو أنها انعقدت في وقت “تلوح فيه نُذُر عمل عسكري ضد هذا البلد”، في إشارة إلى سوريا.

وتابع قائلاً إن الولايات المتحدة اتخذت قرار تأجيل الاجتماع بشكل منفرد، مضيفاً أن هذا أمر “يؤسف له”.

وقال مسؤول بارز بالخارجية الأميركية إن بلاده قررت تأجيل اجتماع بين مسؤولين أميركيين مع وفد روسي، وذلك “في ضوء مشاوراتنا الجارية بخصوص الرد المناسب على الهجوم بالأسلحة الكيمياوية بسوريا في 21 أغسطس/آب”.

وأضاف “سنعمل مع نظرائنا الروس لتحديد موعد جديد للاجتماع، ذلك أننا لطالما أوضحنا -وعلى نحو عززته أحداث 21 أغسطس/آب- أنه يتحتم علينا التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم للأزمة في سوريا”.

مجموعة خيارات
في أثناء ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود اليوم الثلاثاء أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس “مجموعة كاملة” من الخيارات ضد سوريا رداً على الهجوم بأسلحة كيمياوية على مدنيين بالقرب من دمشق.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض الأميركي أن أوباما ورود أعربا خلال اتصال هاتفي عن “قلقهما الشديد إزاء تقارير عن استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد مدنيين قرب دمشق يوم الأربعاء”.

وأضاف البيان أن الزعيمين “بحثا الردود المحتملة للمجتمع الدولي”.

وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور.

وقال البيت الأبيض إن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من مشاورات ثنائية على مستوى عالٍ، وتناول الأوضاع في إيران ومصر وسوريا وقضايا أمنية أخرى في المنطقة.

الكونغرس على الخط
من جهة أخرى، أبلغ رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر البيت الأبيض أمس بضرورة أن يتشاور مع الكونغرس قبل أي رد على استخدام الحكومة السورية فيما يبدو أنها أسلحة كيمياوية.

وقال بريندان باك المتحدث باسم بينر في بيان “أوضح رئيس مجلس النواب أنه قبل القيام بأي عمل يجب إجراء مشاورات ذات مغزى مع أعضاء الكونغرس وأن تكون هناك أيضاً أهداف محددة بوضوح وإستراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار”.

وكان مسؤولون بالبيت الأبيض قالوا أمس الاثنين إنه لا سبيل لإنكار أن أسلحة كيمياوية قد استُخدمت، وإنه لا يوجد شك في أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن إزهاق أرواح المئات من الرجال والنساء والأطفال.

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الدليل على استعمال النظام السوري أسلحة كيمياوية أمر لم يعد بالإمكان إنكاره، وأن المؤشرات على ذلك تأتي من جهات ومصادر غير الإدارة الأميركية، من بينها منظمات دولية وشهود عيان على الأرض.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قال إن السلاح الكيمياوي استعمل فعلا في سوريا، واتهم نظام الرئيس بشار الأسد بالسعي بشكل حثيث لطمس الأدلة بالمناطق التي تعرضت للهجوم في ريف دمشق.

ووصف كيري -في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مساء الاثنين- ما حدث في سوريا بأنه “جريمة جبانة”، وقال إنها يجب أن تهز ضمير العالم كله، واعتبر أن القتل العشوائي للمدنيين “أمر مشين وغير أخلاقي”.

 الجامعة العربية تحمل دمشق مسؤولية الكيمياوي
ان مجلس الجامعة العربية في اجتماع طارئ، عقده اليوم الثلاثاء في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين، ما وصفها بالجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري في منطقة الغوطة الشرقية.

وحمل المجلس الحكومة السورية المسؤولية كاملة عن هجوم الغاز الذي تقول المعارضة إنه وقع الأسبوع الماضي في الغوطة بريف دمشق وقتل فيه مئات المدنيين. وطالب بتقديم كل مرتكبي الهجوم لمحاكمات دولية.

وقال بيان للجامعة صدر عقب الاجتماع إن “النظام السوري ومن خلال استخدامه أسلحة كيمياوية محرمة دوليا يستخف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف”.

ودعا البيان إلى تقديم كل أشكال الدعم للشعب السوري من أجل الدفاع عن نفسه، وأكد أن المجلس سيبقى في حالة انعقاد لحين اجتماع المجلس الوزاري المقرر بعد نحو أسبوع.

من جانبه طالب نبيل العربي الأمين العام للجامعة أثناء الجلسة بإيجاد مسارات آمنة لقوافل الإغاثة وفريق خبراء الأسلحة، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه تلك الجريمة.

وتحفظت الجزائر على فقرة من قرار المجلس والمتعلقة باللجوء إلى مجلس الأمن، بينما لم تصوت العراق على فقرتين من مشروع القرار، لكنه سجل “الإدانة الشديدة لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين العزل وتحميل المسؤولية كاملة للطرف الذي قام باستخدام تلك الأسلحة، بعد ثبوت الأدلة الدامغة على وقوع الجريمة البشعة”، فيما نأى لبنان بنفسه عن هذا القرار

المصدر:الجزيرة نت

البرلمان التركي يصدر مذكرة لإعلان الحرب ضد الأسد
ورد للتو أن البرلمان التركي أصدر مذكرة لإعلان الحرب ضد النظام السوري الذي يتزعمه بشار الأسد، بعد أيام من مجزرة الكيماوي بالغوطة.

وكانت وسائل إعلام تركية قد أوضحت أنه من المرتقب أن يعلن البرلمان التركي في الساعات القليلة المقبلة السماح للجيش بالمشاركة في الحرب على نظام بشار الأسد.

فيما أعلنت روسيا تخليها عن حليفها الأسد، وإعلان سحب أسطولها البحري فور التصعيد العسكري ضد سوريا.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك