النفاق السياسي وأهمية تجنب االعاطفة وردة الفعل..
كوردستريت || آراء وقضايا
بقلم محمود برو
في مشهدنا السياسي، تظهر بين حين وآخر وجوه وشخصيات لها نوع من التأثير في ساحة العمل السياسي. هذا التأثير الذي اكتسبوه بطريقة تقليدية نمطية نتيجة نقاوة قلوب الجماهير الكوردية وعطشهم إلى الحرية لاسيما عندما لايجدون في الميدان غيرهم.
عقليات هذه الشخصيات مريضة وتفكيرهم معطل رغم ذلك لايعترفون بالنقص لديهم بل ينغمسون في فخ الغرور الذاتي وجنون العظمة، يتعاملون مع الآخرين بطريقة الإنفعال وردة الافعال مستخدمين الأساليب الملتوية و النفاق بين الناس لإخفاء وجههم الحقيقي وخداعهم لتحقيق مآربهم الأنانية الضيقة.
هكذا ساسة يستخدمون مهارة فائقة في الديماغوجية ليصلوا إلى تحقيق غاياتهم لكنهم سرعان ما يسقطون أمام شعوبهم، كونهم يظهرون للناس بوجهين مختلفين علما ان الله خلقهم بوجه واحد.
المشكلة الكبرى هي أن البعض منهم يتعاملون بأربعة وجوه ويعتبرونها شطارة وذكاء لاسيما عندما تتعلق الأمر بالقضية والمصلحة العامة والتي لاتتواجد اصلا في قاموسهم الحقيقي.
هؤلاء يهمهم جيوبهم وامتيازاتهم قبل أي شئ آخر وتجربة السنين الماضية هي دليل دامغ على ذلك.
يتكلمون عن المقدسات والسياسة الدولية والمشاريع الكونية وعلم الذرة والفلك والفيزياء والتاريخ ويعتبرون أنفسهم علماء او خريجي الجامعات، لكنهم ضعيفي النفوس ولاقيمة لهم في الواقع، بل إنهم بارعين في سياسة تخوين واتهام الآخرين وتشويه سمعة المناضلين والإختفاء تحت العباءات الوطنية وصنع العاهات كما كان يعمله زيطه في زمانه وذلك لجذب اهتمام الآخرين وكسب عاطفتهم لغاية في نفسهم.
اعتقد انهم لايصلحون لسياسة المرحلة التي تتطلب الصدق والوفاء والجرأة والكفائة وحب الوطن والشعب ووضعهم فوق كل المصالح كونهم يؤمنون تماما بأن العلوم السياسة هي ممارسة فن الكذب والخداع بين الناس لتحقيق أهداف شخصية بحتة عكس التعريف الحقيقي بأن العلوم السياسية هي إحدى فروع العلوم الاجتماعية التي تدرس نظرية السياسة وتطبيقاتها ووصف وتحليل النظم السياسية وسلوكها السياسي وأثرها على المجتمع. هذه الدراسات تكون غالبا ذات طابع أكاديمي التوجه يستخدمها الشريحة السياسية لإدارة أمور المجتمع من جميع النواحي الاجتماعية والإقتصادية والإدارية والقانونية والثقافية والقضائية ضمن اطار ميثاق إخلاق العمل المهني.
السياسة يفرض على السياسي ان يتحلى بالعقل والحكمة في إدارة الأمور واتخاذ القرارات، وتجنب ردة الفعل وعدم وضع العاطفة امام المبدأ، والتعامل بصدق وإخلاص وشجاعة مع الآخرين.
عجبا لكم ايها الساسة، عفوا، ايها المقادين.
نتذكر تماما الهجوم البربري التركي واحتلالها ل عفرين وگري سبي وسري كانيه بعمليات عسكرية رهيبة باسم درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام وبمساندة الميليشيات التكفيرية الذين أحرقوا الأرض والحجر والشجر إضافة إلى الانتهاكات الفظيعة في تلك المناطق بحق بنات وابناء شعبنا من قتل وتعذيب واعتقال وتهجير وهتك الأعراض ولم نسمع او نرى اية ردة فعل منكم، ولم تحركوا الجماهير قيد أنملة، بل نطقتم مفردات مرفوضة قالبا ومضمونا كا تركيا دولة جارة ولنا حدود مشتركة معها.
أما عندما وصلت المسألة إلى شخصكم فاصابكم الهستريا وضربة الصاعقه في ادمغتهم فدخلتم مرحلة الهيجان والفوران وعدم الإستقرار التخبط وحالة الجاهزية القتالية العالية.
المنطقة أمام تغييرات قد تكون مفاجئة، المشروع الأمريكي الجديد بدأت معالمه تتوضح لاسيما بعد تسمياتهم المرفوضة واستخدامهم لمصطلحات هادفة ((شر ق وغرب الفرات او شمال شرق سوريا)) بهدف فصل المنطقة الكوردية من بعضها للحيلولة دون وصول حدودها إلى البحر الأبيض المتوسط، الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي الهام للجزء الكوردستاني الملحق بسوريا.
التاريخ يسجل ولا يرحم يا كوردو، الشعب ينتظر ساعة الصفر, ساعة الحرية وتقرير المصير وليس ساعة الهدم والتشرزم والتدمير.
