الأوراق الأمريكية تنثر رمادها على أسطح المجتمع الدولي …بقلم كاوى توفيق

آراء وقضايا 09 ديسمبر 2017 0
الأوراق الأمريكية تنثر رمادها على أسطح المجتمع الدولي …بقلم كاوى توفيق
+ = -

كوردستريت | مقالات |

منذ بداية خلق الله تعالى المخلوقات على وجه الخليقة أصبح الضعيف تحت سيطرة القوي الذي تمرّد على الضعيف وأكل حقوقه وقصة الأخوان قابيل وهابيل ليست بغريبة على أحد ،حيث قتل القوي الضعيف ،وهذا القانون ليست مقتصرة على بني الإنسان بل تتعداه إلى الحيوانات حيث يسيطر الأسد على كافة حيوانات الغابة باعتباره الأقوى لذلك يسمى هذا الصنف من السيطرة “قانون الغاب ”

 

وهذا ماتطبقه حالياً الدول القوية على الدول الضعيفة ،ففي مسائل العراك سواءً أكان سياسياً أم عسكرياً فالجزم يكون بانتصار الدولة صاحبة القوة الأكبر فقديماً عندما بدأت الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا استطاع الأسطول الأمريكي أن يرغم الأسطول الروسي على التراجع ،واحتفل الأمريكيون بهذا الفوز ولكن الشيء الذي لم يكن في حسبان أمريكا أنها وقعت في مشكلة أخرى جراء الفوز الذي جنته ،

 

 

ألا وهي أنها لم تحافظ على ماء وجه روسيا ،ما أدى إلى تمدد المشكلة إلى الوقت الحاضر وإذا أُتيحت الفرصة المناسبة لروسيا فإنها فستبيد أمريكا عن بكرة أبيها . وإذا ماطُبقت ماذُكر آنفاً على الوقائع الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ،فسيكون إقليم كردستان أكبر شاهدٍ على أنّ التاريخ يعيد نفسه ولكن دون جديد ،فأمريكا لم تعتبر من حربها الباردة مع روسيا ووقعت في الفخ ذاته مع إقليم كردستان ،

 

لأنّ الإقليم لم يرضخ لقرار أمريكا بتأجيل الاستفتاء ولم يرضخ لأيّ دولةٍ تريد تأجيل أو الإلغاء ، فهنا كان الإقليم بين نارين ،إما أن تلغي الاستفتاء (أمريكا) ،

 

أو التصويت بالاستقلال والعيش ضمن حدود دولة كوردية ( الشعب) وهنا جاءت الضربة القاضية للإقليم حيث قامت أمريكا بتحريك أجنداتها (ايران) لضرب الكورد في كركوك وإرجاعها إلى خطوطها الأولى،وحققت أمريكا ماتريد واضطر الكورد للانسحاب من كركوك ومن جميع المناطق المتنازع عليها ،

 

ليس هذا فحسب بل أصبحت مضطرة إلى القبول ببعض الشروط التي اشترطتها الحكومة العراقية حيث لم تكن تساوم على هذه الشروط أبداً،، لأنها كانت تنظر إليها على أنها خطوط حمراء لايمكن تجاوزها ،تتالي هذه الأحداث أفقدت ثقة الكورد بأمريكا لأنّ أمريكا لم تحافظ على ماء الوجه لدى الإقليم كما فعلت مع روسيا سابقاً.

وإن صح التعبير فإنّ الإقليم بات ينتظر الفرصة المناسبة للنيل من أمريكا وإفشال مخططها المعادي للدولة الكوردية . ووسط هذه الدوامة وهذا العراك السياسي “مافعلته أمريكا مع الكورد “تفاوتت الآراء والظنون لدى الدول والشعوب العربية الذين استوصوا بأمريكا خيراً ظناً منهم أنها فعلت مافعلته تضامناً وحبّاً بالعرب وبوحدة الدول العربية ،ولكن سرعان ما كُشف الغطاء وبانت الخيوط الأولى من الفجر ،ب

 

عدما نشرته السفارة الأمريكية على حسابها الرسمي على تويتر من إعلان رئيسها “دونالد ترامب ” القدس عاصمةً لإسرائيل ،الأمر الذي أثار فرحةً وبهجةً في الأوساط الإسرائيلية ،حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو ” أنّ هذا الإعلان هو يوم تاريخي ومشرق في تاريخ اليهود .

 

كما وأثارت سخطاً دولياً وعربياً ،فهنالك من ندّد وشجب ،ومن رفض ،ولكن في الحقيقة إن آل الأمر إلى الواقع فلن يكون هنالك معارضٌ أو مندّدٌ ،فالجميع سيصفّق لأمريكا وبالأخص الحكام والملوك العرب الذين يتربعون تحت أقدام الإدارة الأمريكية والتي تتأثر كثيراً باللوبي الصهيوني ،،وكل مايفعله الحكام العرب إنما هو الحفاظ على كرسي السلطة .

فجميع الدول وعلى وجه الخصوص الكورد إن أرادوا دولةً ذات سيادةٍ بعيدة عن أمريكا فعليهم اتباع سياسة الاكتفاء الذاتي من مصانع غذائية ومصانع لصنع الأسلحة والأهم من ذلك توحيد البيت الكوردي ،الذي إن تأسس لاتستطيع أقوى الدول هدمه ….

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك