“الادارة الذاتية “أخطاء مكررة و مستقبل تعليمي مجهول

آراء وقضايا 16 يونيو 2020 0
“الادارة الذاتية “أخطاء مكررة و مستقبل تعليمي مجهول
+ = -

كوردستريت || الآراء 

أثار قرار الادارة الذاتية في شمال شرق سورية بخصوص منع تدريس منهاج وزارة التربية السورية لطلاب الثالث الثانوي ( البكالوريا ) و الاقتصار على تدريس المنهاج المعتمد من قبل الادارة الذاتية ، ضجة كبيرة بين مؤيد و معترض ، و بحسب ما وصلني فإن عدد المعترضين أكثر بكثير من مؤيدي هذا القرار .
قبل الغوص في الحديث عن هذا القرار ، اسمحوا لي أن أنقل لكم باختصار تجربتي الشخصية مع قرارات مشابهة طُبِّقتْ في عفرين في مرحلة ما قبل الاحتلال .

باختصار بدأت عملية تغيير المناهج ، و اقتصار العملية التعليمية على منهاج الادارة الذاتية ، ولاقت العملية تململا” شعبيا” لكن بكل صراحة كان تململا” أشبه بالغمز واللمز و الهمس ، الذي استخدمه المعنيون كحجة لإضعاف موقفي قائلين : ( أنت فقط الذي يعترض إذاً المشكلة فيك أنت ما بيعجبك شي ) ،
أما بالعلن فكنت من القلائل الذين عبروا عن رفضهم للخطوات المتبعة ، مفنداً هذه الخطوات بشكل علمي على اعتبار أن موضوع العملية التعليمية هو من اختصاصي ،
و لم أكتفي بالرفض فقط بل قدمت اقتراحات و أعلنت عن استعدادي لتقديم دراسة شاملة عن سلبيات القرارات المتبعة ، و تقديم اقتراحات لقرارات منهجية علمية راسخة ،
خلاصة مشروعي مبني على فكرة أنه علينا البدء بتعليم اللغة الكردية ، و ليس التعلّم باللغة الكردية و ذلك لعدة أسباب :
1- تعليم اللغة الكردية و التركيز على محو الأمية لدى كافة شرائح المجتمع طلاب – أهالي – كبار – صغار – موظفون – فلاحون – عمال
و هنا نحقق انتشار واسع للغة الكردية الفصحى وليس فقط العامية حيث نؤسس بذلك أرضية ثابتة لغوية لنصل بعد سنوات إلى مرحلة التعلّم باللغة الكردية .

2- عدم وجود كادر اداري و تعليمي أكاديمي مؤهل لمثل هذه الخطوة ( إن تحدثنا بواقعية عن عفرين فإن بعض الاداريين المسؤولين عن العملية التعليمية كانوا لا يحملون إلا الشهادة الابتدائية ، أما عن الكادر التعليمي فإحدى المعلمات كان عمرها 15 سنة ، خضعت لدورة مدتها أشهر لتصبح بعدها مدرّسة !؟ نعم مدرّسة بعمر ال 15) .

3- تغيير المنهاج و منع تدريس منهاج وزارة التربية أدى إلى اتخاذ الحكومة السورية قراراً بعدم الاعتراف بالعملية التعليمية و بالشهادات الصادرة عن الادارة الذاتية ،
بينما لو تم الاكتفاء بتعليم اللغة الكردية مع المحافظة على منهاج وزارة التربية كانت الحكومة السورية على استعداد لتغطية هذه الخطوة و بالتالي الاعتراف بالعملية التعليمية ، وتم نقل هذا الكلام للعديد من المعنيين في الادارة و يعلمونه جيدا”.

4- عدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن الادارة الذاتية دفع بالآلاف من العفرينيين لاتخاذ عدة خطوات سعياً لتأمين مستقبل أبنائهم :
فقسم ممن يملكون القدرة المادية قرر الهجرة الخارجية إلى أوروبة ،
و قسم قرر الهجرة الداخلية إلى حلب و طرطوس و اللاذقية ،
و قسم ممن أوضاعهم المادية متوسطة أو تحت الوسط كانوا يرسلون أبناءهم ليأخذوا المنهاج الحكومي من خلال حصص ودروس خصوصية خفية” ضمن منازل المدرسين وبأسعار مضاعفة ليخضعوا لاحقاً للامتحانات الرسمية في مدارس نبل و الزهراء .
و هنا من المفيد أن أذكر أن مركز الدراسات التابع للادارة الذاتية خلُصَ في بحث أعده وقتئذ عن هجرة قسم من العفرينيين أن أحد أهم أسباب الهجرة هي العملية التعليمية .

المضحك المبكي :
أن قسماً كبيراً ممن كان ينتقد موقفي و يهاجمني محرضاً و مخوناً، و مدافعاً عن قرارات الادارة الذاتية متغزلاً بهذه القرارات الاستثنائية العظيمة ، هم أنفسهم ( جلّهم من أصحاب المناصب في هيئات و مؤسسات الادارة الذاتية ) قاموا بإرسال أبنائهم إلى حلب و طرطوس و اللاذقية .
وأكثر ما يحز في نفسي هو ضياع المستقبل العلمي لأبناء الطبقة الفقيرة (( تلك الطبقة التي يصح فيها الوصف أنها ومن رحم المعاناة عادة ما تكون الطبقة الأكثر إنجاباً للعباقرة و المتفوقين دراسياً ))
فالعوز المادي حرمهم من استكمال تعليمهم .
و يبقى السؤال ( إن كان الحفاظ على اللغة الكردية هو الهدف ) :
إن كنت تستطيع أن تحقق هدفك بخطوات متأنية لكنها مدروسة و راسخة ، و بالتالي دون خسائر
فلماذا الإصرار على تكرار ذات الأخطاء والاجراءات و القرارات التي من وجهة نظري غير صائبة ؟؟؟؟!!!!!

ريزان حدو

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك