الحسكة : “المشفى الوطني” محافظ الحسكة على وشك إيقاف القطاع الصحي بالحسكة بحجة خروجه عن السيطرة !!

حول العالم 26 مارس 2017 0
الحسكة : “المشفى الوطني” محافظ الحسكة على وشك إيقاف القطاع الصحي بالحسكة بحجة خروجه عن السيطرة !!
+ = -

كوردستريت |وكالات |

صراع النفوذ يطيح بالمشفى الوطني الوحيد بالحسكة قام ” محافظ الحسكة ” المدعو جايز حمود الموسى بشكل تدريجي منذ توليه منصبه في” المحافظة ” , بتخفيض مخصصات الإنفاق على القطاع الصحي في المحافظة , وخاصة المشفى الوطني بمدينة الحسكة , وهو المشفى الحكومي الوحيد بالمدينة , وذلك بحجة انه خارج سيطرة الحكومة , مع أن أغلب المشافي والمراكز الصحية تُعتبر خارج السيطرة منذ عام 2012 !! ولكنها لا تزال تقدم خدماتها – وهي تحت سيطرة عناصر الأسايش – ولو بالحد الأدنى .

وكان جايز الموسى محافظ النظام في الحسكة , قد اتفق مع سلطات الإدارة الذاتية , مطلع العام الجاري , على تحييد المشفى الوطني بالحسكة عن مناطق النفوذ , وتفعيله , وتزويده بكل ما يلزم , بشرط خروج عناصر الأسايش من مبنى المشفى , وبقائهم في محيطه , وتقديم الخدمة الطبية للعسكريين في الجيش السوري , في حال الحاجة إلى ذلك . ولكن ما حدث , أن الأسايش لم تفِ بالتزاماتها , ولم تقم بإخراج عناصرها , واكتفت بإعلان استعدادها لإخلاء المبنى الرئيسي , والتمركز في المباني الملحقة , مثل المرآب واللجنة الطبية وسكن الأطباء , مما دعا المحافظ لتخفيض المخصصات تدريجياً , حيث اتخذ منذ يومين , قراراً بإيقاف دعم المحروقات نهائياً , وقبلها خفض كمية الأدوية ,

وقبلها خفض كمية مواد غسيل الكلية والمواد المخبرية , وهكذا , بحيث لم يعد المشفى يقدم 20 % من الخدمات الطبية . إيقاف نهائي. تقول أوساط مقربة من المحافظ , أن قرار إيقاف المشفى نهائياً قاب قوسين أو أدنى , بعد أن حصل المحافظ على موافقات من وزير صحة النظام والمسؤولين الأمنيين , وبالطبع باقتراح من مدير صحة الحسكة الدكتور محمد رشاد خلف , الذي يُعتبر أقدم مدير دائرة في المحافظة . إذ عاصر هذا المدير حتى الآن أربع محافظين , ولم يستطع أي منهم اقتلاعه من منصبه , بل كان هو ذاته على وشك أن يصبح محافظاً منذ فترة .

” المشفى الوحيد في المدينة ” وبالعودة لموضوع المشفى , فهو المشفى الوحيد في المدينة الذي يقدم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين , ويخدم منطقة واسعة في المدينة وريفها وخاصة الجنوبي , كما يخدم عشرات الآلاف من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين , وخروجه من الخدمة يعني كارثة صحية بمعنى الكلمة , فالقطاع الطبي في المدينة يعاني – أصلاً – من أزمات حادة من ناحية الكوادر البشرية ونقص المواد وتعطل الأجهزة , ومع ذلك يستقبل المشفى يومياً المئات من الحالات الإسعافية المختلفة بينها قرابة 20 حالة غسيل كلية و30 ولادة طبيعية وقيصرية , إضافة لضحايا الألغام والحرائق المتكررة كل يوم . غلاء فاحش .

يقول أحد العاملين في القطاع الصحي أن نفقات العلاج في القطاع الخاص حلّقت في الفترة الماضية إلى أرقام يعجز عن احتمالها أغلب الأهالي , فثمن تحليل السكر – مثلاً – ارتفع من 50 ل.س إلى 600 ل.س , وثمن تحليل بضع عناصر دموية بسيطة يتجاوز 3,000 ل.س , وثمن أي صورة شعاعية يفوق 2.500 ل.س , وثمن المعاينة يتجاوز 2,000 ل.س بدون تخطيط أو تصوير إيكو !! ناهيك عن العمليات الجراحية التي تبدأ تكلفتها من 70.000 ل.س لعملية الفتق وهي أبسط العمليات الجراحية , إلى سقف غير منته .

ويضيف أن أي مراجعة طبيب بأبسط الحالات المرضية مثل الكريب تتطلب مبلغ 10.000 ل.س وما فوق !! الصراع إلى أين ؟؟ الخلافات بين الإدارة الذاتية والمحافظ تتصاعد بخصوص القطاع الصحي , وقد وصل الأمر مؤخراً للقطيعة , بعد أن بذلت عدة جهات وساطتها بين الطرفين , وكلا الطرفان في صدد اتخاذ إجراءات مضادة , فالإدارة الذاتية تمتلك الكثير من الأوراق أيضاً , فمسلحوها يسيطرون على أغلب المنشآت الصحية في المحافظة , كما أن أكثر من نصف الكادر الطبي مرتبط بهذه الإدارة بشكل أو بآخر , ويضاف إلى ذلك أن العديد من المنظمات تعمل بشكل حر أكثر في ظل الإدارة (مثل منظمة أطباء بلا حدود) بينما تضيّق سلطات النظام على المنظمات ولا تسمح لها بأي نشاط إلا وفق شروط قاسية .

المواطن هو الضحية !!! طالما كانت النزاعات بين النظام و الإدارة الذاتية تتسبب بمآسي على أهالي الحسكة , وطالما راح المواطنون ضحية لنزاعات الطرفين وتمثيلياتهم , والقطاع الصحي بقي خلال الفترة الماضية بعيداً – نوعاً ما – عن صراعات النفوذ , ولكن يبدو أن هذه المرة ستكون مختلفة , وسيكون هذا القطاع في عين العاصفة . يشار إلى أن المشفى الوطني في مدينة الحسكة خرج عن الخدمة نهائياً أثناء الاشتباكات التي دارت في المدينة منتصف شهر آب الماضي , وقد قامت مسؤولة الأسايش آنذاك – المدعوة شيندا – بنهب موجودات المشفى من الأدوية والمستلزمات الطبية وبعض الأجهزة .

وقد عاد للخدمة بعد التهدئة , إلا أنه منذ ذلك الحين بدء يتراجع في تقديم خدماته نتيجة نقص الإمداد من قبل مديرية الصحة التابعة للنظام . وحالياً يحتل عناصر الأسايش قسم الحروق في الطابق الثالث (وهو القسم الوحيد المتخصص في المحافظة كلها) , كما يحتل مسلحو الدفاع الذاتي قسم الجراحة , ومسلحو السوتورو قسم الأمراض الداخلية .

بالإضافة لتمركز الميليشيات الانفصالية أمام الباب الرئيسي وفي مخفر الشرطة وبنك الدم ومدرسة التمريض .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك