الدولة الإسلامية ستخسر الموصل والرقة…ماذا بعد ذلك

صحافة عالمية 07 يوليو 2017 0
الدولة الإسلامية ستخسر الموصل والرقة…ماذا بعد ذلك
+ = -

صحيفة واشنطن بوست الأميركية تستشرف مرحلة ما بعد سقوط “الدولة الاسلامية” في الموصل والرقة متوقعة مرحلة صعبة في ظل عدم القضاء على جذور الاسباب التي أدت إلى ظهور “الدولة الاسلامية”.

كتب إسهان ثارور في واشنطن بوست:

أخيراً يتم إخراج مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” من معقليهم الرئيسيين: مدينة الموصل شمال العراق ومدينة الرقة شرق سوريا. طوال ثلاث سنوات سيطروا على مركزين حضريين، خصوصاً الموصل، بما يؤكد طموحاتهم لبناء خلافة حديثة. اليوم، وبعد أشهر من الغارات الجوية وهجوم طويل مدعوم من الولايات المتحدة، يتراجع المسلحون.

الأسبوع الماضي، أشاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستعادة مسجد النوري الكبير في الموصل، الذي تحول إلى أنقاض على أيدي المسلحين، وكأنها نهاية “خرافة “الدولة الاسلامية””. ويشار إلى أنه من هذا المكان أعلن أبو بكر البغدادي الخلافة.

حالياً، تخوض القوات العراقية المراحل الأخيرة من الحرب، في حرب شوارع شرسة تدور من بيت إلى آخر من أجل استعادة الأحياء المتبقية تحت سيطرة المسلحين.

من جهتها، قالت السلطات الأميركية الثلاثاء، إنّ حلفاءها في سوريا، أي قوات سوريا الديمقراطية، اخترقت جداراً يحيط بمدينة الرقة القديمة، حيث معقل “الدولة الاسلامية”.

وبعد أشهر من غارات جوية مستمرة على المدينة، سيتوجب على مقاتلي “الدولة الاسلامية” مواجهة عدوهم في الشوارع.

أكبر مسؤول مدني أميركي ينسق معركة تنظيم “الدولة الاسلامية” بريت ماكغرك، أشاد بهذه اللحظة قائلاً إنها “نقطة تحول رئيسية” في حملة تحرير الرقة. ولكن حتى لو أنّ “الدولة الاسلامية” يخسر، لا يعني ذلك أنه يمكن لأحد أن ينام على حرير.

لا يزال هناك عدد من المدنيين لا يمكن إحصاؤه، ضعيفاً ويحتاج إلى المساعدة، كما أنه يواجه خطر الجوع والمرض فضلاً عن الأعمال الوحشية التي يمارسها التنظيم.

في الموصل، لقي العشرات وربما المئات حتفهم في الغارات الجوية التي يقودها التحالف.

قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيولندا جاكمت، “يتحدث مدنيون فروا من التجارب المخيفة التي تعرضوا لها. تم القبض عليهم تحت القصف الجوي والمدفعيات القناصين والسيارات المفخخة”.

في الرقة أيضاً، مئات الآلاف من الأشخاص ألقي القبض عليهم في ظلّ الاشتباكات، وقد ارتفع عدد الإصابات نتيجة الغارات الجوية، كما القناصين، والإعدامات الوحشية التي نفذها جهاديو “الدولة الاسلامية” لبث الرعب في المدنيين في المدينة.

في هذا الإطار، يبدو تأمين السلام أصعب من كسب الحرب.

تقرير حديث لمركز مكافحة الإرهاب في “ويست بوينت” أكد على “أهمية ما بعد التحرير، الحكم والسياسات”، مسجلاً “مئات الهجمات التي نفذها “الدولة الاسلامية” في المناطق التي يفترض أنه طرد منها، مع الإشارة إلى استمرار وجود الخلايا المسلحة في المناطقة المحررة من سيطرتها.

وكتب صاحبا التقرير دانيال ملتون ومحمد العبيدي أنّ “إخراج “الدولة الاسلامية” من سوريا والعراق، على الرغم من أنه خطوة مهمة، لن يضمن تحقيق مهام ما بعد التحرير، أو يقلل من احتمال عودة ظهور “الدولة الاسلامية” أو منظمات إرهابية أخرى للاستفادة من السلام الهش”.

هنا تزداد الأمور تعقيداً. إن تحرير الموصل في العراق، هو الخطوة الأولى من دراما متوترة تتطور في البلاد، حيث أن الحكومة يهيمن عليها الشيعة في بغداد، وستصارع من أجل تأكيد سيطرتها.

أما الكرد العراقيون، الأساسيون في المعركة ضدّ “الدولة الاسلامية”، فيدفعون الآن إلى إجراء استفتاء من أجل الاستقلال في منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي.

ولا يزال السنة المحليون غير واثقين من عدد من الميليشيات المدعومة من إيران التي ساعدت في سد الفراغ الأمني.

“إنّ معظم الحرب ضد “الدولة الاسلامية” وقعت في منطقة لطالما شهدت حروباً للسيطرة عليها منذ اكتشاف النفط في كركوك عام 1930″ كتب جوست هلترمان من مجموعة الأزمة الدولية.

“الصراعات الأعمق هنا، بين العرب والكرد، بين الشيعة والسنة، بين القوى المجاورة كإيران وتركيا، وبين الكرد أنفسهم، ستتصاعد طالما أن المنتصرين، محصنين بإمدادات الأسلحة والتدريب العسكري التي تقدمها الحكومات الأجنبية، ينخرطون في التدافع من أجل الغنائم”.

الحملة في الرقة أيضاً، على قدر من التعقيد السياسي. إنّ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة “منبوذة” من قبل تركيا بسبب العلاقة مع حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

زميلتي آليس مارتنز أمضت يوماً، مؤخراً، مع أحد المنشقين عن قوات سوريا الديمقراطية على الجبهة في الرقة. وقالت “بعض القادة الذين التقيتهم بدوا كأنهم على علاقة مباشرة أكثر مع حزب العمال الكردستاني، يتحدثون بلهجة تركية وغيرها، رافضين البوح من أين أتوا”. وغالبا ما كانوا يجهلون أسماء القرى أو الأحياء التي كانوا يقاتلون فيها.

في واشنطن، يجهّز مخططون مدنيون وعسكريون للمرحلة المقبلة من الحرب بسوريا. تبدو المعركة وكأنها، كما كتبت زميلتي كارن دي يونغ، معقدة من شأنها أن تجعلهم في صراع مباشر مع الحكومة السورية والقوات الإيرانية للتنافس على السيطرة على امتداد الصحراء الشاسعة في الجزء الشرقي من البلاد”.

وقد وقعت اشتباكات مع قيام الولايات المتحدة بإسقاط طائرات بدون طيار تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران.

إنّ خطر تصعيد المشاركة العسكرية الأميركية في سوريا، الذي حاولت إدارة أوباما تجنبه، يبدو الآن حقيقياً تحت إدارة ترامب.

ويبدو أنه لا يزال هناك انقسام بين البيت الأبيض ومسؤولين في البنتاغون حريصين على تجنب الانزلاق إلى الحرب السورية واحتمال إزالة الأسد.

إن الفوضى المنتشرة والمجهول سيحلان مكان “الدولة الاسلامية”.

وفق شارلي وينتر من المركز العالمي للدراسات حول التطرف فإن “الحقيقة هي أنه بالرغم من العنف المفرط الذي استخدمه “الدولة الاسلامية” أظهر الأخير أيضاً قدرة على خلق البيئة الخاصة به، وهي بيئة مضطربة تقوم على الاستقطاب وتستوعب الفكر الجهادي على نحو جيد”.

في ظل هذا المناخ القائم، فإن جذور الأسباب التي أدت إلى ظهور “الدولة الاسلامية”، الاضطرابات السياسية، والتوترات الطائفية لن تعالج قريباً.   (الميادين)

  “الدولة الاسلامية” ستخسر الموصل والرقة. ماذا بعد ذلك؟ صحيفة واشنطن بوست الأميركية تستشرف مرحلة ما بعد سقوط “الدولة الاسلامية” في الموصل والرقة متوقعة مرحلة صعبة في ظل عدم القضاء على جذور الاسباب التي أدت إلى ظهور “الدولة الاسلامية”. كتب إسهان ثارور في واشنطن بوست: أخيراً يتم إخراج مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” من معقليهم الرئيسيين: مدينة الموصل شمال العراق ومدينة الرقة شرق سوريا. طوال ثلاث سنوات سيطروا على مركزين حضريين، خصوصاً الموصل، بما يؤكد طموحاتهم لبناء خلافة حديثة. اليوم، وبعد أشهر من الغارات الجوية وهجوم طويل مدعوم من الولايات المتحدة، يتراجع المسلحون. الأسبوع الماضي، أشاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستعادة مسجد النوري الكبير في الموصل، الذي تحول إلى أنقاض على أيدي المسلحين، وكأنها نهاية “خرافة “الدولة الاسلامية””. ويشار إلى أنه من هذا المكان أعلن أبو بكر البغدادي الخلافة. حالياً، تخوض القوات العراقية المراحل الأخيرة من الحرب، في حرب شوارع شرسة تدور من بيت إلى آخر من أجل استعادة الأحياء المتبقية تحت سيطرة المسلحين. من جهتها، قالت السلطات الأميركية الثلاثاء، إنّ حلفاءها في سوريا، أي قوات سوريا الديمقراطية، اخترقت جداراً يحيط بمدينة الرقة القديمة، حيث معقل “الدولة الاسلامية”. وبعد أشهر من غارات جوية مستمرة على المدينة، سيتوجب على مقاتلي “الدولة الاسلامية” مواجهة عدوهم في الشوارع. أكبر مسؤول مدني أميركي ينسق معركة تنظيم “الدولة الاسلامية” بريت ماكغرك، أشاد بهذه اللحظة قائلاً إنها “نقطة تحول رئيسية” في حملة تحرير الرقة. ولكن حتى لو أنّ “الدولة الاسلامية” يخسر، لا يعني ذلك أنه يمكن لأحد أن ينام على حرير. لا يزال هناك عدد من المدنيين لا يمكن إحصاؤه، ضعيفاً ويحتاج إلى المساعدة، كما أنه يواجه خطر الجوع والمرض فضلاً عن الأعمال الوحشية التي يمارسها التنظيم. في الموصل، لقي العشرات وربما المئات حتفهم في الغارات الجوية التي يقودها التحالف. قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيولندا جاكمت، “يتحدث مدنيون فروا من التجارب المخيفة التي تعرضوا لها. تم القبض عليهم تحت القصف الجوي والمدفعيات القناصين والسيارات المفخخة”. في الرقة أيضاً، مئات الآلاف من الأشخاص ألقي القبض عليهم في ظلّ الاشتباكات، وقد ارتفع عدد الإصابات نتيجة الغارات الجوية، كما القناصين، والإعدامات الوحشية التي نفذها جهاديو “الدولة الاسلامية” لبث الرعب في المدنيين في المدينة. في هذا الإطار، يبدو تأمين السلام أصعب من كسب الحرب. تقرير حديث لمركز مكافحة الإرهاب في “ويست بوينت” أكد على “أهمية ما بعد التحرير، الحكم والسياسات”، مسجلاً “مئات الهجمات التي نفذها “الدولة الاسلامية” في المناطق التي يفترض أنه طرد منها، مع الإشارة إلى استمرار وجود الخلايا المسلحة في المناطقة المحررة من سيطرتها. وكتب صاحبا التقرير دانيال ملتون ومحمد العبيدي أنّ “إخراج “الدولة الاسلامية” من سوريا والعراق، على الرغم من أنه خطوة مهمة، لن يضمن تحقيق مهام ما بعد التحرير، أو يقلل من احتمال عودة ظهور “الدولة الاسلامية” أو منظمات إرهابية أخرى للاستفادة من السلام الهش”. هنا تزداد الأمور تعقيداً. إن تحرير الموصل في العراق، هو الخطوة الأولى من دراما متوترة تتطور في البلاد، حيث أن الحكومة يهيمن عليها الشيعة في بغداد، وستصارع من أجل تأكيد سيطرتها. أما الكرد العراقيون، الأساسيون في المعركة ضدّ “الدولة الاسلامية”، فيدفعون الآن إلى إجراء استفتاء من أجل الاستقلال في منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي. ولا يزال السنة المحليون غير واثقين من عدد من الميليشيات المدعومة من إيران التي ساعدت في سد الفراغ الأمني. “إنّ معظم الحرب ضد “الدولة الاسلامية” وقعت في منطقة لطالما شهدت حروباً للسيطرة عليها منذ اكتشاف النفط في كركوك عام 1930″ كتب جوست هلترمان من مجموعة الأزمة الدولية. “الصراعات الأعمق هنا، بين العرب والكرد، بين الشيعة والسنة، بين القوى المجاورة كإيران وتركيا، وبين الكرد أنفسهم، ستتصاعد طالما أن المنتصرين، محصنين بإمدادات الأسلحة والتدريب العسكري التي تقدمها الحكومات الأجنبية، ينخرطون في التدافع من أجل الغنائم”. الحملة في الرقة أيضاً، على قدر من التعقيد السياسي. إنّ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة “منبوذة” من قبل تركيا بسبب العلاقة مع حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية. زميلتي آليس مارتنز أمضت يوماً، مؤخراً، مع أحد المنشقين عن قوات سوريا الديمقراطية على الجبهة في الرقة. وقالت “بعض القادة الذين التقيتهم بدوا كأنهم على علاقة مباشرة أكثر مع حزب العمال الكردستاني، يتحدثون بلهجة تركية وغيرها، رافضين البوح من أين أتوا”. وغالبا ما كانوا يجهلون أسماء القرى أو الأحياء التي كانوا يقاتلون فيها. في واشنطن، يجهّز مخططون مدنيون وعسكريون للمرحلة المقبلة من الحرب بسوريا. تبدو المعركة وكأنها، كما كتبت زميلتي كارن دي يونغ، معقدة من شأنها أن تجعلهم في صراع مباشر مع الحكومة السورية والقوات الإيرانية للتنافس على السيطرة على امتداد الصحراء الشاسعة في الجزء الشرقي من البلاد”. وقد وقعت اشتباكات مع قيام الولايات المتحدة بإسقاط طائرات بدون طيار تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران. إنّ خطر تصعيد المشاركة العسكرية الأميركية في سوريا، الذي حاولت إدارة أوباما تجنبه، يبدو الآن حقيقياً تحت إدارة ترامب. ويبدو أنه لا يزال هناك انقسام بين البيت الأبيض ومسؤولين في البنتاغون حريصين على تجنب الانزلاق إلى الحرب السورية واحتمال إزالة الأسد. إن الفوضى المنتشرة والمجهول سيحلان مكان “الدولة الاسلامية”. وفق شارلي وينتر من المركز العالمي للدراسات حول التطرف فإن “الحقيقة هي أنه بالرغم من العنف المفرط الذي استخدمه “الدولة الاسلامية” أظهر الأخير أيضاً قدرة على خلق البيئة الخاصة به، وهي بيئة مضطربة تقوم على الاستقطاب وتستوعب الفكر الجهادي على نحو جيد”. في ظل هذا المناخ القائم، فإن جذور الأسباب التي أدت إلى ظهور “الدولة الاسلامية”، الاضطرابات السياسية، والتوترات الطائفية لن تعالج قريباً.   (الميادين) PrintG

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك