الكورد في كفتي ميزان بين المعارضة والنظام السوري..بقلم كاوى توفيق

آراء وقضايا 03 ديسمبر 2017 0
الكورد في كفتي ميزان بين المعارضة والنظام السوري..بقلم كاوى توفيق
+ = -

كوردستريت | مقالات |

قامت ثورة في معظم الأقطار العربية للمطالبة بالحرية على خلفية قيام مواطن تونسي بحرق نفسه كنوع من الضغط على الحكومة لتوفير فرص العمل وإعطاء فسحةً للمواطنين للتعبير عن آرائهم بحرية ودون خوف ،، وقد سميت تلك الثورة “بثورة الربيع العربي ” والتي بدأت ذيولها من تونس لينتهي بها المطاف في سوريا التي قدمت لها الكثير من القرابين من أبنائها ليكونوا قرابيناً للحرية المنشودة منذ قرابة خمسين عاماً. ومما لاشكّ فيه أنّ الثورة عندما قامت في سوريا كانت مطالب الشعب تقتصر على المطالبة بالحرية ،

 

بمعنى أدقّ “حرية التعبير عن الرأي والكفّ عن الاعتقالات العشوائية وتحسين مستوى المعيشة . ولكن ما إن بدأ الشعب بالتظاهر سلمياً حتى بدأ النظام بالقتل العشوائي للمتظاهرين وكمّ الأفواه واغتيال الأعضاء البارزين المؤيدين للثورة،إلى أن وصل الحال بالمتظاهرين لحمل للوقوف في وجه مستبديهم،وهذه كانت غاية النظام لتكون ورقةً ضاغطةً على المجتمع الدولي ،وليكون دليلاً قوياً بين يديه يقدمه للعالم أجمع بأنها ليست ثورة سورية كما يدّعون وإنما هي عبارة عن إرهاب تعرضت له سوريا ،

 

وبالفعل نجح في ذلك وحقّق غايته المنشودة ،وكل ذلك تمّ بمساعدة بعض الدول من مثل” روسيا والصين” ولم يقف النظام عند هذا الحدّ من حيث إطلاق صفة الإرهاب على الثورة السورية،بل تعداه إلى ذلك ،حيث جعل من بعض أزلامه يشاركون في الائتلاف على أنهم معارضون للنظام. بالإضافة للدور التركي البارز ،حيث بات بمعلوم الجميع أنّ تركيا هي الحاضنة الأساسية للائتلاف السوري المعارض ،بالإضافة لمعاداتها للكورد .

 

وبات الائتلاف عبارة عن وفود تحركها دول المنطقة حسب هواها” كالسعودية وقطر وإيران واسرائيل” ولايُخفى على أحدٍ أنّ تركيا حاضنة الائتلاف السوري المعارض هي نفسها التي سلّمت “هرموش ” للنظام السوري لتتم تصفيته ،وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على أنّ تركيا تلعب لعببة القط والفأر ،فمن جهةٍ تحتضن المعارضة ومن جهةٍ أخرى تحالف النظام السوري من خلف الكواليس ،

 

ومع استمرار الحرب في سوريا وإطالة عمرها بمساعدة الدول الجوار والإقليمية كلٌّ حسب مصالحه ،تولّدت مجموعات مسلحة انخرطت بمنظومة الشعب السوري ،وبأسماء مختلفة ولغايات معينة “كجبهة النصرة،وجبهة أحرار الشام ،وقوات سوريا الديمقراطية من جهة وقوات النظام السوري من جهة أخرى “وكلّها تعمل لصالح الدول التي لها مصالح في سوريا وتستفيد من استمرار الحرب فيها حيث تقوم تلك الدول بتسليح تلك الجماعات ،، ولكن تحت ستار القضاء على الإرهاب في سوريا .

 

فبدأ الدور الكوردي يتلاشى في الائتلاف حيث أنّ الكورد يشكّلون طرفاً أساسياً في منظومة الائتلاف ،وذلك نتيجة هيمنة الدول المعادية للكورد ،كما وفقدت “tev dem” دورها الذي لعبته مع النظام في بداية الثورة السورية ، وأصبحوا أدواتٍ بيد النظام يحركهم كيفما أراد وفي الوقت الذي يريد .

 

وانتقل الكورد من دور القوة إلى دور الضعف ، فبعد أن كان من أقوى التحالفات تحوّل إلى أضعف التحالفات وبات دورهم مقتصراً على استكمالة عدد فقط . ففي كل الاجتماعات التي أدارتها كل من المعارضة والنظام لا ينصّون في قراراتهم عن الحقوق الكوردية بل وينكرونها ،

 

والشاهد الأكبر على ذلك ماحدث في مؤتمر جنيف 8 حيث أنّ بشار الجعفري “ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة ” طالب بإلغاء أو تعديل قرارات رياض 2 ،والتي تنصّ على أنّ القضية الكوردية هي قضية وطنية سورية ،فضلاً عن تأخر وفد النظام عن الحضور لجنيف وعدم حضوره الجلسة الأولى. وهذه المماطلة تعبّر عن رغبتهم في التعبير للجميع أنهم لايعترفون بأي حقوق للكورد في سوريا . فلذلك على المجلسين الكورديين توحيد صفوفهم وعدم الانجرار وراء أيٍّ كان فلا يوجد مناصر للقضية الكوردية سوى صاحبها ” المجلسين الكورديين “وأن ينسحبوا من منظومة المعارضة ومن النظام ويشكلوا قوة كوردية ،

 

بعيداً عن مسميات الأحزاب وتكون مطالبهم بالفيدرالية الكوردية، وإذا ما أصبح الكورد قوة موحدة ،فسيرى العالم أجمع كيفية تغيّر وجهة نظر المعارضة والنظام عن القضية الكوردية… كاوى توفيق

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك