حساسية المرحلة وخطورتها تتطلب

آراء وقضايا 27 ديسمبر 2013 0
+ = -

لقد عان الشعب الكردي في سوريا ما عاناه من الظلم والاضطهاد والقمع والتنكيل والحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والثقافية والانكار . لجهة انهم مهاجرون ومتسللون دخلوا الاراضي السورية .عبر الحدود التركية بعد انهيار ثورة الشيخ سعيد بيران في كوردستان تركيا في العشرينيات من القرن المنصرم , وهم بحكم المصلحة المشتركة والعيش المشترك يتطلعون اليوم كغيرهم من شعوب العالم , وبعد فصل من الحرب الكلامية والاعلامية والافتراق . التوصل الى الاتفاق . عبر الحوار , والبحث عن المشتركات . هاهي عروسة مدن كوردستان هولير

تستضيف ثانية بوساطة السياسية والمناضلة الكردية الامعة ليلى زانا و اوسمان بايدمير , وبرعاية الكريمة لفخامة رئيس اقليم كوردستان  العراق مسعود البارزاني . المجلسين الكرديين . المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كوردستان .على الطاولة المستديرة لحل الخلافات بينهما بما ينسجم والمصلحة العليا للشعب الكردي في سوريا . فلا يمكن التوصل الى اي اتفاق متوازن بين الفصائل المتحاورة الى بتوافر الثقة وحسن النية , والاحساس بالمسؤولية تجاه حساسية المرحلة الراهنة وخطورتها . فبعد ان تغير مواقف العديد من الدول المعنية بالازمة السورية

لابد من تغيير في الموقف الكردي ايضاً لان الازمة السورية ازمته . فثمة ضغوطات كبيرة من جهات متعددة تمارس على المعارضة والنظام في آن واحد للذهاب الى جنيف بهدف التوصل الى حل سياسي للازمة السورية , ونظراً لاختلاف الاهداف والمصالح من جهة لاخرى . هناك احداثيات جديدة فرضتها تغييريات حدثت في المنطقة . اثرت على مواقف تلك الدول . منها :

اولاً : اتهام روسيا الرئيس السوري بشار الاسد وعلى لسان نائب وزير خارجيتها .بتصعيد التوتر بتصرحاته حول  احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة في منتص العام القادم . الامر الذي يثير غضب المعارضة التي تطالب برحيل الاسد كأحد الشروط الاساسية لفتح مفواضات مع النظام . لأن روسيا تريد ان تبقى على صلة بالمعارضة السورية , وتأمل في زيارة الائتلاف لها بعد دعوتها .

ثانياً : اصرار امريكي على الانتقال السياسي للسلطة في سوريا . من خلال تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات .

لا يكون للاسد فيها اي دور . على أن يكون الجيش بقيادة العلويين بسبب خبرتهم وكفائتهم في الامور العسكرية .

ثالثاً: اتفاق دول الست الكبرى وايران . بشأن برنامجها النووي اثرت حفيظة اسرائيل .فلم تخفي غضبها من امريكا وروسيا راعيا الازمة السورية , والملف النووي الايراني , وكذالك اساءة العلاقة بين السعودية وامريكا من جهة وتحسنها بين ايران وتركيا من جهة اخرى . كما سبق أن تنافر العلاقة بين السعودية من جهة وقطر وتركيا من جهة اخرى بسبب خلع الرئيس المصري السابق محمد مرسى , اثر الانقلاب العسكري والقضاء على حكم الاخوان المسلمين

رابعاً: في ظل هذا الجو من الاتفاقات والافتراقات اكراد سوريا يواجهون استحقاقات والتحديات مستقبلية قادمة وخطر حقيقي من التقارب الايراني التركي , وانهم ينتظرون فرصة سانحة لللانقضاض عليهم ومنعهم من اقامة اي كيان لهم وعدم مناقشة القضية الكردية في مؤتمر جنيف . خاصة ان تركيا قد اقتنعت بعدم وجود اي رغبة دولية للخيار العسكري في سوريا . والا فلماذا وجد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان في تركيا وان الاخير قد ابلغه بأن الاتفاقات النفطية بين الطرفين لا يمكن تنفيذها بمعزل عن حكومة بغداد . شريك تركيا في قتل الكرد وابادتهم وطمس هويتهم . على مر الزمن .

 فالجميع يعلم بأن السياسة تتبدل بتبدل المصالح. لذا على المجلسيين الكرديين مراجعة حساباتهم ومواقفهم , وعلى  حزب الاتحاد الديمقراطي التخلي عن عنادها وتشنجها بادارة المناطق الكردية في سورية بمفردها ,وافساح المجال للمجلس الوطني الكردي وعلى اسس الشراكة الحقيقة بادارة المنطقة الكردية , وتقيم الوضع الكردي المتدهور , وقراءة دقيقة للمستجدات السياسية اقليمياُ ودولياً , وتأثيراتها على الثورة السورية عموماوالكردية خصوصاُ, ودراسة    مستفيضة للمواقف السابقة والحالية بروح رياضية عالية .

لان حساسية المرحلة وخطورتها تتطلب التوصل الى الاتفاق على مشاركة الكورد في مؤتمر جنيف بوفد مشترك ومستقل , وبهوية قومية كردية في سوريا ارضاً وشعباُ , وخطاب سياسي واحد .كونها فرصة ثمينة لا تعوض , والا فأن الشعب الكردي لا يرحمكم والتاريخ.

 

 صبري حاجي  

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك