رسالة الرئيس بارزاني بمناسبة أعياد آذار ونوروز

ملفات ساخنة 12 مارس 2014 0
+ = -

بسم الله الرحمن الرحيم

مواطني كوردستان الأعزاء

بمناسبة حلول أعياد آذار أتقدم إليكم بأجمل التهاني والتبريكات في هذا الشهر الذي يحمل في طياته مناسبات قومية سعيدة وأخرى مؤلمة، هذا الشهر الذي تجتمع فيه ذكريات الانتصارات والكوارث التي حلت بشعبنا، وأصبحت دروسا في صمود والثقة بالنفس.

ففي آذار عيدنا القومي نوروز، وفيه ايضا انتصار شعبنا في انتفاضته العظيمة، الى جانب الذكرى المؤلمة لقصف حلبجة الشهيدة بالسلاح الكيمياوي، وذكرى اتفاقية الحادي عشر من آذار، وفي كل ذلك فان شعب كوردستان قد ناضل جيلا بعد جيل، ولديه اليوم جيل لم ولن يخضع للدكتاتورية والاحتلال أبدا وسينعم بالحرية والتقدم.

إن انتفاضة شعبنا العظيمة في آذار 1991، لم تكن حدثا تاريخيا نحيي ذكراها كل عام فحسب، بل هي رسالة أبدية إلى كل العالم بان الكورد لن يقبلوا الظلم والاستبداد وحينما يحققون حريتهم يصبحون رمزا للسلام والاعمار والتقدم.

لقد تصدت جميع فئات الشعب وبيشمركة كافة الأطراف وبمختلف انتماءاتهم السياسية إبان انتفاضة آذار التاريخية عام 1991 تصدوا مجتمعين للديكتاتورية والاحتلال في رسالة مفادها إذا توحدت الأصوات والمواقف، فلا شيء بمقدوره أن يحول دون وصولنا لأهدافنا المشروعة.

وما أن انتصرت انتفاضة شعبنا حتى أصبحت كوردستان ملاذا آمنا لكل المظلومين في العراق، وبعد سقوط نظام البعث أصبح البون شاسعا بين إقليم كوردستان وبقية المناطق العراقية الأخرى من حيث التطور والاعمار والتعايش السلمي، وهذا دليل على حقيقة أن شعب كوردستان شعب يحب السلام ولا يمكن لأي كان هضم حقوقه أو التعامل معه بلغة التهديد والحصار السياسي والاقتصادي.

وفي شهر آذار يحتفل شعبنا بذكرى اتفاقية 11 آذار، تلك الاتفاقية التي جاءت نتيجة انتصار ثورة أيلول العظيمة، الثورة التي استطاعت فيها قوات البيشمركة أن تواجه بأسلحتها البسيطة، أعتى الجيوش المسلحة تسليحا عاليا على أيدي الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق، وأجبرت تلك الأنظمة على الجلوس إلى طاولة التفاوض والإقرار رسميا ولأول مرة بحقوق شعبنا المشروعة.

أيها المواطنون الأعزاء:
إن أحدى المناسبات المؤلمة في شهر آذار هي ذكرى القصف الكيماوي على حلبجة الشهيدة، تلك الجريمة التي يندى لها جبين البشرية، فبالإضافة إلى أن الهجوم الوحشي أدى إلى استشهاد أكثر من خمسة آلاف مواطن كوردي مدني برئ، وإصابة آلاف أخرى من المدنيين، ما يزال أهالي حلبجة العزيزة يعانون من آثار تلك الجريمة الوحشية البشعة لنظام البعث، ولهذا نقدر عاليا الجهود الدولية التي تبذل باعتبار قصفها بالسلاح الكيمياوى جريمة إبادة جماعية.

إن حلبجة أضحت هوية الكورد وساهمت بشكل فعال في إظهار مظلوميتهم، وان شعبا قدم كل هذه التضحيات، يجب أن يتمتع بالحرية والاستقلال ويستحق أن يعيش بكرامة.
إننا نحتفل في شهر آذار بعيدنا القومي نوروز، عيد انتصار إرادة الحياة والحرية على الظلم والاستبداد، وهو يعني إن هدف نضال وتضحيات الكورد هو الحرية، وان كل تلك الكوارث التي حلت بنا، لها هدف واضح الا وهو اشعال نار يوم جديد للكورد، يوم يتمتع فيه شعبنا بالاستقلال.

مسعود بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
11 آذار 2014

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك