صحيفة اسرائيلية : طهران وواشنطن.. من سيرفع يده أولا

صحافة عالمية 10 أكتوبر 2017 0
U.S. Secretary of State John Kerry, left, shakes hands with Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif before a meeting in Geneva, Switzerland Wednesday, Jan. 14, 2015. Zarif said on Wednesday that his meeting with Kerry was important to see if progress could be made in narrowing differences on his country's disputed nuclear program. (AP Photo/Rick Wilking, Pool)
+ = -

حتى قبل أن ينفذ الرئيس ترامب تهديده بابلاغ الكونغرس أن ايران لا تفي بالاتفاق النووي الذي وقعت عليه قبل سنتين مع الادارة الامريكية، فقد سارعوا في طهران الى شحذ السيوف. قائد الحرس الثوري، علي جعفري، أعلن بلسانه الطويل عن تهديداته المستمرة بأنه سيمحو اسرائيل عن الخارطة، وقد وجه للحظة النار الى واشنطن وهدد بأنه اذا نفذ ترامب تهديده وفرض عقوبات اقتصادية على حرس الثورة كتعبير عن عدم رضاه عن الوظيفة السلبية التي يقوم بها، ضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط، فان ايران ستهب لمحاربة جيش الولايات المتحدة كما تحارب داعش.

 مشكوك فيه أن تهديد كهذا سيؤثر على أي شخص في الولايات المتحدة، حيث أن ايران لا تشارك اطلاقا في الحرب ضد داعش. هذه المهمة تتركها للامريكيين وحلفاءهم. داعش يستخدم بالنسبة لها غطاء لتدخلها العسكري في العراق وسوريا حيث تحارب هناك المتمردين “المعتدلين” الذين يحاولون الوقوف في طريقها لغرس وتد في “الهلال الخصيب” وانشاء ما يشبه الممر البري حتى بيروت.

ولكن المقاربة مع داعش تتعلق بالموضوع وتعلم شيئا ما عن الحالة النفسية عن طابع وماهية حرس الثورة، ذلك الجسم المتطرف غير المساوم الذي يحمل اسم الثورة الاسلامية عبثا ويستغلها لنشر تأثير وحكم ايران في ارجاء الشرق الاوسط. ولكن الهدف الحقيقي هو تحقيق مصالحه الذاتية، التي يقف على رأسها الحفاظ على مكانته في النظام الايراني. من ناحيته، ابناء الشعب الايراني يمكنهم دفع ثمن مغامرة، على الاغلب ضائقة اقتصادية وفقر. الدم سيسفكه آخرون يخدمون ايران، سواء كانوا عراقيين أو سوريين أو لبنانيين أو فلسطينيين، والآن ايضا يمنيين.

تغريدات اخرى تقلق أكثر سمعت من جهة الرئيس الايراني روحاني ووزير خارجية ظريف. كلاهما يخشى على مصير اقتصاد ايران الراكد وكلاهما يعرف أن الناخبين في ايران يطلبون بتحسين الوضع بسرعة، كما وعدوا عشية التوقيع على الاتفاق النووي. ولكن في الوقت الحالي الفجوة بين التوقعات والواقع ما زالت كبيرة. مع ذلك، روحاني وظريف ليسا في حالة دهشة. وزير الخارجية الايراني ذكر اسمه في الاسبوع الماضي كمرشح حقيقي للحصول على جائزة نوبل للسلام بسبب الاتفاق النووي البائس الذي نجح في استخلاصه من أيدي ادارة اوباما. ان مجرد مستوى الوعي يبرهن على الحالة الاوروبية النفسية السائدة وايضا على الفجوة المتسعة – ليس بين المجتمع الدولي وطهران، بل ايضا بين زعماء العالم وترامب. هذا يمكنه أن يشكل عقبة جدية في طريق ترامب لتجنيد الدعم الدولي لجهوده من اجل فتح الاتفاق النووي وادخال تعديلات وتحسين عليه.

ولكن ترامب من ناحيته لا يخشى من الساسة المنافقين في ارجاء العالم، الذين يديرون ظهرهم للولايات المتحدة وايضا للحقيقة ويسارعون الى تقديم الشروحات بأن الاتفاق النووي هو الصفقة الافضل في المدينة. وهو لا يخشى ايضا من مستشاريه في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، الذين وقعوا طوال الوقت لعدم وجود رئيس يوقفهم، على سياسات هوت بموقف واشنطن الى الحضيض الذي نوجد فيه اليوم.

يبدو أن التحدي الذي يواجهه ترامب هو ترامب نفسه. ان سلوك فظ، ولغة مهينة ومحقرة، أمام الخصم والعدو، التهديد، واخيرا تصرفات غير متوقعة، كل ذلك يعتبر ذخر ثمين لمواجهة البلطجية المجاورين في كوريا الشمالية وطهران. ولكن المهمة بقيت نفس المهمة، لتحويل اقوال عالية النبرة وتغريدات في تويتر الى سياسات، واكثر من ذلك، الى خطة عمل فعلية تنفذها الولايات المتحدة على الارض. حيث انهم في طهران لا يتأثرون من هذه الاقوال، بل في الاساس من الافعال. وفي الميدان نفسه فان افعال واشنطن هي عكس الاتجاه الصحيح – عناق الدب الروسي وتقديم العراق وسوريا الى ايران من خلال التخلي عن الاكراد، الحلفاء المخلصين للولايات المتحدة في المنطقة.

الاعلان المتوقع لترامب هو خطوة اولى في الاتجاه الصحيح، لكن بدون الاصرار على مواصلة الرحلة الطويلة، لن تؤدي هذه الخطوة الى أي مكان.

اسرائيل اليوم

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك