مجلة لوبوان الفرنسية، في تحقيق لها : بهذه الطريقة تقود أجهزة الاستخبارات الدولية العالم

صحافة عالمية 09 يوليو 2021 0
مجلة لوبوان الفرنسية، في تحقيق لها : بهذه الطريقة تقود أجهزة الاستخبارات الدولية العالم
+ = -

كوردستريت || الصحافة

 

تنطلق أجهزة الاستخبارات دون استثناء من فرضية العمل في عالم متصارع وغير مستقر، وهي تعمل على إعداد أسلحتها لمواجهة أزمات الغد، ولذلك تجند خبراء الاستشراف للعمل على الخطوة التالية، لمعرفة ما هي الأزمات القادمة التي يتعين على البشر مواجهتها؟ وأين ستكون الجبهات الجديدة؟

ولتبين عمل هذه الأجهزة، انطلقت مجلة لوبوان الفرنسية، في تحقيق مطول أعده جان غيسنيل، من أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجد على مكتبه -مثل كل من سبقوه إلى البيت الأبيض- تقريرا كتبته المخابرات يوضح أن أزمة كوفيد-19 تسببت في “أكبر اضطراب عالمي منذ الحرب العالمية الثانية” كما أن الثورة الرقمية، وظهور الذكاء الاصطناعي والاحتباس الحراري، والارتفاع غير المتوقع في معدل المواليد، سيؤدي إلى تأجيج التوترات حول العالم.

ورأى التحقيق أن الصين، التي تفاجأ الأميركيون بتزايد قوتها والتي ينظر إليها على أنها “الفيل في مخزن الخزف” تستعد أجهزة مخابراتها الآن للصراع الكبير مع الغرب، وتحاول وضع بيادقها في جميع أنحاء أميركا وأوروبا، في الوقت الذي تسعى فيه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) بكل جهد لنسج شبكتها فوق الأراضي الصينية الشاسعة المحمية بشكل أفضل مما كان عليه الاتحاد السوفياتي في القرن العشرين.

أما الروس -كما يشير التحقيق- فقد أداروا الثورة الرقمية على أكمل وجه، معتمدين على جهاز الأمن الفدرالي الذي يعمل تحت إمرة رجل سري يعتمد على الرئيس فلاديمير بوتين وحده، وقد احتفظ هذا الجهاز ببعض أكثر الممارسات الراديكالية لسلفه السوفياتي “كي جي بي” (KGB) في حين أن جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد من المتوقع أن يحتفظ بالريادة في الشرق الأوسط، وإن كان هوسهربإيران يمنعه من امتلاك رؤية سياسية طويلة المدى.

في هذا المشهد، تستعد فرنسا للمستقبل -كما يقول التحقيق- معتمدة على “الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني” التي تخضع لسلطة رئيس الوزراء، وتشرف على صادرات الأسلحة وحماية تكنولوجيا المعلومات في البلاد واعتراض الهجمات الأمنية، ومسؤولوها مكلفون بإعداد البلد لأزمات الغد وما يمكن التنبؤ به، تساعدهم في ذلك أجهزة المخابرات.

ويقول ستيفان بويون، رئيس هذه الأمانة، إنهم لا يدعون القدرة على تخيل ما سيقع بعد 10 سنوات أو أكثر، ولكنهم يعملون على تصور أنواع مختلفة من السيناريوهات تتعلق بالهجمات الإلكترونية والاحتباس الحراري الخارج عن السيطرة والكوارث الطبيعية وأزمات الهجرة، وبالتالي فإن عملهم السري هذا يساعد في معرفة مقدار الصعوبات التي تحول دون مواجهة أزمات معينة، وإعداد فرنسا لاتخاذ إجراءات دبلوماسية أو عسكرية لتجنب هذا النوع من الأزمات.

ومثل الولايات المتحدة، يجعل المتنبئون الفرنسيون من الصين موضوع بحث دائم، ويفترض 95% من محلليهم أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يتمتع بقوة أكبر من قوة الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، ولا يمكنهم -حسب أحد خبرائهم- تخيل أنه يمكن أن يكون مجرد دمية يضعها الحزب الذي يحتاج إلى شخصية قوية بالواجهة، في حين أن الحقيقة أن قلب الحزب صندوق أسود، يجعلك ترى الإشارة ولا يمكنك تخيل السيناريو، وبالتالي إذا لم نجمع ذكاءنا، فسنقع في ما يسميه الأميركيون “فشل الخيال” وفق ما خلصت إليه الصحيفة الفرنسية.

وبحسب تحقيق لوبوان يتفق الجواسيس والدبلوماسيون والجنود والفنانون جميعا على أن مسألة التكنولوجيا ضرورية للخيارات الإستراتيجية لبلد مثل فرنسا، وبما أن عدد الهواتف المحمولة أكثر من البشر، فقد اتبع رئيس الدولة نصيحة الخبراء العسكريين والصناعيين، وأدخل فرنسا في برامج تكنولوجية هائلة للتجسس وشن الحروب المستقبلية، التهمت كل أموال البحث والتطوير.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك