هل يعمل بايدن على إنشاء دولة كردية … رئيس أركان البحرية التركية السابق يجيب..

آراء وقضايا 20 ديسمبر 2021 0
هل يعمل بايدن على إنشاء دولة كردية … رئيس أركان البحرية التركية السابق يجيب..
+ = -

كوردستريت || آراء وقضايا

نتابع بقلق بعض الخطابات والتحركات الأمريكية المعادية لتركيا في شرق المتوسط وبحر إيجة وقبرص -خاصّة- بقرار من الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن.

الرئيس الأمريكي الذي أبدى موقفه ضد تركيا حتى قبل تنصيبه رئيسًا، ينسج غرب تركيا بقواعده العسكرية كشبكة العنكبوت، بدءًا من جزيرة كريت وصولًا إلى ألكساندروبولي، وذلك بذريعة التوتر الروسي الأوكراني. وهذا ما يثير السؤال: هل تركيا هي الوجهة الخفية؟

بدأت الولايات المتحدة -بشكل يدعو للاستغراب- إنشاء قواعد عسكرية وتكثيف وجودها العسكري في البلقان وجنوب شرقي أوربا، في عهد الرئيس الجديد جو بايدن، وتعزو ذلك إلى التوتر المتزايد بين روسيا وأوكرانيا بسبب الانفصاليين في منطقة دونباس الأوكرانية.

روسيا.. الهدف المزعوم

تزعم الولايات المتحدة أن القواعد العسكرية التي أنشأتها في دول مثل بلغاريا ورومانيا وأوكرانيا واليونان، ليست سوى إجراءات احترازية يقوم بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد روسيا. في حين أن اليونان طوقت الجزء الغربي من تركيا على شكل الهلال، بدءًا من ألكسندروبولي الموجودة على الحدود التركية، وانتهاءً بجزرها البحرية وعلى رأسها جزيرة كريت. كما تمتلك الولايات المتحدة -التي نشرت مئات الطائرات وأنظمة الصواريخ في جنوب قبرص بعد جزيرة كريت- العديد من القواعد العسكرية في سوريا والأردن والعراق. الولايات المتحدة، كما أنها عبأت المناطق الخاضعة لسيطرة إرهابيي تنظيم بي كي كي/ وتنظيم بي واي دي في شمالي سوريا بـ 100 ألف شاحنة من الذخيرة والأسلحة الاستراتيجية ذات التكنولوجيا المتقدمة، ولديها أيضًا قواعد عسكرية في جورجيا. وعندما نمعن النظر في تحركات أمريكا التي نشرت قوة بحرية دائمة في البحر الأسود، نكتشف أنها حاصرت تركيا من الجنوب إلا أنها تموه بتطويق روسيا.

تعبئة عسكرية في اليونان

وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة تمتلك حاليًّا خمس قواعد عسكرية “مؤقتة” منتشرة في اليونان. وهي على النحو التالي، قاعدة إسكيري للإنذار المبكر، وقاعدة سلاميس البحرية، وقاعدة كاستيلي الجوية، وقاعدة كالاماتا الجوية، وقاعدة أندرافيدا الجوية. وتضم هذه القواعد الخمس، مئات الطائرات المسلحة والدبابات ومضادات للدبابات والمدرعات المسلحة بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة وأنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للولايات المتحدة. ويُذكر أن واشنطن التي تستخدم القواعد العسكرية البريطانية في جنوب قبرص، قد حشدت أكثر من 130 طائرة من طراز F-35 بالإضافة إلى أنظمة صواريخ وأسلحة ثقيلة متنوعة ومتطورة في هذه القواعد.

مثلها كمثل القناص الأحول

تفتقر أمريكا إلى المنطق والاستقرار في استراتيجيتها العسكرية الجديدة التي تحاول وضعها في المحيط الهادئ وشرق المتوسط بدلًا من استراتيجيتها القديمة. فمثل الولايات المتحدة كمثل القناص الأحول، إذ تحاصر تركيا من خلال إنشاء قواعد مختلفة بحجة تطويق روسيا، متحججة بالتوتر الروسي الأوكراني المتزايد بسبب الانفصاليين في منطقة دونباس الأوكرانية. وهذا ما يشكك باسم البلد المستهدف بإنشاء قواعد عسكرية في البلقان وجنوب شرقي أوربا.

“بادينوبولوس”

بنى بايدن مساره السياسي -بما في ذلك 48 عامًا كان فيها عضوًا بمجلس الشيوخ والانتخابات الرئاسية الأخيرة- على عداء تركيا. ومن الحقائق المعروفة أن لقبه “بادينوبولوس” في ديلاوير، الولاية الانتخابية التي يقطنها مواطنون أمريكيون من أصل يوناني. حتى إنه من المعروف أنه قال “أنا يوناني فخري”. كما أنه قدّم الدعم الكامل للمشاريع الأرمنية ضد تركيا من منصبه في مجلس الشيوخ سابقًا. وهو الذي كان وراء قرار الحصار المطبق على تركيا بعد عام 1974. فليس من المستغرب أن تحدث كل تلك التطورات في عهد بايدن، كما لا يسعنا أن ننسى مقولته “ستكون حياتي كافية لرؤية إقامة دولة كردية مستقلة” التي قالها حينما كان نائبًا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

تحاول الولايات المتحدة تقديم إنشاء قواعد عسكرية في دول مثل بلغاريا ورومانيا وأوكرانيا واليونان، كإعداد يقوم به الناتو ضد روسيا، إلا أنها حاصرت تركيا من الغرب بكل ما تعنيه الكلمة.

أما اليونان فقد زودت قبرص اليونانية والجزر التي لم تنتقل سيادتها إليها، بالصواريخ والطائرات والأنظمة العسكرية. كما أنها تحاول جذب الولايات المتحدة إلى الجزر التي لم تقر المعاهدات سيادتها إلى اليونان.

الولايات المتحدة لا تتصرف كعضو في الناتو

الولايات المتحدة لا تتصرف كعضو في الناتو، بل هي التي تدعم الإرهابيين المتسترين تحت أسماء مختلف، مثل تنظيم بي كي كي وتنظيم بي واي دي وتنظيم واي بي جي، وهو ما يمثل تهديدًا لحليفتها تركيا. وهي التي تقف إلى جنوب قبرص -التي ليست عضوًا في الناتو- في سلبها لحقوق تركيا البحرية. فيتعارض سلوك الولايات المتحدة بشكل أساسي وكامل مع مبادئ تأسيس حلف شمال الأطلسي.

مشكلة الولايات المتحدة ليست منظومة S-400 بل ذريعة S-400

يمكن القول إن أمريكا هي الطرف الذي يقف عائقًا أمام تلبية تركيا لاحتياجاتها الأمنية، من خلال انتهاج سياسة العقوبات والحصار على تركيا العضو في الناتو. وإن الرأي العام التركي يرى أنه من الخطأ الكبير لتركيا أن تعتمد على الناتو فقط في تحديد سياستها الأمنية في ظل هذه الحقائق.

ومن الواضح الآن أن مشكلة الولايات المتحدة ليست مع منظومة S-400، حيث إنها ليست سلاحًا هجوميًّا، بل نظام دفاعي، لذا فإن منظومة S-400 ليست سوى ذريعة. بل أساس المشكلة هي شرق البحر الأبيض المتوسط، وبات من الواضح أن الدافع وراء كل تلك المساعي، هو منع تركيا من اتباع سياسات وإقامة علاقات وتحالفات إقليمية مستقلة.

من ناحية أخرى، يعجز الجمهور التركي عن تفسير وقوف واشنطن إلى جانب مزاعم الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص المُغتصِبة لحقوق تركيا البحرية، وهي ليست عضوًا في الناتو. وهذا ما لا يتوافق مع مبادئ حلف الشمال الأطلسي. إن الولايات المتحدة تتجاهل حقوق ومصالح تركيا العضو في الناتو، وكون بحارها جزءًا من أراضيها، وتدعم الإدارة القبرصية اليونانية -غير العضو في الناتو- لاجتزاء البحار التركية.

يجب أن تتذكر الولايات المتحدة أن تركيا عضو مهم جدًّا في الناتو، ولا يمكن الحفاظ على المصالح المشتركة في المنطقة من دون تركيا. يجب على الولايات المتحدة احترام حقوق تركيا المشروعة وسيادتها. ويجب على الولايات المتحدة التسليم بأن “تركيا أصبحت مؤثرًا في التوازنات الدولية، وصانعًا للقرار في التوازنات الإقليمية” فتتعامل معها على أساس المصالح المشتركة. وعلى جميع دول المنطقة إدراك أن تركيا كانت وما زالت تتحرك وفق مبدأ “السلام المحلي يؤدي إلى السلام العالمي”.

المصدر : الجزيرة مباشر

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك