واشنطن تسلح الوحدات الكردية … ما الجديد ؟؟

آراء وقضايا 11 مايو 2017 0
واشنطن تسلح الوحدات الكردية … ما الجديد ؟؟
+ = -

بقلم : ريزان حدو كاتب و سياسي

.

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على خطة لتسليح وحدات حماية الشعب الكردية .

.
و في قراءة للخطوة الأمريكية نجد أن قرار التسليح هو قرار بالظاهر جيد لصالح الوحدات و خطوة متقدمة و لكنه في المضمون أجوف لعدة أسباب :
1- تسليح وحدات الحماية ليس بالشيء جديد فهو بدأ منذ ثلاث سنوات .

.
2- لم يشر القرار إلى نوعية التسليح
فوحدات الحماية ليست بحاجة إلى أسلحة تقليدية
إنما بحاجة إلى أسلحة نوعية و على رأسها مضادات الطيران للتصدي للطائرات التركية .

.
3- هذا القرار جاء كرد أمريكي انتظره الكرد على الغارات التركية التي استهدفت مقار قيادة وحدات الحماية في كراتشوك ، و هذه ردة الفعل الأمريكية نراها بالمضمون جاءت لصالح تركية أكثر منها لصالح الكرد ، أو على الأقل دون التوقعات .

.
و من المفيد الإشارة إلى أن صدور القرار الأمريكي بتسليح وحدات الحماية جاء بالتزامن مع الزيارة التي يقوم به وفد تركي رفيع المستوى لواشنطن مكون من : رئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكار ، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن ، ورئيس جهاز الاستخبارت هاكان فيدان ، بهدف الترتيب للزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتصف أيار الجاري .

.
4- لم تكد تمضي ساعات عن إعلان واشنطن تسليح وحدات الحماية ، حتى أعلن مصطفى سيجري القيادي في لواء المعتصم أن قيادة التحالف الدولي أصدرت اليوم كتاباً يقضي بتسليم لواء المعتصم ( المدعوم بشكل مباشر من البنتاغون و الذي يرتبط بذات الوقت بعلاقات وثيقة مع الاستخبارات التركية ) مسؤولية حماية مناطق خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي ( مريمين – المالكية – الشواغرة – ديرجمال – منغ – مرعناز – عين دقنة – تل رفعت – الشيخ عيسى – حربل – كفر ناصح ) وذلك بعد مفاوضات بدأت منذ شهرين تقريبا” ولا تزال مستمرة حتى الآن ، على أن ينحصر حمل السلاح بيد عناصر اللواء فقط ، بالإضافة إلى عودة أهالي القرى المذكورة من المدنيين و مقاتلي المعارضة بدون سلاح ، كما يسمح للمدنيين الكرد من أبناء تلك القرى دخولها و الإقامة فيها تحت حماية المعتصم .

.
5 – إعلان لواء المعتصم عن قرب تسلمه أحد عشرة قرية محيطة بعفرين في ريف حلب الشمالي تزامن هو الآخر مع إعلان هيئة تحرير الشام عن نيتها السيطرة على جبل الشيخ بركات ( غربي عفرين ) الذي يتصف بموقع استراتيجي كصلة وصل بين ريفي حلب و إدلب من جهة ، و إشرافه على مدينة عفرين من جهة أخرى ، إضافة إلى طبيعته الجغرافية و التي تؤهله ليكون الحصن الحصين لقادة إمارة إدلب يحميهم من الغارات الجوية ، في محاولة من هيئة تحرير الشام استنساخ نسخة عن جبال تورابورا معقل تنظيم القاعدة في أفغانستان و الذي كان و مازال الملاذ الآمن و الدرع الذي حمى قادة القاعدة من الغارات و الصواريخ الأمريكية على مدار ستة عشر عاما” و التي جاءت كرد على أحداث 11 سبتمبر 2001
6 – إن كانت الولايات المتحدة جادة بدعمها لوحدات الحماية فهل ستتجاوز الفيتو التركي الذي استخدم كذريعة لتبرير عدم دعوة الكرد لحضور اجتماعات جنيف السابقة ، و تعمل على إشراك الكرد في اجتماع جنيف المقبل ؟!

.
فمن يتجاوز الفيتو التركي لتسليح الكرد و يعلن أنه سيقوم بتسليحهم ، حكما” يستطيع أن يتجاوز الفيتو التركي المعرقل لحضور وازن الكرد على طاولة المفاوضات السياسية و يعمل إلى إشراكهم في محادثات جنيف المرتقبة في منتصف أيار مايو الجاري .

.
إلى الآن يبدو أن واشنطن مازالت تمارس سياستها المعهودة في إدارة الأزمات و ليس حلها ،
و لعل سياسة واشنطن التي تتبعها مع تركية و الكرد أبرز مثال على هذا ،
فهي تحاول الموازنة بين علاقتها الإستراتيجية مع تركيا العضو الوظيفي في حلف الناتو ، و علاقتها الطارئة مع الكرد كحليف موثوق للتحالف الدولي ضد داعش ، حليف أثبت كفاءته القتالية العسكرية .

.
قد يتساءل سائل كيف يرحب قسم من الكرد بالقرار الأمريكي رغم وجود تساؤلات و ملاحظات مشروعة حول طبيعة الدعم الأمريكي لوحدات الحماية ؟!
إن الإجابة على هذا السؤال يتطلب منا مراجعة لبعض المواقف الروسية من الكرد :

.
1- العلاقة الأمريكية مع وحدات الحماية بدأت خلال معركة كوباني 2014 بعد أن تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على ريف كوباني و على أجزاء كبيرة من مدينة كوباني ، ووقتها ترك الكرد لوحدهم حوالي الأربعين يوما” يواجهون قوة إرهابية مجهزة بعتاد عسكري تمتلكه جيوش دول ( استخدمت داعش في معركة كوباني الأسلحة التي استولت عليها من الجيش العراقي بعد سيطرتها على الموصل ) و من ثم قررت واشنطن تقديم الدعم العسكري للكرد بعد أن وصلوا لحالة الغريق الذي يبحث عن قصة ليتعلق بها .

.

و هنا نسأل مالذي منع موسكو من أخذ المبادرة و المسارعة لتقديم العون للكرد وهم القوة التي طالما أثبتت أنها تحارب بنجاعة و إخلاص الجماعات الإرهابية
و لعل معركة رأس العين التي بدأت في نوفمبر 2012 و تصدي الكرد لجبهة النصرة و غرباء الشام و حلفائهم من الجماعات الإرهابية أبرز مثال على مواجهة الكرد للجماعات الإرهابية .

.
2- مع الآسف يبدو أن كفة العلاقات و المصالح الاقتصادية بين موسكو و أنقرة رجحت على حساب دعم الكرد ، فموسكو لم تقدم أسلحة نوعية إلى الكرد
3- عدم دعوة الكرد لحضور اجتماعات الآستانة و التي تعتبر موسكو عرابه كانت محط استغراب و استهجان من قبل الكرد ، و خصوصا” و هم يشاهدون أن بعض المدعويين لاجتماعات الآستانة هم ممثلون لجماعات مارست كل أشكال الإرهاب بحق الشعب السوري بمختلف مكوناته ( ياسر عبد الرحيم فيلق الشام – محمد علوش جيش الإسلام و آخرون )

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك