وقف اطلاق النار في سوريا.. خطوة نحو التقسيم أم نهاية اللعبة

صحافة عالمية 22 فبراير 2016 0
وقف اطلاق النار في سوريا.. خطوة نحو التقسيم أم نهاية اللعبة
+ = -

كوردستريت- من الصحافة العالمية / يبدأ سريان الهدنة خلال منتصف ليل الجمعة القادمة بعد إقرارها من قبل الثوار

.
بعد سعي محفوف بالعراقيل توصلت الولايات المتحدة وموسكو، إلى اتفاق الاثنين، بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، يبدأ سريان مفعوله منتصف ليل 27 فبراير/ شباط.

.

الإتفاق يشترط موافقة الأطراف العسكرية المشتركة في الصراع المسلح بسوريا، قبيل ظهر يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري، إلا أن المعارضة تشترط للموافقة عدم “استهداف جبهة النصرة” خشية أن يدفع المدنيون الثمن.

.

ورغم أن الحجة تداخلها جغرافيا مع الفصائل الأخرى للمعارضة، وخاصة “الإسلامية” المتحالفة معها، إلا أن هذا “لا يخرجها” من خانة الإرهاب بالنسبة للروس والأمريكان على حد سواء، حيث أكد الإتفاق على استهدافها إلى جانب تنظيم “داعش”.

.

ورغم تفائل العديد من الأوساط الدولية، إلا أن نجاح هذه الهدنة “إن دخلت حيز التنفيذ”، يبقى مرهوناً بإلتزام نظام الأسد وحلفائه الروس والإنفصاليين الأكراد بتطبيقها، وهم الذين يستمرون بإفشال محادثات السلام في جنيف، برفضه وحلفيته موسكو تطبيق القرارات الأممية.

.

-تعزيز التقسيم

.

والسؤال المطروح اليوم هو من المستفيد من وقف إطلاق النار في سوريا عدا المدنيين طبعاً الذين سيتنفسون الصعداء بعد 5 سنوات من القصف الذي لم يرحم الحجر ولا البشر، بل من هو الطرف العسكري الذي سيستفيد من الهدنة خصوصاً بعد التغييرات الجوهرية التي طرأت على ساحة النزاع في سوريا، من تقدم لحزب الإتحاد الديموقراطي الإنفصالي الكردي في مناطق المعارضة المحررة في الشمال السوري.

.
الدكتور باسل الحاج جاسم، الخبير في الشؤون الروسية – التركية، عبر عن اعتقاده بأن وقف اطلاق النار، في هذه المرحلة، يصب في الدرجة الأولى لصالح موسكو وحلفائها، لاسيما أنه يأتي بعد تحقيق مكاسب للنظام وحلفائه، معتبراً أن تلك المكاسب “ستوظف في أي مفاوضات قادمة”.

.

وأضاف في حديثه لـ “الخليج أونلاين”: “علينا أن ننتبه إلى نقطة مهمة وهي إذا كانت الهدنة بمبادرة روسية، فهذا يعني أنها حققت أكبر قدر من المكاسب على الأرض مؤخراً وتريد استغلالها في مفاوضات جنيف”.

.

وتابع: “ربما لروسيا والولايات المتحدة مآرب أخرى لا تقل خطورة، على سبيل المثال تعزيز فرص التقسيم، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار دعمها الأخير لميليشيات حزب الإتحاد الديموقراطي الانفصالية الكردية، وتهجير الأخيرة أعداد كبيرة من سكان تلك المناطق من مكون سوريا الرئيسي”.

.

وبعد أشهر من المكاسب العسكرية التي أسهمت فيها حملة جوية تقودها الولايات المتحدة ورسيا، أصبح الإنفصاليون الأكراد وحلفاؤهم يسيطرون بالفعل على مناطق شمال شرق سوريا مع تركيا التي تمتد من الحدود العراقية إلى بلدة تل رفعت على الحدود التركية بمباركة من قوات الأسد وسط غضب تركي.

.

-أين الفصائل؟

.

وتبقى هناك معضلة أخرى في وجه أي إتفاق لوقف إطلاق النار، ألا وهي موافقة فصائل المعارضة السورية المسلحة، التي ليست لديها قيادة عسكرية مركزية كما لدى قوات نظام الأسد، والسؤال الآخر كيف يمكن لهذه الفصائل الاستفادة من “الهدنة”.

.

وهنا يقول الدكتور باسل حاج جاسم، أن “المعضلة الرئيسية اليوم هي من يستطيع فرض وقف اطلاق النار”، متسائلاً حول ماهية “الآليات التي ستستخدم لوقف إطلاق النار”.

.

واعتبر حاج جاسم “أن موسكو قد تكون أكثر فعالية على الأرض من واشنطن، باعتبارها باتت طرفاً هناك”، لافتاً إلى أن المعارضة لن تستفيد من الهدنة على عكس القوى التي تدعمها روسيا وحققت تقدماً واسعاً مؤخراً.

.

ورأى الخبير في الشؤون الروسية – التركية، أن “الشيء الوحيد الذي يمكن أن تحققه المعارضة السورية من الهدنة، هو إعادة توحيد صفوفها، إذ بدون ذلك ستكون ورقة خاسرة لا يمكن لأحد أن يعول عليها مستقبلاً، وستعطي الفرصة من جديد للمجموعات الانفصالية لتملأ الفراغ”.

.

واعتبر الحاج جاسم أنه لو كان لفصائل المعارضة السورية، قيادة موحدة، لما اتجهت واشنطن لدعم ميليشات صالح مسلم، ولاستفادت من القصف المدفعي التركي، منذ أيام واستعادت كل الأراضي التي خسرتها.

.

-المدنيون خط أحمر

.

وأبدت فصائل المعارضة السورية موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية، وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال.

.

وذكر رئيس الهيئة السورية العليا للمفاوضات رياض حجاب، الاثنين، أن فصائل الثورة السورية أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية.

.

أيهم الصالح القيادي في الجبهة الشامية، قال لـ “الخليج أونلاين”: إن “الهدنة مرتبطة بوقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الأطراف، وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين، وتقديم ضمانات دولية على ذلك”.

.

وأضاف: “فصائل الثوار في حلب ومختلف قطاعات الشمال السوري، لن تقف في وجه الهدنة، شرط وقف الغارات الروسية التي تقتل ال

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك