مزاجية التحليل (الدكتور فريد سعدون نموذجا )

آراء وقضايا 22 أبريل 2018 0
مزاجية التحليل (الدكتور فريد سعدون نموذجا )
+ = -

كرديار دريعي 

.

تحت عنوان ثلاث خطوات ذكية كانت وراء تدمير روجافا  نشر كرد ستريت رأيا للاكاديمي فريد سعدون حيث حاول من خلاله  تفسير اسباب  تدمير روجافا- حيث من وجهة نظره ان روجافا قدتم تدميرها عن سابق اصرار وتصميم – فمن العنوان وحيث يذكر الخطوات الذكية, يشير الى ان هناك من خطط لذلك  ولكن بدلا من السعي الى الموضوعية والحيادية في التحليل والبحث , وقع في فخ التوجه السياسي له ومحاولة تحميل جهة معينة ومن دون ذكر الاسم مسؤولية تدمير روجافا بحسب رأيه طبعا .

 

الخطوة الاولى بحسب رأيه هو أولا – القضاء على الجيل الولود مما يعني أنه بعد عشر سنوات سينخفض نسبة الكورد إلى أدنى مستوى له للأسباب التالية.

 

1-هجرة جيل الشباب إلى أوروبا  وطبعا من دون بيان اسباب هذه الهجرة هل تمت نتيجة  لتخطيط مسبق من جهة معينة ام هي هجرة طوعية مرتبطة بالرغبة في حياة افضل ام هي من  نتائج سياسة افقار المنطقة الكردية ودفع الشباب للهجرة من قبل النظام السوري  ام من وضع هذه الخطة الذكية بحسب عنوان كتابته .

 

السبب الثاني بحسب رأيه هو  2- التهجير القسري من مناطق القتال وطبعا من دون ان يذكر من قام قسريا بتهجير الناس من مناطق القتال لأنه من المفروض ان يذكر الذين اجبروا الناس على الهجرة بحسب العنوان الذي ذكر فيه بانها  خطوات ذكية فيا ترى من هذا الذي وضع هذه الخطط الذكية

 

السبب الثالث بحسب رأيه  هو 3- الظروف الاقتصادية التي شجعت الناس للهجرة وطبعا ذكرناها سابقا ولكن من يقف مسؤولا عن الاسباب الاقتصادية وطبعا لا يذكر ذلك .السبب الرابع بحسب رأيه هو – استنفاذ جيل الشباب عسكريا حيث تجاوز عدد الشهداء عشرة آلاف جميعهم من الجيل الولود و كانه تم التخطيط مسبقا لاستشهاد هذا العدد من الشباب وليس السبب هو التطورات التي حدثت وتوجه الجموع الارهابية الى المناطق الكردية وضرورة الدفاع عن المنطقة ومن سيدافع غير الشباب  عن الارض والعرض .ومن جديد ما هي هذه او من هو هذا الذكي الذي خطط لاستشهاد عشرة الاف شاب كردي .

 

السبب الخامس بحسب رأيه هو – التجنيد الاجباري والزج في معارك نتج عنه عزوف الباقي عن الزواج وهروب قسم كبير الى الخارج ومن هو تحت السلاح لا يتزوج. طبعا بما انه يتحدث عن غرب كردستان فالتجنيد الاجباري قد تم بقرار من الادارة الذاتية في تموز 2014 أي بعد اربعة سنوات من الأزمة السورية , أي ان عمر القرار هو اربعة سنوات فهل تم خلال هذه الفترة كل هذا التدمير الذي يتحدث عنه السيد الاكاديمي فماذا نسمي الالاف المؤلفة من الذين توجهوا الى مخيمات الذل في باشور كردستان واسطمبول والشتات قبل ان تصدر هكذا قرارات وقبل ان تكون هناك الهجمات العنيفة على غرب كردستان والمعارك الطاحنة التي ذكرها السيد الاكاديمي . فهنا يظهر اذكياء مخططين وليس ذكي واحد كما ذكره في عنوانه .

 

الخطوة الثانية بحسب رأيه هي ثانيا – تدمير التعليم الذي أدى إلى التسكع والهجرة والعطالة والشذوذ وهذا بدوره أخطر من التهجير لأنه سيؤدي إلى تدمير الطبقة الوسطى المثقفة والمتعلمة وإنتاج جيل أمي مشوه من الرعاع والحرافيش والجهلة وهذا بنفسه كاف ليعيد المجتمع الكردي إلى عصور الظلمات والجاهلية.

 

التوصيف الذي وضعه السيد الاكاديمي بحد ذاته اكبر اهانة للمجتمع الكردي المعروف بأخلاقه وقيمه الاجتماعية بشكل عام وتجني سافر على المحاولات القيمة لذرع الثقافة الكردية واخراج اللغة الكردية من طور التحدث الشفهي بها الى العلم وجعلها لغة للعلم والادب وتطورها , من خلال تقيمه يبدو جليا وكأن هذا الذكي الذي سعى الى تدمير روجافا قد اشعل شرارة التمرد في درعا وكان ووراء تدمير البلد من شرقها الى غربها ووضع المنطقة الكردية بين مخالب النظام والمعارضة الاخوانية الفاشية وان هذا الذكي قد دمر الجامعات والمعاهد في الوطن , طبعا ونتيجة الظروف التي ادت الى خروج النظام من المناطق الكردية وتشكل القوات الكردية والادارة الذاتية كانت الفرصة لان يدرس الكرد بلغتهم الام في وطنهم , ولان الكوادر التعليمية المرتبطة بمؤسسات النظام وخشية من قطع رواتبهم لم يقدموا خدماتهم وامكانياتهم في خدمة شعبهم بالإضافة الى الدعاية المضادة للتعليم باللغة الكردية من قبل بعض الاحزاب الكردية قبل النظام والتفكير المصلحي الذاتي   لبعض الجهات والعوائل في كون المستقبل هو في النظام السوري ومؤسساته وعدم ادراك ان النظام نفسه يتجه الى الزوال . لم يكن امام الادارة سوى خلق الكوادر التعليمية والتي رغم كل نواقصها لا اعتقد بانه يعيد الشعب الكردي الى عصور الظلمات والجهل والتخلف الذي ذكره السيد الاكاديمي بقدر ما يثبت بان الكرد قادرون على الحياة والتقدم رغم كل المعيقات واتخاذ الاكاديميين موقف الحياد .

 

الخطوة الثالثة بحسب رأيه هو  ثالثا – زرع أفكار التمرد عند المرأة وتشجيعها على عدم الزواج والإنجاب بحجة تحريرها وإحقاق حقوقها والمساواة والحرية وهي شعارات تؤدي إلى تدمير الأسرة ونزع صفة الأنوثة عن المرأة ودفعها لممارسة الاسترجال وترك وظيفتها الطبيعية في الإنجاب مما يعني تدمير اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات.

 

حقيقة لا ادري بماذا وبأية ذهنية سارد على هكذا موقف وتحليل سطحي ونظرة دونية للمرأة كونها فقط  للإنجاب  وارضاء الرجال وزينة للبيت وكانه يستقي افكاره من جان جاك روسو وارسطو في نظرتهم للمرأة واختصار دورها في الانجاب , وكما تسمي الدول المحتلة لكردستان أي مطالب كردية في التحرر  بالتمرد والخروج عن الطاعة ,كذلك يصف السيد الاكاديمي سعي المرأة الى التحرر وان تكون شخصية قوية اذلت ذكورية الكثيرين من خلال مقاومتها الاسطورية في الجبهات , بفقدانها لأنوثتها وقد استرجلت , فكان من الافضل ان يذكر بانها سلبت دور الرجال في المقاومة بعد ان استأنث الرجال . ومن دون ان تفقد انوثتها كما يتخيل السيد الاكاديمي , وذلك لان الذهنية الذكورية المتخلفة لا تعرف المرأة الا مغنجة ومثيرة للرغبات وخانعة ولذلك يقول بان تحررها ادى الى تدمير الاسرة  , نعم دمرت اسرة الحاكم الواحد , مع العلم ان الكثيرات من النساء الكرد حملن السلاح وهن متزوجات ولديهن اطفال وقد استشهدن ايضا في التاريخ الكردي القديم والمعاصر  ,وهذه التوصيفات التي ذكرها اعتقادا من السيد الاكاديمي في انه يحلل ويفسر انما جاءت متناسبة مع ذهنيته  ونظرته الدونية للمرأة ,فالافكار لم تتم ذرعها وانما تم استأصال الافكار المشوهة عن المرأة والمجحفة بحق المرأة ,

 

وفي الختام لنعود الى ما يسعى اليه السيد الاكاديمي من بحثه المعنون ب ثلاث خطوات ذكية جدا في تدمير كرد روجافا  . بداية العنوان نفسه يدل على ان ما تم في روجافا كان مخطط له مسبقا من جهة ذكية جدا ولكن من خلال سرده للأسباب يدخل في مغالطات كبيرة جدا كونه يسعى الى تحميل تجربة روجافا في الادارة الذاتية مسؤولية تدمير روجافا في استباق للاحداث والتطورات التي حدثت في سورية وروجافاي كردستان أي ان التخطيط وضع قبل حدوث كل هذه الاحداث والتطورات كون خطواته هي من جهة ذكية جدا  , رسمت مخطط الهجرة والتهجير والاستشهاد والتجنيد والتعليم  وقد سار المخطط كما تم التخطيط له ولذلك  يستحق السيد الاكاديمي لقب الاكاديمي عن جدارة

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك