لا لثقافة التخوين

آراء وقضايا 26 أبريل 2016 0
لا لثقافة التخوين
+ = -

*مسلم شيخ حسن

.

ان الشعوب التي عاشت تحت نير الاستعمار فقدت معظم عادات وتقاليد ايجابية التي كانت تتمتع بها بطرق واساليب الخبيثة والسيئة التي اتبعها المستعمر وعوض عن ذلك بثقافات جديدة التي تعيق تطور وتقدم هذا الشعب من خلال زرع الخلافات والفتن وزعزعة الثقة بين ابناء الشعب واحد وفكك الأسرة بحيث يبقى هذا الشعب مسلوب الارادة والقوى, جاهلاً وبعيداً عن المؤسسات والمراكز التعليمية والتوعية, حيث جاهدوا باستمرار لحؤول دون وصول هذا الشعب الى مستوى عال من الثقافة والوعي كي يبقى مضطهدا ومحروماً من حقوقه القومية والإنسانية, فالكرد أكثر الشعوب التي عانى ويعاني من الاضطهاد والاستعمار, واستخدم بحقه كل الوسائل لإمحائه من الوجود, والذي انعكس سلباً على حياة هذا الشعب. ونتيجة هذه رواسب التي خلفت الاستعمار خلال قرون بين ابناء الشعب الكردي أثرت على حياة هذا الشعب اجتماعياً وثقافياً وسياسياً بل اقتصادياً ايضا, مما تشرذمه المجتمع الكردي ووسع الفجوة والشرخ بين الأحزاب والأطر السياسية الكردية, الأمر الذي أدى ببعض الأطراف السياسية الكردية باتهام الرموز والقادة والمناضلين الكرد بالخيانة والعمالة, هذه لم تكن من الثقافة والتقاليد احفاد كاوا حداد وشيخ سعيد بيران وملا مصطفى البرزاني وسيد رضا وقاسملو فإساءة الى الرموز والمناضلين الذين ضحوا الغالي والنفيس في سبيل حرية ابناء جلدته وانكار جهودهم وتضحياتهم الجسام لا يخدم بتاتاً قضية شعبنا الكردي بأي شكل من أشكال بل يسيء الى القضية والتاريخ والتراث الشعب الكردي العريق وخدمة مجانية لإعداء الشعب الكردي.

.

ومن جانب آخر لا يساهم وحدة الصف الكردي الذي نحن بأمس الحاجة اليه في ظل التطورات الجارية على الساحتين الكردية والسورية ولا سيما هناك التحديات جمة تشهدها المناطق الكردية من الحصار والقصف من الجهات العدة وبالتالي يتطلب من الحركة السياسية الكردية ان تعي بأن الحل القضية الكردية وايجاد الحقوق المشروعة للشعب الكردي لا تحقق عبر اتهام مناضليه بالخيانة ولاسيما نحن على عتبة مرحلة العصيبة والدقيقة, فالوحدة والتكاتف والتعاون يجب ان يكون عنوان المرحلة الكردية وايجاد الظروف وأرضية لتقارب بين الاطر السياسية الكردية, بدلاً من ضياع وقت برفع صور وللافتات والشعارات في الساحات والشوارع مثل ما قام به انصار ومؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي وإساءة الى الرئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البرزاني الذي كرس جل حياته في سبيل الكراديتي وكذلك هذا العمل منافي لأخلاقيات شعبنا ومسيرته النضالية عبر قرون , فإساءة الى الرموز بهذا الشكل وامام الرأي العام شيء مؤسف ومقلق ومحزن للغاية وموضع استنكار .

.

فمن هنا يتطلب من الحركة السياسية الكردية في سوريا العودة الى الجادة الصواب والتخلي عن الانانية والعقلية الحزبوية الضيقة وان تترفع عن مثل هذه تصرفات مشينة لنضال وتاريخ الكرديين ووضع حد لما يجري في الشوارع والساحات المدن الكردية في سوريا كون هذا العمل يساهم في بث الفرقة والتشرذم في صفوف الحركة الكردية, ويعرض المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء للضياع وبدل ذلك بحث بشكل جدي عن تطلعات والطموحات شعبنا الكردي التواق الى الحرية والديمقراطية .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك