أمين عام سابق لحزب الله: زج الحزب في معركة سوريا سيشعل حربا مذهبية

ملفات ساخنة 02 يوليو 2013 0
+ = -

كورد ستريت (رويترز) – هاجم الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله وأحد أبرز مؤسسيه تدخل الحزب في سوريا قائلا ان زج ايران له في المعركة سيفتح الباب واسعا امام حرب بين السنة والشيعة.

وقال أول أمين عام لحزب الله في مقابلة مع رويترز في منزله في مدينة بعلبك بسهل البقاع الشرقي “زج الحزب بمعركة في سوريا فتح الباب واسعا امام حرب مذهبية.”

وأضاف “قبل الاعلان عن دخول حزب الله الى سوريا في الحرب كان يأتي معارضون للنظام السوري لدعم الثورة. اليوم يأتي المقاتلون تحت عنوان الدفاع عن السنة ومواجهة الشيعة. كنا في اطار دعم الثورة صرنا باطار حرب مذهبية.”

وانخرط حزب الله بشدة في الصراع السوري الدائر منذ 27 شهرا وساعد قوات الرئيس السوري بشار الاسد على استرداد بلدة القصير الحدودية.

وتحولت الحرب التي سقط فيها اكثر من مئة الف قتيل وأجبرت 1.7 مليون على الفرار من البلاد الى صراع طائفي يحارب فيه الاسد وطائفته العلوية معارضين اغلبهم من السنة ومنهم مقاتلون من تنظيم القاعدة يحاربون تحت لواء جبهة النصرة.

كما احتشدت قوى غربية وتركيا وراء مقاتلي المعارضة رغم قلقها من وجود متشددين إسلاميين بين صفوفهم في حين سلحت روسيا الأسد وقدمت له الدعم الدبلوماسي.

وقال الطفيلي من منزله في مدينة بعلبك معقل حزب الله ان الحزب تدخل في الحرب منذ زمن قريب في الشتاء الماضي وان تدخله يهدد المقاومة “ومع هذا التدخل نحن ذاهبون الى مكان غير محترم.”

وتمثل مشاركة حزب الله في معركة القصير نقطة تحول بالنسبة للجماعة التي شكلتها إيران في العاصمة السورية دمشق عام 1982 لمحاربة اسرائيل بعد غزو لبنان.

وأضاف “الحقيقة لم أكن أتوقع نهائيا أن يشارك حزب الله في القتال داخل سوريا ولذلك كان حديثي في البداية عن ضرورة لم الشمل اللبناني والتخلص من الخلافات بين 14 و8 (مارس) اذار وان يكون هذا البلد موحدا في ما لو تصاعد الاشكال السوري حتى نتصدى له موحدين وحتى لا تنتشر الفتنة السورية.”

وتساءل عن تداعيات هذه الحرب قائلا “هل ستتطور هل ستنتشر الى لبنان او الى العراق هل ستلف المنطقة بنيرانها وهل ستصل الى اماكن اخرى ام اننا سنستطيع لجم هذه الحرب وتحجيم دائرتها وحجم انتشارها في البلاد؟”

وقال “الكارثة والفتنة حتما وقعت لكن هل ستبقى هناك قدرة على السيطرة عليها أم أنها ستأخذ مداها. طبعا القرار الغربي الامريكي هو قرار أساسي في اكمال نار الفتنة. يمكن ان يستخدموا الجموح الايراني في مطحنة مذهبية قذرة تقضي على الاسلام والمسلمين وتقضي على الامة وصمودها وبقائها لعقود من الزمن ان لم تكن قرون.”

ومضى الطفيلي الذي كان أول أمين عام لحزب الله ما بين عامي 1989 و1991 وولد عام 1948 يقول “في هذا الصدد سيكون حزب الله خبرا بعد عين.. خبرا من الماضي وليس من الحاضر وسيقضى على حزب الله.”

وأشار الى ان الشيعة العرب يعدون أقلية في محيط سني كبير وتساءل “كيف يمكن لعاقل ان يزج نفسه في سفينة صغيرة تواجه بحرا هائجا.”

وأوضح انه ليس من مصلحة حزب الله ان تستعر نار الفتنة السورية وتنتقل الى لبنان قائلا “لفترة قريبة كنت أعتقد ان المقاومة غاية عزيزة وغالية وكذلك سلاح المقاومة وان المقاومة لها أولوية قصوى وعليه من يفكر بتحصين المقاومة فانه لا يمكن ان يزج المقاومة بحرب بين السنة والشيعة والفتنة تأكل الجميع.”

وقادت جماعة حزب الله صعود الشيعة في لبنان لتصبح أقوى فصيل في البلاد وأجبرت اسرائيل على إنهاء احتلال دام 20 عاما لجنوب لبنان وشكلت جبهة عسكرية مع سوريا وإيران في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة.

أما الآن فإن الكثير من اللبنانيين يعتبرون دعم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للرئيس السوري في الانتفاضة التي يقودها السنة من الحسابات الخاطئة التي ستستدرج لبنان إلى مستنقع الصراع السوري وتصعد القتال في لبنان وتعمق الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة.

وقال الطفيلي ان الايرانيين هم من دفعوا حزب الله الى الانخراط بالمعارك في سوريا رغم ان الحزب “كان يرغب ان ينأى بنفسه عن معارك سوريا وأوضح رأيه للقيادة الايرانية لكن هذه القيادة كان لها رأي آخر بضرورة دخول الحزب في المعركة.”

وتوقع سقوط الاسد وقال إن مساعدة حزب الله قد تؤخر سقوطه غير انها لن تلغيه.

وأضاف “منذ البداية كان قرارا ايرانيا. أنا كنت أمينا عاما وأعرف ان القرار قرار ايراني ولا بديل. البديل هو مواجهة الايرانيين. القرار السياسي هو بيد القيادة الايرانية مئة بالمئة ولكن هذا لا يعني ان الايراني يجلس ويأخذ قرارات بالتفاصيل اليومية (اللبنانية) مثل تعيين هذا او ذاك لكن له قراره بالمواضيع العامة المهمة التي تمس المسائل الحيوية.”

واشار الى ان نصر الله زار ايران قبل معركة القصير بأيام “لاخذ مظلة شرعية للحرب…خاصة بعد ان ارتفعت اصوات بان القتال في سوريا حرام شرعا وضد الاسلام والمسلمين ونصرة للظلم والجور وان من يقتل في هذه الحرب ليس شهيدا …ولتصوير ان القرار ايراني.”

وتحدث عن موقف الاسد وقال انه “في وضع صعب ويحاول ان يستقوي بعابر سبيل. اليوم هو عمليا يحاول ان يحصل على ما يظن انه ملجأه الاخير وهو المنطقة الساحلية. صار يائسا من سوريا ومن بقائه بالشام وتدخل القوى الاخرى من حزب الله وغيرهم كان أكثر من حبل نجاة لبشار ولو كان سينقطع.”

وقال الطفيلي الذي يستقبل الزوار في منزله رغم الاحكام القضائية الصادرة بحقه اثر اشتباكات لانصاره مع الجيش اللبناني وحزب الله ان معركة القصير أدت الى مقتل وجرح ما بين 700 و800 شخص من حزب الله وكلفته ملايين الدولارات كلها تأتي من ايران.

وانتخب الطفيلي أول أمين عام لحزب الله اللبناني. وفي عام 1991 حل محله السيد عباس الموسوي الذي قتل في غارة اسرائيلية عام 1992. وانصرف الطفيلي بعد ذلك الى الدعوة وسط ابناء الطائفة الشيعية فأنشأ حوزة عين بورضاي في منطقة البقاع.

وفي عام 1997 اعلن الطفيلي العصيان المدني على الدولة اللبنانية احتجاجا على تردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان وخصوصا في البقاع فأعلن عن “ثورة الجياع”.

وفي عام 1998 اتخذ حزب الله قرارا بفصله من صفوفه. كما حدثت اشتباكات مسلحة بين انصاره وبعض افراد حزب الله في حوزة عين بورضاي. وادى تبادل اطلاق النار الذي شارك فيه الجيش اللبناني الى مقتل النائب السابق الشيخ خضر طليس واحد الضباط اللبنانيين.

وقال الطفيلي “للاسف نحن قررنا ان نضحي بانفسنا خدمة لمصلحة في ايران يجهلها اللبنانيون…أنا أرى أن لبنان سيكون أقرب الناس للحرب والنار السورية ستلتهمه قبل ان تنتشر في غيره من الاماكن.”

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك