شمال سوريا تتحول الى ساحة لقواعد أمريكية .. وفرنسا توسع من نفوذها والإدارة الذاتية تحفر الخنادق من كوباني إلى ديريك

تقارير خاصة 26 أبريل 2018 0
سيارات تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية تتقدم مركبات عسكرية أمريكية في بلدة قرب الحدود مع تركيا يوم 28 أبريل نيسان 2017. تصوير: رودي سعيد - رويترز
+ = -

كوردستريت || مزكين ابراهيم 

.

غيرت الحرب السورية التي دامت لأكثر من سبع سنوات من تاريخ وجغرافية سوريا ، فقد أصبحت سوريا ميداناً وساحةً للتنافس بين الدول العظمى في العالم “أمريكا ، روسيا ، تركيا ، إيران “كلٌّ يسعى للتغلغل في مجريات الحدث السوري والتحكم به ، وبدا ذلك واضحاً في الإعلان الروسي الذي بدأ بإدخال قواته إلى سوريا ،وتلاه الإعلان الأمريكي الذي جاء في ذات السياق بذريعة القضاء على داعش ، وبدأت القواعد العسكرية الغربية تتوالد وتتكاثر في المناطق السورية..

.

هذا ومن جهته كشف مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية “علي أكبر ولايتي “أنّ واشنطن قد أنشأت إثنتي عشر قاعدة عسكرية لها في شرق الفرات بسوريا..

.

“الكيفية في إنشاء القواعد الأمريكية “

اختارت أمريكاالمنطقة الكوردية في سوريا ليكونوا حلفاء وشركاء لهم في الحرب على “داعش “، ووفقاً لمعلومات كوردستريت   ان التحالف  الدولي  قامت علناً بإنشاء عدة قواعد عسكرية لها في المناطق الواقعة تحت سيطرة حلفائها الكورد في شمال سوريا مع إمدادها بدعمٍ جويٍّ من قبل التحالف .

وأنشئت أول قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من الرميلان شمالي شرقي سوريا، والتي تعتبر القاعدة الجوية الأمريكية الأولى في سوريا،

ولم تكتف بذلك بل خططت لإنشاء قواعد أخرى ، سواء قاعدة أمريكية ثانية، أو قاعدة ألمانية في نفس المنطقة الجغرافية والقاعدة الفرنسية بالقرب من مدينة كوباني

تلعب هذه القواعد دوراً أساسياً في الحرب المشتعلة في العراق وسوريا،حيث أنّ الدول الغربية تقدم دعماً جوياً للكورد بدءاً من الأسلحة إلى الذخائر، إلى الدعم المختلف الأشكال “التقني واللوجستي و التدريبي والسياسي،” وصولاً إلى الدعم بالضربات الجوية.

كما وأنشئت قواعد للإمداد والتموين و الخدمات الأخرى المختلفة للقوات الأمريكية و الغربية، بحجة أنّ الخبراء و الاستشاريين، يجب أن يكونوا بالقرب من خطوط المعارك، و التي تبعد مئات الكيلومترات عن أي قاعدة جوية غربية.

“كيفية إنشاء القواعد العسكرية الروسية”

كانت روسيا أول من أنشأ قواعد عسكرية في سوريا وترتكز مهام هذه القواعد الروسية على التالي :

.

مراقبة النشاطات الروسية في قاعدة حميميم، إضافة لقواعد روسية أخرى حصلت عليها روسيا التي تعتبر حليفاً للنظام السوري منذ بداية الحرب السورية إلى تاريخه ” كمطارات بادية حمص و مطار القامشلي” والتي تقوم بمراقبة حركة الطائرات و أنواعها و قدراتها و فاعليتها، إضافة للأسلحة غير التقليدية التي يمكن أن تنشرها روسيا في سوريا، وبخاصة الصواريخ البالستية و الصواريخ البعيدة المدى، والتي في حال نشرت في سوريا فستكون تهديداً جديداً يجب على الناتو التعامل معه.

.
حيث عمدت روسيا للإيحاء أنها نشرت أسلحة نووية في حميميم، والتي تعد تهديداً أمنياً لتركيا و الناتو، وذلك من خلال قيامها بتسريب صوراً لبطاريات صواريخ “اسكندر” البالستية التكتيكية، القادرة على حمل رؤوس نووية، وتعتبر صواريخاً مصممة لاختراق منظومات الدفاع الجوي الصاروخي المضادة للصواريخ .

.
كما ووصل التنافس الروسي الغربي على سوريا،إلى مرحلة ترسيم جزء من الأراضي السورية كأراضي روسية في مطار حميميم كما ويكشف الأمريكيون أنهم في صدد نشر أجزاء من منظومة الدرع الصاروخي الغربي في سوريا، مدّعين أنّ هذا الدرع موجه بشكل أساسي ضد إيران، التي تطور برنامجاً صاروخياً “طموحاً”.

“المطارات الامريكية في سوريا “

تمتد هذه المواقع في الشمال السوري والذي يعتبر مركز الإشراف على المعارك في شرق سوريا و شمالها الغربي ،فوجود مطارات للتحالف و الناتو شمالي سوريا سوف يلغي الحاجة لقاعدة انجرليك، أو أي قاعدة جوية تركية، إلا للحالات الطارئة،

.

فتركيا وبحسب المراقبون بدأت تشكل تهديداً حقيقياً للغرب المتحالف معها، بسبب ميولها لتطوير ترسانتها العسكرية وتصنيعها محلياً وامتداد قواعدها العسكرية في الخليج العربي ودوّل افريقيا ، مما جعل المهمة الأساسية التي تقع على كاهل القواعد الغربية هي مراقبة النشاطات التركية ، وتتركز البعض من هذه القواعد على التلال كالقاعدة الفرنسية في تل ابيض ،مما يعني إمكانية استخدام قدرات السطع اللاسلكي والراداري، بشكل أفضل وجملة الأهداف التي يمكن سطعها هي :

.

1- الطائرات التركية و الروسية،

2- والقواعد العسكرية الروسية والتركية في المنطقة،

3- مراقبة سير المعارك ضد المتمردين الكورد شرقي تركيا، وبخاصة الضربات الجوية ضدهم في المناطق الشرقية، وصولاً حتى جبال قنديل.

4- تخفيض الاعتماد على القواعد الغربية في تركيا،حيث ستتسبب القواعد العسكرية الغربية شمالي سوريا في تخفيض اعتماد الدول الأوربية على القواعد العسكرية في الخليج .

.
كما وتشكل هذه القواعد خطاً جيداً للمواصلات مع العراق و لاحقاً مع إيران

أفضل بكثير من الخط عبر دول الخليج أو تركيا .

وتشير الدراسات وتحليلات المراقبين إلى أنّ بروز هذه القواعد العسكرية، قد يتلوه تغير نماذج التحالفات العسكرية في المنطقة، والتي ستشهد صعود حلفاء و هبوط أخرين،

.

بحسب مراسلة شبكة كوردستريت ان كل هذه الأحداث والتطورات في المنطقة الشمالية وضعت إدارة الاتحاد الديمقراطي في الشمال السوري في وضع محرج للغاية حيث لجأت في الآونة الاخيرة إلى حفر الخنادق على طول الحدود مع تركيا وعلى امتداد 500 كم متر ، بدءاً من شرق جرابلس وانتهاءً بالحدود العراقية شرقاً، فضلاً عن تطويع  الآلاف من المدنيين تحت اسم حرس الحدود وبراتب شهري قدره 200 دولار ،وقدّر عدد هؤلاء حتى الآن 30 ألف مهمتهم تتركز على حراسة الحدود مع تركيا في الليل فقط..

.

وكانت قاعدة حميميم العسكرية قد أعلنت منذ يومين على حسابها الرسمي على التواصل الاجتماعي بأنه
“لا يمكن القبول باستمرار التواجد المسلح غير “المشروع” للتنظيمات الكردية شمالي سوريا،معتقدين أن القوات “الحكومية السورية” تمتلك أحقية مواجهة أي تواجد مسلح غير “مشروع ” في البلاد.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك